أكد الدكتور رشاد محمد العليمي وزير الداخلية بشاعة الصورة التي يمثلها الإرهاب ، وحجم الأضرار التي يلحقها بالدول ، مشيداً بنجاح السياسة الأمنية التي انتهجتها الدولة اليمنية ، وداعياً الى التفريق بين حق الشعوب المشروع في المقاومة ، وضرورة التفريق بين ذلك وبين الإرهاب ، مثمناً دور رجال الأمن والتعاون الشعبي معهم في تجفيف منابع الإرهاب في اليمن والكشف عن مخططاته التآمرية . جاء ذلك في كلمته الإفتتاحية التي استهل بها أعمال الندوة العلمية (( الإرهاب والقرصنة البحرية )) التي تقيمها وزارة الداخلية وجامعة نايف للعلوم الأمنية للفترة من 13 – 15 سبتمبر 2004 ، وتشارك بها تسع دول عربية ، هي : اليمن ، الإمارات ، السعودية ، قطر ، السودان ، عمان ، الكويت ، لبنان والمغرب . فقد ذكر الدكتور العليمي أن الإرهاب "يمثل صورة بشعة لعالم اليوم " مضيفاً :" نؤكد دائماً على التفرقة بين حق الشعوب في مقاومة المحتل وبين الإرهاب " ، مشيراً الى : " أن اليمن قد عانت كثيراً من عمليات التخريب والإرهاب ، التي من أبرزها حادثة تفجير المدمرة كول ، ثم الناقلة ليمبرج " وأضاف : " لقد إنعكست هذه سلباً على جميع مناحي الحياة الإقتصادية والسياسية والاجتماعية ، وشوهت سمعة بلادنا ، وتضررت مصالحنا بسبب هذه الحوادث " ، منوهاً : " وكان لرجال الأمن دوراً في الكشف عن الكثير من هذه الأفعال وكذلك المخططات ، وكذلك للمواطنين دوراً كبيراً في التعاون مع الأجهزة الأمنية ". كما أشاد الدكتور العليمي وزير الداخلية بالسياسة التي انتهجتها اليمن في تجفيف منابع الإرهاب ، مفصلاً محاور تلك السياسة بثلاثة إتجاهات حددها ب أولاً : التعامل الحازم مع الإرهابيين والقاء القبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة وثانياً : فتح باب الحوار مع تلك العناصر المغرر بها ، واعادتهم الى جادة الصواب خاصة مع من لم يقم بأية أعمال ارهابية داخلياً او خارجياً . وثالثاً : التعاون البناء مع الدول العربية والصديقة ، وهو مسألة أساسية قادت الى نتائج ايجابية في تجفيف منابع الإرهاب. وتطرق الوزير في كلمته الى مسألة تأمين الشريط الساحلي ، وانشاء مصلحة خفر السواحل ، مشيراً الى أن المصلحة " تعاونت مع القوات البحرية في تأمين الشريط الساحلي الممتد على مساحة 2000 كم ، وأنها نجحت في الحد من التسلل أو تهريب المتفجرات والأسلحة " ، مؤكداً : "أن الشاطي الطويل لليمن يشكل الخط الدفاعي الأول لمنطقة الخليج والجزيرة " ، مبدياً أمله في دعم البنية الأساسية ، واستكمال تجهيزات خفر السواحل لتأمين الشريط الساحلي . وتمنى الدكتور رشاد العليمي أن يكون اللقاء ليس علمياً وأكاديمياً وحسب ، بل "حميمياً بين الأشقاء " ، واصفاً إياهم ب "الأسرة الواحدة ". من جهته قال الدكتور جمعان بن رشيد مساعد رئيس جامعة نايف للعلوم الأمنية : أن جامعة نايف تهدف الى " رفع كفاءة رجل الأمن العربي "، وأشار في كلمته الإفتتاحية للندوة الى أن "الإرهاب يقوّض أنشطة التنمية ، وأن أنشطة الإرهابيين تطال كل الدول والمجتمعات على حد سواء ، الأمر الذي يجعل المسئولية في مكافحة الإرهاب جماعية ". وتقدم الدكتور بن رشيد بالشكر للرئيس علي عبد الله صالح ، وحكومته وشعبه على الحفاوة التي تلقتها الوفود المشاركة ، قائلاً : " أن هذا ليس بالغريب فالشيء من معدنه لا يُستغرب ، فالحكمة والشهامة والعروبة هذا موطنها ". هذا وقد عقدت الندوة جلستها الأولى الساعة الحادية عشرة صباح اليوم الإثنين ، تناولت فيها محورين : أولهما بعنوان (الإرهاب والقرصنة البحرية في ضوء أحكام الشريعة الإسلامية والاتفاقيات الدولية ) ، والمحور الثاني بعنوان ( الإتجاهات العالمية للإرهاب ) ، وقدمهما كلاً من : العميد الدكتور علي حسن الشرفي ، والدكتور محمد محيي الدين عوض ، فيما رأس الجلسة العميد الدكتور عبد القادر محمد قحطان . وسيستأنف المشاركون في أعمال الندوة العلمية جلساتهم الساعة التاسعة من صباح غد الثلاثاء ، وسيرأس جلسة غد (الثانية) الدكتور محمد محيي الدين عوض ، فيما سيتحدث خلالها كلاً من الدكتور صالح بن رميح الرميح ، والدكتور أحمد مطهر عقبات . فيما سيرأس الجلسة (الثالثة) التي تبدأ الساعة الحادية عشرة صباحاً الدكتور أحمد مطهر عقبات ، ويتحدث خلالها اللواء أحمد رأفت رشدي والدكتور علي بن عبد الله العسيري.