(نبض وياسمين).. رئيساً.. أعني رجلاً، وليس المعنى المشترك (للرجل والمرأة)، أعني رئيسة، لأني لست مع أن تدخل المرأة معترك السياسة أصلاً، فكيف برئاسة دولة، وأين في بلادنا، وسأبقى مؤمنة بهذا المعنى، كقناعة على المستوى الشخصي، فمن يدخل حياة السياسيات في اليمن، ويرى ما تفعله فيهن السياسة دولياً ومحلياً، يلعن اليوم الذي اقتحمت فيه المرأة هذا الوسط الملوث، وبعيداً عن كل هذا، فأعني ب(لو) التي تفتح عمل الشيطان أن لو كنت رئيساً للجمهورية بعد حادثة العرضي، لقدمت أمام الشعب وفي ساحة عامة، أكبر استقالة عرفها البشر، وذلك عند عجزي عن كشف أولئك القتلة، لأكشفهم كأسماء، وصور بل كشف أسيادهم وأسياد أسيادهم.. ولن أكون بذلك قد أسقطت واجباً، بل حافظت على الأقل على ماء وجهي، كما فعل من سبقوني، ولاسيما وحكومتي الرشيدة بكل ما فيها، من أبناء محافظتي أبين، جميعهم من دكاترة ومستشارين ومحامين وحتى أميين باتوا أطرافاً في الدولة بنسبة 80% لا تجيد هذه الحكومة إلا الإدانة، وهي أصلاً المدانة أولاً وأخيراً، بفشلها وضياعها، وضياع الوطن معها، ضياعاً لا عودة منه، مهما طال الزمن. وإن لم أستطع فعل ذلك لخوفي على الكرسي، سأذهب إلى منازل الضحايا، وأسمع نحيب النساء والعجائز والأطفال على ضحاياهم، وسأضع نفسي مكانهم، مكان زوجة العسكري الفقير أم الخمسة، والأم المريضة التي فقدت معيلها الوحيد من الممرضين، وحتى عائلات الألمان والفلبيين، وحتى اليهود، ولقلت لتنظيم القاعدة الذي لا يد له في هذه العملية، سأكون في بيتي الساعة كذا، وإن كنت هدفكم، فها أنا في وسط عائلتي، تعالوا لقتلي واتركوا شعبي الفقير المسكين الذين بات يموت جوعاً وبرداً وأنا عاجز حتى قول خطاب يفهموه وإن لم أستطع هذا أو ذاك لأني وضعت في المكان الخطأ في ساعة العسرة كإنقاذ، أو كمسكن بندول، فلن أطالب بتمديد فترتي الرئاسية، وسأحاول بكل الطرق، أن اختصرها لأقرب مدة، حتى أكون المسؤول الوحيد أمام الله، عن ما ستسفك من دماء في القريب العاجل، وبتلك الطريقة، وبأبشع منها، وإن كان أبشع منها لا يمكن أن يكون، والله وحده يعلم على من سيقع عليهم موت بتلك الطريقة، ومن سُيعلن مسؤوليته عن ذلك الموت، ثم ينتهي كل شيء، ويموت الناس وأنا أنظر إليهم من قصري الرئاسي. ولو كنت رئيساً للجمهورية في هذه الأيام، لطلبت من الصين في صفقة عاجلة صناعة أكبر شمعة عرفها العالم، لأشعلها في صالة اجتماعاتي، وذلك عندما تضرب الكهرباء في الشهر أكثر من مرة في الشهر، عندما يغضب أولئك الناس الذين يعيشون في جمهوريتي، وهم يعتبرون أنفسهم جمهورية مستقلة أيضاً، وحينها كعاجز عن إصلاح هذا الوضع، سأشتري شمعة لأشعر مواطني أنني أشاركهم وجعهم وألمهم وحتى بردهم. ولو كنت رئيساً للجمهورية في هذه الأيام، لحولت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد لمصنع أسفنج أو تعليب أسماك، لسبب واحد لأن تلك الهيئة تكافح الاقتصاد بكل ما تسرقه وتهيئة للسرق والمفسدين، وبتحويلي لها لمصنع، على الأقل سيجد المواطن تونة يأكلها، وفرش ينام عليه. ولو كنت رئيساً انتقالياً شبه دائم للجمهورية، لشنقت القتلة والمجرمين للمواطنين، ولقطعت أيدي مخربين الكهرباء، ول.. ول... أو سأترك ذلك الكرسي لرئيس يمكنه أن يكون رئيساً يوماً ما. * "المنتصف"