في الوقت الذي عض فيه الكثير من أبناء الشعب اليمني أصابع الندم لما آل إليه وضع اليمن من كارثة إنسانية أدخلت البلد في حرب طاحنة، كان سببها الأول والأخير نكبة 11 فبراير/شباط، أحيت مليشيات الحوثي وحزب الإصلاح (جماعة الإخوان المسلمين في اليمن) ذكرى هذه المناسبة التي تسببت لليمنيين بأسوأ كارثة إنسانية في العالم، كما تؤكد تقارير الأممالمتحدة. ففي العاصمة صنعاء أقامت مليشيا الحوثي، اليوم، فعالية احتفالية بذكرى هذه النكبة. وقال القيادي في الميليشيا الموالية لإيران، محمد علي الحوثي، في الفعالية التي أقيمت، اليوم، بجامعة صنعاء، إن ما وصفها ب"ثورة 11 فبراير" 2011 "كانت ثورة شعبية مثلت مرحلة مهمة من تاريخ نضال الشعب اليمني للتحرر من الوصاية والارتهان الخارجي"، حسب تعبيره. واعترف الحوثي أن نكبة 21 سبتمبر، اليوم الذي أسقط فيه الحوثيون العاصمة صنعاء، كانت امتدادا لنكبة 11 فبراير،. وقال: "إن الثوار الأحرار أشعلوا شرارة الثورة في 11 فبراير، هم الذين انطلقوا بها حتى الانتصار في ثورة 21 سبتمبر 2014"، حسب تعبيره. وزعم الحوثي أن القرار والسيادة اليمنية كانا تحت الوصاية والارتهان الخارجي، مضيفاً: "اتضح أن كل شيء باليمن كان مرتهناً، الانترنت كان من الخليج". من جانبهم، أقام الإخوان المسلمون في مدينتي مأربوتعز، احتفالا بالمناسبة. وبحسب مراقبين، فقد أتاح حزب الإصلاح في قلب العاصمة صنعاء، الفرصة لمليشيات الحوثي في التمدد تحت لافتة المطالب الشبابية، وكان ذلك بمثابة إعادة الروح لكائن يلفظ أنفاسه؛ فبعد أن كانت الحروب ال6 قد أضعفت الحركة التابعة لإيران بشكل كبير، أعادت إليها تجمعات المطالبين بإسقاط النظام الروح من جديد". وذكرت صحيفة "العين" الإماراتية، في تقرير لها اليوم بعنوان "ثورة وأزمة ونكبة وكارثة.. رباعية "فبراير" اليمن ب11 عاما"، أن الاحتجاجات الشبابية التي اندلعت عام 2011 في صنعاء وتمددت إلى تعز مدفوعة برياح التغير، كان يمكن احتواؤها؛ لكن دخول حزب الإصلاح الإخواني وقادته العسكريين على خط الأزمة عقّد حلها، حيث دفع بالشباب من السلم إلى العنف وأضفى الشرعية للحوثيين للتظاهر بعد أكثر من 6 حروب متتالية في معقلهم الأم صعدة.