اعتبر سياسيون وأكاديميون الدعوة التي أطلقها رجل الدين المتشدد عبدالمجيد الزنداني القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح باعتباره ومجموعه من طلاب الدين التابعين له "مرجعية للحوار الوطني" دعوة صريحة للدولة الدينية التي يتبناها الزنداني ومحاولة للهيمنة على الحوار الشامل الذي يفترض أن تشارك فيه مختلف الأطراف . وأكد السياسي حميد عاصم في تصريحات صحفية له: أن مثل هذه الدعوات لا تستقيم مع الأهداف المرجوة من مؤتمر الحوار الوطني ، وقال : تشكيل لجنة من العلماء كمرجعية تتنافى وقيم الدولة المدنية، مبدياً رفضه لما طرحه الزنداني. من جهته اعتبر أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة صنعاء الدكتور حمود العودي أن دعوة الزنداني من شأنها إقصاء الآخر وقال في تصريح نقلته صحيفة "اليمن اليوم" (لا يوجد في الإسلام رجل دين ولا سلطة دينية ولا مرجعية دينية فما بالك بمرجعية دينية للحوار) موضحاً أنه "لا يوجد في الإسلام من يملك حق الوصاية على ضمير المسلم وغير المسلم، واعتبر أن تشكيل لجنة كالتي يدعو إليها الزنداني هي عبء على الحوار، يضاف إلى أعبائه الأخرى ومدخل لفشل الحوار قبل أن يبدأ. وأكد العودي أن هذه اللجنة التي يدعو الزنداني إليها هي إلغاء للآخر السياسي لأنهم (هيئة العلماء) سياسيون بالدرجة الأولى حد قوله ، وتابع: "إنه لا يوجد معيار لتحديد من هم العلماء فللسلفيين معاييرهم وللحوثيين معاييرهم وللإخوان معاييرهم، وحتى داخل حزب الإصلاح تتباين المعايير. وفي ختام تصريحه نصح الدكتور العودي حزب الإصلاح والحركة الإسلامية في اليمن بشكل عام أن يعيشوا المرحلة، وأن يتفهموا لغتها الزمانية والمكانية وان يعوا جيداً أن فكرة البحث عن رؤية أحادية سواء كانت بثوب ديني أو ثوب قبلي أو طائفي هي نظرة من مستنقعات التاريخ داعياً إياهم الاستفادة من قدوتهم في مصر وتركها للتي هي أحسن قال تعالى: (أدعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) . وكانت هيئة تضم مجموعه من علماء الإصلاح يرأسها رجل الدين المتشدد عبدالمجيد الزنداني قد أصدرت بيانا بتاريخ 2/7/2012م وطالبت فيه صراحة بإيكال مسئولية التهيئة والإشراف على الحوار الوطني للهيئة ، وأعلن الزنداني في بيانه احتجاجه على ما أعتبره إقصاء للعلماء وطالب رئيس الجمهورية تشكيل لجنة من كبار العلماء لتكون مرجعاً للمتحاورين في هذا المؤتمر.