عندما كانت - ومازالت - تشتغل خلايا ومليشيات حزب الإصلاح ساحات الثورة شغلاً نظيفاً على طريقة" أفقحوا لي ، وأكل معاكم " تلك الخلايا النائمة الصاحية المالكة الحصرية لصميل الاستئساد بكل شيء .. لقد مارست كل أنواع الانتهاكات والتنكيل على مرأى ومسمع من الجميع . كان الضرب ، والرمي من على المنصة وتحطيم الكاميرات ، بل والسجن ، والطعن بالجنابي . الخبز اليومي للمتواجدين في الساحة ، ناهيكم عن المعزوفة اليومية من : تخوين وتكفير ، وإلصاق التهم الجاهزة : مدسوس ، أمن قومي، وتهم العرض والشرف ، خصوصاً النساء الغير منضويات تحت " اللحفة المقدسة للحزب " ، لم يستثنوا في يوميات الانتهاكات الأطفال والشيوخ والجرحى .. تأتي حبكة "سمأة الذبابة" عندما يهرع الثوار المنتهكون إلى أولي أمر الساحة والثورة ويشكون ما حل بهم من انتهاكات ، فتأتي نفس الاسطوانة من اللجنة التنظيمية والأمنية تهمهم ، وتمتم ، وتستغفر ، وتندد : " ياجماعة صلوا على النبي ، نحن في حالة ثورة ، فلا تجعلوا السفاسف تبطل ثورتكم الطاهرة وتصيبها في مقتل .. هدفنا إسقاط عفاش وأعوانه " ثم يأتي التهوين والتبخيس ، بأن هذه الانتهاكات فردية لا يعول عليها ،.. أما الانتهاك المٌدبل الذي يخرس الجميع : " نحن لا نعرف من قاموا بفعل الانتهاك ،أنهم لا ينتمون إلى الإصلاح مطلقاً"!! لقد شمتوا وعزروا بالثوار ، وبالساحات ، وكله يرصد ضد مجهول ، مالم فاي كائن ، المهم إلا يكون إصلاحياً ، فهو دوماً الثوري الوحيد النظيف ، الذي يقتسم رغيف الخبز هو وكل الثوار خصوصاً رفاق جيفارا ! . ** وهذا الجزء البسيط من "سُمأة الذبابة" ، التي تجعل المتلقي ينتظر نهاية عبثيتها ، لكنها لا تنتهي ، فالراوي يتلذذ وهو يرى المتلقي قد وصل إلى حالة الغضب المنفلت ، أو الاستسلام . وفي مؤتمر الحوار الوطني ، تحوم وتزن علينا "سمأة الذبابة " المكرورة مكرسة نفس شغل الساحات الثورية ، هم مع مؤتمر الحوار والوثيقة ، ويوقعون عليها ، بل وإعلامهم يحولهم أبطالاً صناديد يدافعون بصدورهم العارية عن الحوار ومخرجاته ضد غلاة المتطرفين .. إنهم يطالبون وبقوة بدولة مدنية ديمقراطية حديثة ، وبالمواطنة المتساوية بنفس" لعص "سمأة مدنية الثورة السلمية المسلحة الشعبية "، وتحت الطاولة يمارسون وبالصدور العارية كل الضديات والنقائض .. وعندما تقول لهم–بسذاجة مواطن - يا إصلاح ، كيف تتوافقون ، وتتركون شقاتكم / مليشاتكم المليونية في الشارع يشتغلون كل النقائض ، بل ويوقدون الحروب والفتاوى وخطابات الكراهية ..الخ يردون بتعجب وبهدوء: أغضبوا الشيطان ياجماعة " حيركم على الإصلاح الجدار القصير" لسنا نحن من يفعل كل هذا ، هم غلاة السلفيين ، هم جامعة الإيمان ، هم الأصوليون ، هم القاعدة ، هم أم الجن ..أما الإصلاح فهو حزب مدني!! فكيف بالله عليكم يحشد للشارع ونحن موقعون مبادرة التسوية؟؟!! .. ** فهل هذه الأسماء لا تنتمي للإصلاح : هل عبد المجيد الزنداني ، وشقاته من العلماء ، وهم يوقدون حملات التكفير ، والتهديد والوعيد ب: إما أن تكون مخرجات الحوار على مقاس اختراعاته وشريعته الإسلاموية ، وإلا سيعلنون الجهاد ، وهاهي الحروب الدين – سياسية تشتعل في أكثر من مكان ، أليسوا هؤلاء من الإصلاح ؟! والبرلماني الداعية عارف الصبري الذي أفترى وحرض على الدكتور ياسين سعيد نعمان ،ب"قاللي محمد قحطان" ، فيهدد ويتوعد ، ليقوم قحطان ، بعد ذلك بتكذيب ادعاءاته ، ولا ندري نصدق من !! وهل توكل كرمان وهي تعطل لجنة التوفيق ليومين على التوالي ، وتهدر وترعد وتخون ، وترمي الجميع بالتهم الجاهزة والتخوين أبو "غمارتين " ، إما أن يدرجوا موادها الثورية لثورتها وثورة عيالها ، وإلا ستعطل ، أليست كرمان إحدى أهم بطلات "سمأة الذبابة" في ثورجية الإصلاح المحلي والإخوان المسلمين الدولي ؟ أم لا ؟!! وهاهو البرلماني شيخ مشائخ زواج "النواني " / الطفلات محمد الحزمي الذي لم يترك شعر نساء الحوار ، ولا ملابسهن ورموشهن ، حتى حفاة أقدامهن ، إلا وجرح فيهن ، ولم يترك مخرجات الحوار ، ولا الوثيقة الجنوبية ، بل قال ، "لقد ضيعنا عليه دينه ووحدته " فكفر من كفر ، وخون من خون ، وهدد وتوعد وو.. أليس الحزمي أحد أبطال "سمأة الذبابة "الزنانة في حزب الإصلاح مكافح ذباب السافرات والدولة المدنية ، ومخرجات الحوار الوطني ؟ !! هل الإصلاح وهو يمارس حكياً وممارسة "سمأة الذبابة" ،ثم ينقلب 180درجة متى ما أرادت " المصلحة العليا " بحسب زعيمهم الراحل عبدالله بن حسين الأحمر " ليصبح الحزب الذي يمنح الحرية الفردية المطلقة لكل أعضائه ليقولوا وليفعلوا ما يشاءون .. فيصبحوا- في غمضة ثورة - فولتير ، وجان جاك روسو ، بل وعلمانين ( استغفر الله من غضب الإصلاح !!) ؟!. ** وفي الأخير : إن صدقنا فالصادق الله ، وان كذبنا استغفر الله ، فالمسوري مش إصلاحي ، وتوكل لا تمت لحزب الإصلاح بصلة بل إنها منتمية إلى حزب الأم تيريزا ، وبابلوا نيرودا ، وروزا لوكسمبورج . ومحمد قحطان ليس إصلاحياً ، بل ينتمي إلى التيار ما بعد العلمانية ، واليدومي أحد رواد التنوير المعاصر من الكونفوشيوسيين الجدد ب"ختم أبو فاس" .. أما الزنداني - المهاتما - فهو غاندي بشحمه ولحمه ، فلا يفتق ريقه إلا من البقري المباركة في "الستين" .. لذا ، بمناسبة العيد الوطني لثورة الستين اللاهوتية المقدسة ، نعتذر لكل الإصلاحيين ، فقد شُبه لنا أنهم إصلاح لكنهم ليسوا بإصلاح .. نعم فالإصلاح مش إصلاح .. ** والخاتمة صلوا على النبي وآله ..وبنفس المفارقة الغرائبية ، لا ندري هل انتهىت "سمأة الذبابة "، أم لم تنته ، لكن ما ندركه اليوم أن "سمأة " الإصلاح لم تنته برغم صياح ديك الصباااااح . ( ولا كيف تشوفووووا) .. "سمأة الذبابة"/ الذُباني : من الحكايات الشعبية اليمنية تظل تدور بين الراوي والمتلقي ، وليس لها من نهاية .. * صحيفة الشارع