نجا وزير الداخلية المصري اللواء محمد إبراهيم من هجوم بقنبلة استهدف موكبه صباح الخميس أثناء تحركه من أمام منزله في حي مدينة نصر (شرق القاهرة). ويقول مراقبون إن هذه الحادثة تأتي لتعري الوجه القبيح للإرهاب الذي قد يتخفى أحيانا وراء شعارات السلمية وحقوق الإنسان كتلك التي رفعها الإخوان منذ نجاح ثورة 25 يناير، لكنه يظل يخفي طبيعته العنيفة التي تلجأ إلى القتل لحسم الخلاف مع الفرقاء. وأكد اللواء إبراهيم الذي وصف الحادثة بالخسيسة أنه يتوقع "موجة إرهاب" في البلاد. وهذه أول محاولة لاغتيال وزير داخلية مصري بعبوة ناسفة منذ أوائل تسعينات القرن الماضي عندما حاولت مجموعة مسلحة اغتيال وزير الداخلية انذاك حسن الألفي. وقالت مصادر أمنية إن 10 من رجال الشرطة أصيبوا إضافة إلى 15 آخرين من المارة الذين تصادف وجودهم في موقع الانفجار من بينهم مواطنة إنكليزية وأخرى صومالية. وبعد قرابة ساعتين من وقوع الانفجار، ظهر اللواء إبراهيم على شاشة التلفزيون مؤكدا أنها "محاولة خسيسة" وأنه كان يتوقع "موجة إرهاب" بالبلاد. وقال الوزير للصحفيين "حذرت قبل فض اعتصامي النهضة ورابعة العدوية من أن موجة إرهابية ستحدث وهذا أمر متوقع". وأدى الانفجار إلى تحطم واجهات عدد من المحلات كما تحطم زجاج بناية تقع على الجانب الآخر من الطريق على بعد قرابة 30 مترا من مكان انفجار القنبلة. وحلقت طائرات عسكرية مروحية فوق موقع الحادث فيما واصلت قوات الأمن تمشيط منطقة الحادث باستخدام الكلاب البوليسية. وأكدت الحكومة المصرية أمس أنها ستضرب الإرهاب ب"يد من حديد". وأدان مجلس الوزراء في بيان "الحادث الإرهابي والاعتداء الآثم على موكب وزير الداخلية" مؤكدا أن "هذا الحادث الإجرامي لن يثني الحكومة عن مواجهة الإرهاب بكل قوة وحسم وكذا الضرب بيد من حديد على كل يد تعبث بأمن الوطن". وأكدت الرئاسة المصرية في بيان أنها "لن تسمح للإرهاب الذي سبق أن دحره الشعب المصري في الثمانينيات والتسعينيات أن يطل بوجهه القبيح من جديد". ونفت الجماعة الإسلامية، وهي تنظيم كان مسؤولا عن موجة عنف في تسعينات القرن الماضي في مصر قبل أن يعلن تخليه عن العنف في العام 1998، أي صلة لها بمحاولة اغتيال اللواء إبراهيم. واعتبر خبراء في الجماعات الإسلامية أن الإخوان لم يقدروا على العيش في النور شأنهم شأن بقية التنظيمات السرية التي ترفض الحياة المدنية لأنها تسقط الهالة التي تصنعها لنفسها من خلال خطاب المظلومية والتباكي على الاعتقالات والسجون. وأضاف هؤلاء أن سنتين ونصف السنة من عمر ثورة يناير كانت كافية لتبين للشارع المصري أن الإخوان تيار يريد أن يعيش لوحده فإما أن يهمين على كل شيء ويكمم أفواه الناس أو أنه يعود إلى السرية ويمارس العنف ويطلق الإشاعات.