بعد رفض زعيم الانقلاب للخطة الأممية لفتح عدد من الطرقات في تعز، تعود المفاوضات إلى نقطة الصفر والشروع في ولجلوس مرة أخرى على نفس الطاولة للتفاوض على أكذوبة تخفيف المعاناة الإنسانية عن أبناء تعز، بعد أن حصلت المليشيات على ما تريده من الهدنة؛ بينما الشرعية ظفرت بخطط يصوغها المبعوث الأممي لفك الحصار عن تعز غير قابلة للتنفيذ. يقول سياسيون ل"المنتصف" إن المليشيا الحوثية قادرة على استخدام أسلوب المراوغة في المفاوضات التي تعقدها المنظومة الدولية مع الشرعية، والتي تخرج في كل مرة خاسرة. ويضيفون أن مفاوضات فتح المنافذ في تعز سوف تظل تراوح مكانها دون تحقيق أي تقدم سوى تمديد الهدنة، حتى تجد الشرعية نفسها في هدنة طويلة الأمد يستفيد الحوثي خلالها من عامل الزمن والمتغيرات في إعادة ترتيب صفوفه والانقضاض على الشرعية التي صارت بعد ثمان سنوات من الحرب لا تملك أي وسيلة ضغط على الحوثي حتى يجبر على القبول بتسوية شاملة تنهي الحرب وتعيد السلام إلى اليمن.
ويشير السياسيون إلى أن الحوثي مثلما استغل اتفاق ستكهولم لصالحه في تعزيز قدراته الدفاعية فصارت الحديدة تحت سيطرته، سوف يكرر نفس السيناريو في تعز، إلى أن يتوصلوا إلى فتح الطريق الذي شقه الحوثي بهدف الالتفاف والهجوم على تعز والسيطرة على وسط المدينة وبدعم الهدنة التي ترعاها الاممالمتحدة، مضيفين أن فتح مطار صنعاء أمام الرحلات مع مرور الوقت سوف يتحول من رحلات للأغراض الإنسانية إلى الاغراض العسكرية، خاصة وأن هناك حديثا بدأ يطفو على السطح عن وصول 600 من الحرس الثوري إلى صنعاء لدعم جبهات القتال في المرحلة القادمة التي تعد لها المليشيا للانقضاض على مارب وشبوة، حيث النفط والغاز، إلى جانب خروج خبراء إيرانيين من صنعاء وعودتهم إلى طهران بحوازات يمنية مزورة بعد أن اعتمدت الشرعية الجوازات التي تصدرها المليشيا وقبلت في انتقاص شرعيتها وسيادتها.
من جانبهم، يرى عسكريون أنه في حالة عودة اندلاع المعارك بين الشرعية و المليشيا لن تكون كسابقاتها بعد أن فتحت الأجواء والبحر أمام الحوثيين، و الأمر الذي سوف يستغله الحوثيون بإدخال أسلحة وطائرات أكثر تطورا، إذا لم ينتبه التحالف و وان ظلت الشرعية تدار بنفس عقلية نظام هادي الرئيس السابق.