عاودت قضية خزان صافر العائم، أو ما بات يعرف ب"القنبلة العائمة"، لتتصدر واجهة المشهد اليمني، بالتزامن مع فشل الجهود الدولية بشأن إحلال والعودة للهدنة الإنسانية نتيجة رفض المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران. وناقش لقاء لنائبة وزير الخارجية الأمريكية ويندي شيرمان، مع المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في اليمن ديفيد غريسلي، متابعة التقدم المحرز بشأن إطلاق عملية ناقلة النفط "صافر"، إضافة إلى الجهود الرامية إلى مواجهة التحديات الإنسانية والاقتصادية في اليمن.
واتفق الجانبان على ضرورة ضم المساعدات الإنسانية المتواصلة المنقذة للحياة مع الجهود الرامية إلى معالجة الأزمة الاقتصادية المرتبطة بالأزمة الإنسانية، التي تشكل محركًا رئيسيًا للصراع.
ودعت واشنطن إلى سرعة البدء في تنفيذ خطة الأممالمتحدة الطارئة لإنقاذ ناقلة النفط صافر، الراسية قبالة ميناء الصليف على البحر الأحمر غربي اليمن، والتي تعد قنبلة موقوتة تهدد البيئة البحرية في السواحل اليمنية ومحطيها الإقليمي.
وأعربت شيرمان عن الدعم الأمريكي القوي للجهود التي تقودها الأممالمتحدة لتجنب كارثة اقتصادية وإنسانية وبيئية في اليمن والمنطقة حال انفجار الناقلة "صافر"، مشددة على ضرورة تنفيذ العملية بشكل فوري.
ودعت المسؤولة الأمريكية الدول المانحة إلى دعم نداء الأممالمتحدة من أجل اليمن للعام 2023، مشيرة إلى أن اليمن يعاني واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
ويهدد خزان صافر بسكب أكثر من مليون برميل من النفط في البحر الأحمر، الأمر الذي سيؤدي إلى تدمير الساحل وسبل العيش واستنزاف الثروة السمكية وإمكانية تعطيل حركة المرور عبر البحر الأحمر وقناة السويس، حسب الأممالمتحدة.
ومنذ بداية أزمة صافر الناتجة عن انقلاب مليشيات الحوثي الإرهابية وتحكمها بحركة الوصول إلى الخزان، قُدّمت مبادرات عدة لاحتواء كارثة خزان صافر؛ إلا أن المليشيا تتجاهل تلك المبادرات وترفض السماح لفِرق الصيانة بالوصول إلى الخزان، وظلت ولا تزال تتاجر بالكارثة سياسيًا دون مبالاة بمآلاتها ونتائجها.