يوما بعد يوم تزداد الأوضاع تدهورا فى اليمن بعد سيطرة جماعة الحوثى الارهابية على مقدرات هذا الشعب الذى دفع الثمن غاليا فى مواجهة هذا الارهاب الذى لا يتوقف ، ووسط صمت دولى لعمليات تلك الجماعة الارهابية. هذه المرة كان مخطط الجماعة الارهابية فى التحكم فى خدمات الانترنت ، حيث أن قوة مليشيا الحوثي الإرهابية الاقتصادية تكمن في الموارد المالية الضخمة التي يجنيها من قطاع الاتصالات، كشركة يمن موبايل والمؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية.
وتكمن الأزمة الحقيقية ليس فى قطع الاتصالات عن أبناء اليمن، ولكن فى من يدعم جماعة الحوثى فى التجسس على قادة الجيش اليمنى وحكومته الشرعية من خلال فريق هندسي وتقني مدعوم من إيران يشرف عليه مباشرة جهاز أمن الميليشيات الوقائي لإحكام قبضته على شركات الاتصالات الحكومية والخاصة.
لقد كشفت صحيفة "اندبندنت عربية" النقاب عن وثائق سرية ، لاستخدام جماعة الحوثى وسائل الاتصالات فى تتبع تحركات القيادات والقوات العسكرية وسير العمليات والحالة المعنوية لقوات الشرعية.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل عملت على تعقب شبكات من أرقام الهواتف لأشخاص مقربين أو على ارتباط بالقادة العسكريين وزعماء القبائل عبر شركات الاتصالات تلك.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، كانت جماعة الحوثي قد أدرجت جميع أرقام الهواتف النقالة الخاصة والمتصلة بالعميد ناجي منيف، قائد الحزام الأمني لمدينة مأرب عام 2015، تحت الرصد والمراقبة.
ووفقا كذلك لما ذكرته صحيفة "اندبندنت عربية" ، تسرد الوثائق الحصرية أسماء عدد من المدرجين تحت المراقبة عبر هواتفهم المحمولة، بعضهم قتلوا في مواجهات مع جماعة الحوثي، بينهم قائد الشرطة العسكرية في محافظة مأرب حينها العميد عبدالله دحوان، الذي قتل في نهاية عام 2016 في مواجهات مع الحوثيين في مديرية صرواح، والعميد ركن طيار بكيل ظفر، قائد قوات حفظ السلام، الذي قتل هو الآخر في مواجهات مع الحوثيين شرق صنعاء.
وامتد الرصد والمراقبة من قبل الحوثيين ليطال قيادات عسكرية عليا، مثل اللواء صغير بن عزيز الذي يشغل حالياً منصب رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش اليمني، حيث تم ضم رقم هاتفه السعودي إلى جوار رقمه اليمني، وتم اعتراض عشرات المكالمات له وهو في الخارج من طريق اعتراض المكالمات الدولية إلى اليمن، كما تم ضم عدد ممن تواصل معهم ضمن القائمة، إضافة إلى قائمة تضم أبناءه وشقيقه ونساءً من عائلته.
الفريق الركن محمد المقدشي، وزير الدفاع اليمني الحالي، شملته عملية المراقبة والرصد من قبل الحوثيين، في الوقت الذي كان يشغل منصب رئيس هيئة الأركان في الجيش اليمني، وشملت القائمة محمد أحمد علي القردعي، الذي عمل مستشاراً لرئيس هيئة الأركان السابق، وهو شخصية قبلية من أبناء قبيلة مراد في محافظة مأرب.
وأوضحت البيانات تمكن الحوثيون من الوصول إلى معلومات مهمة عبر التجسس على القيادات العسكرية والأمنية ورجال القبائل الذين يساندون الجيش، تتضمن تحرك القوات العسكرية والتعزيزات التي تطلبها القيادة، وشفرات لأجهزة الاتصالات اللاسلكية العسكرية، ومعرفة مواقع تمركز محطات الاتصالات وحجم الدعم المقدم من قوات التحالف العربي لقوات الشرعية.
وقد تصاعدت الدعوات اليمنية بضرورة "تحرير خدمة الاتصالات والإنترنت" في اليمن من سيطرة وتحكم مليشيات الحوثي، عقب قطع الميليشيا لخدمة الانترنت الارضي بشكل كامل عن اليمن.
وانطلقت مساء اليوم الخميس حملة موسعة على منصة تويتر تحمل هشتاك #تحريرالاتصالات اليمنية.
الحملة تسعى لمطالبة الحكومة الشرعية بالإسراع في تحرير قطاع الاتصالات والإنترنت من قبضة الميليشيات حيث تستغله للعام السابع في حربها على اليمنيين عسكرياً ومالياً واقتصادياً، وتجني من إيراداته مبالغ ضخمة تفوق عائدات النفط وغيرها.
كذلك يطالب مطلقى الدعوات بهيكلة الاتصالات وتغير القيادة من الوزير الى اصغر مسئول ، فهى مهمة قومية يمنية خالصة، كذلك ايقاف شركة يو "you" كونها تابعة لتجار ايرانيين وحوثيين.
ومن منبرى هذا أهيب بجميع الإعلاميين والحقوقيين بالتفاعل مع الحملة للمساهمة في تحرير قطاع الاتصالات والإنترنت من قبضة الجماعة الارهابية حتى لا يبقى الدعم المالي والاقتصادي والتجسس في أيديهم كونهم يستهدفون الجميع دون استثناء.
إننا نطالب الحكومة فى اليمن بأن يتم تأسيس بوابة إنترنت وطنية محررة ، وبالإمكان ربطها وتوزيعها من عدن إلى باقي المحافظات ، وبدون احتكار خدمة الاتصالات محلية ودولية بعيدا عن الحوثي.
إن مشاركاتكم يا أبناء اليمن المخلصين فى تلك الحملة الشعبية الواسعة هى جزء من حماية أمننا القومى وسلامتنا وسلامة اموالنا ، ومساهمة منا فى القيام بواجبنا جميعا فى ضرورة تحرير قطاع الاتصالات الذى يقتلنا الحوثى به كل يوم.
موعدنا اليوم على منصة تويتر فى تمام الساعة الثامنة مساء، لنقطع الطريق أمام مليشيات الحوثى في استغلال المقدرات الوطنية ومحاربة الشعب اليمني، عبر حرب المعلومات والاتصالات التي باتت هي المعركة الرئيسية في نزاعات القرن الواحد والعشرين.
