- نبض وياسمين* الحمد لله إني أخيراً عرفت السر.. السر الذي جعل الفراعنة وأهراماتهم، والنيل بكل عطائه وخيره، والإبداع الأسطوري في الفن من أم كلثوم وعبدالحليم، والإبداع العقلي والعلمي، حتى في أصوات القراء، وعباقرة العلوم والفضاء، وحتى في المشاعر والأحاسيس، والطبخ والتصاميم و..... إلخ السر فيهم، فيما يحملون من قوة وثقافة وإبداع ووعي ونهضة.. لذلك يستحقون كل ذلك وأكثر.. فلكم أن تتخيلوا لو أن الأهرامات في بلادنا، ولو أن النيل في أرضنا ماذا كان سيحصل، ستتحول الأهرامات (الطيرمانات) للتخازين وليس لكل الناس، بل للسرق منا والمسؤولين، ثم يبيعون الأهرامات حجراً.. حجراً، ولن تصيبهم لعنة الفراعنة، فهم محصنون منها، لأن شياطينهم وهم بأنفسهم شياطين آدميين، يسرقون حتى الغبار الذي ستصيبهم به اللعنة ويبيعونه، وسوف يبيعون ميموات الفراعنة عضواً.. عضواً، وحتى تنتهي الأهرامات وما بداخلها، ثم يبنون لهم بيوتاً على تلك الأراضي، وسيفعلون ذات الشيء في النيل، حيث سيلقون إليه كل قمامات المدن والأرياف، وحتى مخلفات الحيوانات، وسيستنزفون ماء النيل بري القات، ولن يتركوا شبراً لم يزرعوا فيه قاتاً، وسيستنزف ماء النيل بسموم القات، ولو استطاعوا أن يبيعوا بعد ذلك ماء النيل قطرة، قطرة للسرق وأولادهم وأولاد أولادهم.. أما هم فشعب الانتصارات والأمجاد، فجيش مصر هو من حرر الكثير من الشعوب العربية من الاستعمار، وأولها بلادنا، التي كافأنا ذلك الجيش العظيم بقتل ضابطه.. الشعب الذي وقف بعد 33 عاماً أمام رئيسه، كان وقوفه لما بلغ به من ظلم وتعب وضياع، لكن إذ به كالمستجير من الرمضاء بالنار، ووجد الشباب من سرق ثورتهم، لتتحول إلى (يا ثورة ما تمت)، وليجلس على الكرسي رئيس منتخب بالتزوير، وللأسف باسم الدين، وتصحيح الأوضاع، والعدالة والعيش والحرية، ليعيشوا ما عشناه ويعيشه وسنعيشه، وليعيد الماضي نفسه، لكن للأسف بمنظر أبشع من سابقه. ذلك كله لم يجعل الوجع يكبله كما كبلنا، فلم يسكتوا ولم يستكينوا، ووقفوا في نفس المكان مرة أخرى يداً واحدة ليقولوا نفس الكلمة، ونفس العبارة، وبنفس المشهد والصورة، بقوة واستبسال وعزيمة وإرادة ووحدة وحب حقيقي للوطن، في الوقت الذي اعتبره الآخرون إنقلاباً وخروجاً على الشرعية، لأنه ضدهم فقط، أما لو كان معهم فهو ثورة وانتصار لشرعيتهم، وسيدافعون عن ذلك باسم الدين بكل ما أتوا، وسيحولون النصوص لصالحهم، وسيغيرون كل التفاسير القرآنية والنبوية لتفسر ما يفعلون، لكن مصر وأبناءها العظام، سيقفون كما تقف الأهرامات، بشموخ وعزة وإباء، وتحيا وستحيا مصر.. * صحيفة المنتصف