بمناسبة العيد الوطني ال24 قولوا لي بربّكم.. هل تستطيع قوةٌ حاضرةٌ أن تمحوَ حدَثاً عظيماً من ذاكرة الأيام، أو أن تمزقَ صفحةً ناصعةً من سجلات التأريخ المكتوب بكل اللغات والمشهود بأعين العالم.. حاشى وكلا... وكذلك حدَثُ الوحدة اليمنية... فقد سجّلَ التأريخ أنه تحقق على يديّ الرئيسين السابقين علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض، إلا أن الأول حافظ عليها وتمسك بها، والآخَرُ ارتدّ عنها ونكص على عقبَيه، فاستأثر صالح بشرف تحقيقِها وخرَج سالم بعار النكوص عنها... ليُكتبَ اسم علي عبدالله صالح في رأس صفحة ال22 من مايو 1990م، كمحقق لمُنجزِ الوحدة اليمنية المباركة وكمحافظٍ عليها، ولو كرِهَ الكارهون من معارضيه أو أنكر الفاجرون في خصومتِه... وبغض النظر عن مساوئ وسيّئاتِ الرئيس السابق علي صالح في فترة حُكمه، ورغم كوني أحد الشباب الذين ثاروا غضباً من تلك السيئات، إلا أنني لا أجد الحرجَ، بل لا أجد بُدّاً من أنْ أتوجّه إليه شخصياً بأحرّ التهاني والتبريكات بمناسبة الذكرى ال24 للوحدة المباركة متمنّياً له تمام الشفاء من آثار جريمة جامع النهدينِ، وبودي كذلك أن أهمسَ في أذنِه بهاتين الكلمتين: يا عمّو علي.. هذا العيدُ عيدُك بالدرجة الأولى، وهذا المنجز منجَزكَ في صُحُفِ التأريخ وأعين العالَمْ، ولو أننا أتينا بميزان الإنصاف والقسط فجعلنا خطاياك وسيئاتك جميعاً على كفةٍ منه ووضعنا مُنجَزَك بالوحدة في الكفة الأخرى، لغَلَبَتْ حسنَةُ الوحدة على سيئاتك ولو كانت بوزنِ نُقُم... فهنيئاً لك مجدُ هذا المنجز العظيم، الذي لا يمكنُ لقوّةٍ في الأرض أنْ تُسقطَه من غُرّة صفحاتِ التأريخ، ولا تقوى مبادرةٌ أو معارضةٌ أو ثورةٌ أن تمحو اسمك من سطورِه المجيدة أو أنْ تنزعَ صورتَك من ذكراه السعيدة أبد الدهر.. فكل عامٍ وأنتم بخير والوحدة بخير.. *فيسبوك