"في ظل اوضاع وظروف بالغة الحساسية والدقة" بحسب العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني تعقد يومي الاثنين والثلاثاء (24 / 25 ديسمبرالحالي 2012) ، فعاليات و أعمال الدورة الثالثة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية لقادة دول المجلس ، في مملكة البحرين . القمة الخليجية تلتئم وعينها على الأوضاع والتطورات في كل من الجمهورية اليمنية وسوريا على وجه الخصوص, وبينما تستمر الحرب في مضاعفة آلام وخسائر القطر السوري المهدد بمزيد من الدم وتصدع الجبهة الداخلية تحت وطأة التدخلات الخارجية المتكالبة والصراع الداخلي دون افق ونهاية تلوح في الأفق, يبقى المشهد اليمني إلى الجنوب من الجزيرة والخليج ملفا أولا على جدول أعمال ومداولات القادة الخليجيين, بالتوازي مع نشاط ملحوظ لكل من الرياض والدوحة باتجاه المسألة اليمنية تزايدت مظاهره وحالاته خلال الشهر الحالي ويرقى إلى حالة قصوى من "السباق" وفقا للتحليلات والتقارير السياسية المتواترة. وبينما يجري نقاش علني, هنا وهناك تواترت مخرجاته إلى طرق محاذير معادة تطال شكل الدولة في اليمن تعيد تصدير خيارات الارتداد عن دولة الوحدة وتذهب حتى إلى ما هو أبعد من "الفيدرالية", لتبرز مسميات وصيغ "قزمة" بالإشارة إلى عناوين تجزيئية صاخبة وصادمة من قبيل "دولة حضرموت" ودويلات افتراضية في الجنوب والوسط والشمال, على إيقاع مؤتمرات ولقاءات - مغيبة النتائج في عواصم خليجية- انخرطت خلالها قيادات وشخصيات يمنية جنوبية. بالتزامن مع كل ذلك إلى المسألة اليمنية أكدت ل"المنتصف نت"مصادر ديبلوماسية مطلعة على الشأن الخليجي إن قمة البحرين سوف تبحث جديا في مقترح سابق وتوجه نحو اعتماد صيغة الوحدة "الكونفدرالية" بين كل من السعودية و البحرين, المقترح الذي عرض في القمة الخليجية الأخيرة ويهدف إلى مواجهة المد الإيراني وفقا للدوائر الخليجية, وفي نفس الصدد أعلن مسؤول بحريني أن الإعلان عن الاتحاد الخليجي سيتم منتصف عام 2013 ، إلا أنه لم يحدد عدد الدول التي سيضمها الإعلان الأول. والقمة هي الثانية للمجلس منذ اندلاع أعمال الفوضى والاحتجاجات فيما سمي "الربيع العربي", وكان من المفترض ان تستضيف المنامة القمة الخليجية السابقة إلا انها تنازلت عنها لصالح الرياض في ظل انسحاب تداعيات الربيع العربي على المملكة الخليجية الصغيرة المشاطئة لإيران. وقال النائب عادل المعاودة نائب رئيس مجلس النواب البحريني في تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية إن وزير الخارجية أبلغ مجلس النواب بأن قمة المنامة لن تشهد أي إعلان عن اتحاد دول مجلس التعاون الخليجي ، ولكنه قال إن القمة التشاورية التي ستستضيفها العاصمة الرياض منتصف عام 2013 ربما تشهد إعلان الاتحاد ، إلا أنه لم يعط تفاصيل أكثر عن الإعلان المرتقب. وقال المعاودة إن المجلس كان يريد أن يعبر عن نبض الشارع البحريني لإيصال رسالة إلى قادة دول مجلس التعاون بتسريع الاتحاد بين دول المجلس وإن كان بشكل جزئي في المرحلة الأولى ، وطرح شكل من أشكال الاتحاد وهو الكونفدرالية التي تحفظ لكل دولة سيادتها. وفي جلسة مجلس النواب أكد الوزير خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة أن انتقال دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد هي خطوة استراتيجية هامة. وقال الوزير إن مملكة البحرين ستقوم بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه من خطوات في هذا الشأن باعتباره مطلبا شعبيا ، وأضاف: "قامت مملكة البحرين بتعيين ممثليها في هيئة الاتحاد التي تم تشكيلها لتحقيق هذا التوجه".