نفذ حكم الاعدام في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية بتهمة "الخيانة" بحق عم زعيم البلاد جانغ سونغ تايك، الذي كان يعتبر الشخصية الثانية في التسلسل الحزبي الهرمي للدولة وهو مستشار ومعلم كيم جونغ إين. ولكن فجأة يأتي هذا المنعطف الحاد في حياته!! لكن يا ترى هل كان ذلك فجأة؟ تعتبر عملية بيع الأراضي في منطقة "راجين سونبون" التجارية والصناعية لإحدى الدول الأجنبية لمدة 50 عاماً والتي نسبت لجانغ سونغ تايك من "الجرائم البشعة". أما عن المنطقة فهي تقع في شمال شرق كوريا الشمالية على الحدود مع الصين وبريمورسكي كراي لروسيا الاتحادية، وتنشط فيها الصين بصفة خاصة هناك- الحليف الرئيسي لكوريا الشمالية والشريك التجاري الرئيسي. يشار إلى أن جانغ سونغ تايك ناقش في الصيف الماضي، قضايا التنمية المشتركة للمنطقة مع الصين. وفي الوقت نفسه، وبعد عزل كيم جونغ أون مباشرة بداية هذا الأسبوع، من جميع الوظائف، ظهرت إشاعات تشير إلى أنه كان يعيق تطوير هذه المناطق التجارية الاقتصادية. ولكن وفقا لمصادر أخرى كان المسؤول الكبير على العكس من ذلك يقود سياسة موالية للصين فقط وكانت له مكاسب شخصية على حساب مصالح بلاده. الأكثر ترجيحاً من بين الاحتمالات كلها هي التهم السياسية المشؤومة جداً منها إنشاء جماعة مناهضة للحزب الحاكم، وأخرى محاولة للاستيلاء على السلطة، وهذه الأخيرة ذنب لا يمكن في أي بلد من بلدان العالم غفرنه، خصوصاً في بلد دكتاتوري سلطوي صارم مثل كوريا الشمالية. من الواضح أن الشاب كيم جونغ زعيم كوريا الشمالية يود عن طريق استخدام طرق حاسمة التخلص من الجيل السابق من أصحاب النفوذ لتعزيز نظام السلطة الشخصية المطلقة. ومن هنا يمكن الافتراض ان عمليات تطهير في جهاز الدولة والجيش سوف تشهدها كوريا الديمقراطية قريباً. عمليات التطهير هذه، بحسب رأي قسطنطين أسمولوف الخبير في معهد دراسات الشرق الأقصى، يمكن أن تبدأ ولكن ليس لأسباب أيديولوجية فقط: المشكلة ليست بتأسيس مجموعة مناهضة للحزب. وذلك لأم نهج كيم جونغ إين تضفي الشرعية على ما يسمى بالاقتصاد الموازي الموجودة في كوريا الديمقراطية. ولكن تشرى الفساد في عروق هذا الاقتصاد. وإذا تم السماح بشكل كامل للاقتصاد الموازي ولم يتم قطع دابر الفساد، فسوف يصبح الأخير الهواء الذي تتنفسه الدولة والدم الذي يجري في عروقها. خاصة وأن رئيس البلاد فتى في ريعان شبابه لا يمتلك الخبرة الإدارية المطلوبة. لهذا من المرجح أن يكون كيم جونغ إين، كونه رجل صارم، توصل إلى استنتاج مفاده أنه لا يمكن انقاذ البلاد إلا عن طريق القمع. من الواضح أن الضربة التي وجهت لجانغ سونغ تايك هي ضربة موجهة ضد أي شخص يحاول تأسيس مجموعة خاصة به، مع الاشارة إلى أن ذلك ليس مبنياً على أسس أيديولوجية وإنما السبب الرئيسي هو الفساد. وهذا سوف يعتبر بمثابة تعدي على وحدة الحزب والاساءة إلى الزعيم شخصياً، وعقاب ذلك الإعدام. وفي الوقت نفسه، أعربت اليابان وكوريا الجنوبية عن قلقها إزاء إعدام الشخصية الثانية في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية. في حين أن الولاياتالمتحدة، من جانبها، تتشاور مع حلفائها الذين يراقبون الوضع عن كثب متوقعين حدوث استفزازات محتملة يمكن أن تؤثر على سياسة كوريا الشمالية الخارجية .