تشهد المناطق المحيطة بآبار النفط والغاز، أو ما بات يعرف بالمناطق النفطية في البلاد، تحركات قتالية لعدد من أطراف الصراع، يقابله تحركات عسكرية دولية في المياه الإقليمية اليمنية. وعلى وقع الهجمات الإرهابية التي شنتها مليشيات الحوثي على موانئ ومنشآت نفطية في شبوةوحضرموت في سبتمبر من العام الماضي، وما تلاها من هجمات وتصعيد قتالي للحوثيين بالمسيرات المفخخة الإيرانية، دفعت بالقوى العالمية للتحذير من أي مساس بالمناطق النفطية وطريق الطاقة في البحر الأحمر وباب المندب.
وذكرت مصادر عسكرية وأخرى اقتصادية يمنية أن الميليشيات الحوثية، وعناصر جماعة الإخوان المسلمين، بدؤوا تنسيقا مشتركا للتواجد في مناطق النفط في محافظات "مأربوشبوةوحضرموت"، فضلا عن تواجدها في الموانئ الاستراتيجية في "الحديدة والمهرة وحضرموتوشبوة"، من أجل الاستحواذ ومنع أي حركة لموارد النفط والغاز.
وأفادت المصادر ل"المنتصف نت" بأن التحركات القتالية مازالت مستمرة من قبل جميع الأطراف اليمنية في محافظات "أبينوشبوةوحضرموت"، فضلا عن استمرار إرسال تعزيزات حوثية إلى سواحل اليمن الغربية، وكلها تهدف إلى الاستحواذ على مصادر النفط والغاز، الهدف الاستراتيجي للداعمين الإقليميين.
تلك التحركات والهجمات دفعت القوى الدولية لتكثيف تحركاتها من أجل التوصل إلى تهدئة في اليمن، إلا أنها وصلت إلى طريق مسدود في ظل تعنت المليشيات الحوثية الرافضة لأي تعاون قبل الحصول على حصة من عوائد النفط والغاز تحت أي مسمى كان، الأمر الذي ترفضه الحكومة اليمنية. استمرار حالة "اللا سلم واللا حرب" التي خلقتها المليشيات الحوثية، دفع بقوى دولية إلى إرسال قطع عسكرية بحرية إلى المياه المحيطة باليمن والمنطقة، ومنها قوة "53" بقيادة مصر والولاياتالمتحدة والسعودية، والتي انتشرت فعلا في مياه البحر الأحمر وباب المندب أواخر العام الماضي.
كما بدأت القطع البحرية الفرنسية بالانتشار في بحر العرب، خلال اليومين الماضيين، فضلا عن تحركات عسكريةإيرانية في خليج عمان، وكلها تنذر بمعركة بحرية لحماية طرق الطاقة الدولية التي تغذي أوروبا قادمة من الهلال النفطي في الخليج والعراق.
ويرى مراقبون دوليون أن التحركات الغربية بشأن تأمين طرق الطاقة في مياه الخليج والبحرين العربي والأحمر، نتاج طبيعي لنتائج الحرب الروسية – الأوكرانية، والتي أدت لقطع إمداد الغاز الروسي إلى أوروبا، خاصة مع دخول فصل الشتاء البارد الذي يحتاج إلى غاز تدفئة.
ومع تصاعد تلك التحركات وتوقف المشاورات اليمنية التي ترعاها الأممالمتحدة، وتدعمها بقوة الولاياتالمتحدة وأوروبا، تشهد الأرض المحيطة بالمنشآت والقطاعات النفطية تحركات قتالية لجميع الأطراف اليمنية المسلحة، تنذر بمعركة نفطية ستكون أكثر سفكا للدماء، وأكثر دمارا للبنية التحتية في قطاع النفط والموانئ.
ووفقا للمصادر العسكرية والاقتصادية اليمنية، فإن التعزيزات القتالية لعناصر الحوثي والإخوان في حضرموتومأربوشبوة والساحل الغربي، قابلها تحركات لقوات شبه حكومية تجاه أبينوشبوةوحضرموت، فيما عجزت الحكومة اليمنية عن إيقاف تلك التحركات رغم الاستعانة بأطراف إقليمية.
وتتوقع تلك المصادر أن تشهد الفترة المقبلة تصاعدا في تلك التحركات القتالية، وفي حال وصلت إلى مرحلة المواجهة ستكون آثارها كبيرة على ما تبقى من مظاهر الحياة لسكان اليمن، وستؤثر بشكل كبير على ظروفهم المعيشية اليومية المنهارة أصلا.