حادث مروري أدي لوفاة الاعلامي المتميز ماهر عبدالله الذي انتقل الي جوار ربه امس الأول، وجاءت الصدمة كبيرة علي الوسط الاعلامي وزملائه في قناة الجزيرة. حيث كان الفقيد يتمتع بحب الجميع، فمنذ ان انتقل للعمل في قناة الجزيرة عام 1998.. ارتبط اسمه وصورته عند المشاهدين ببرنامج الشريعة والحياة الذي استضاف فيه عددا من الشخصيات المعنية بالشأن الديني والسياسي. وكان يمتلك القدرة علي اقناع المشاهد بأهمية الهدوء والرزانة في ادارة الحوارات. الراية: كعادتها في مثل هذه المواقف استطاعت ان ترصد واقع الصدمة لدي أقرب الناس للفقيد ماهر عبدالله ففي قناة الجزيرة تمت هذه اللقاءات التي عبر من خلالها زملاؤه عن اسفهم لما حدث، وأكدوا أن فقدانه خسارة للقناة والوسط الإعلامي كانت البداية مع : أيمن جاب الله: نائب رئيس التحرير بقناة الجزيرة قال: ان صدمة الفراق صعبة، ولكن هذا هو موعده للقاء ربه. فالراحل ماهر عبدالله كان واجهة طيبة لصحفي ذي خبرة ومتفتح العقل، ومثقف متعمق، حتي علي مستوي الفكر الديني كان عميقا، ولايتعامل مع الأمور بسطحية، واضاف جاب الله ان ماهر كان محبوبا في اي مكان يحل به، وعلاقتنا تمتد لسنوات منذ بداية عمله في قناة الجزيرة عام 1998. كان التعارف سريعا، لانه شخصية من السهل ان تألفها. فكان تفكيره رحمه الله في الاعلام منفتحا، والمنافسة علي أهميتها، الا ان ذلك لايأخذ من مساحة استمرار الصداقة مع الآخرين، لقد كنا دائما علي اتصال حتي عندما تركت القناة لفترة وذهبت للعمل في قناة عربية اخري، وعندما بدأت الحرب علي العراق كنا سويا تحت القصف هناك. وواصل جاب الله ان الراحل كان تلقائيا لذا احبه المشاهدون في كل المواضيع التي قدمها. سواء كان ذلك خلال الحرب علي العراق. أو من خلال البرامج التي يقدمها. فهو من الشخصيات التي تترك بصمة في النفس. يوسف الشروف: منتج اخبار في قناة الجزيرة. اكد ان ابرز ما كان في شخصية الراحل ماهر عبدالله انشغاله بقضايا الوطن، والقضية الفلسطينية والأمة الاسلامية. فكان رحمه الله دائم البحث عن حلول من خلال المناقشات والاتصالات بالمنظمات المختلفة، ودائما مايطرح قضايا تتصل بشكل وثيق بتلك القضايا، للبحث عن افضل السبل لعلاجها، واضاف الشروف ان رحيله كان بكل تأكيد صدمة شديدة فقبل ساعات من وفاته تلقيت اتصالا من احد الاصدقاء الذي طلب منه الراحل اعداد حلقة لضيوف الجزيرة ولم يكن المرحوم ماهر عبدالله يعلم ان ماتبقي له في هذه الحياة سوي ساعات. رحمة الله عليه ودعواتنا له ان يسكنه الله فسيح جناته. أما رئيس تحرير نشرة أول السيد سمير خضر فقال شاءت الصدف ان انضم الي قناة الجزيرة في نفس الشهر الذي انضم اليها فيه المرحوم ماهر عبدالله لم أكن علي معرفة به في السابق ولكن عملي لفترة اكثر من عام معه في انتاج النشرات الاخبارية خلاله عرفته عن قرب. واكتشفت انه يتحلي بحس اخباري عال. رغم انه لم يكن متخصصا في الاخبار، فقد كان رجل برامج، وعندما قرر ان يترك قسم الاخبار في الجزيرة لمته علي ذلك، لأن القسم كان بحاجة له. لكنه اكد لي ان مسؤولياته في البرامج كانت كثيرة، ولم يستطع ان يجمع بين الاثنين. واضاف خضر انها صدمة كبيرة لنا، وواقعها مؤسف بالفعل. وعندما تلقيت الخبر كانت ردة الفعل لديّ كأي ردة فعل عند كل انسان مؤمن بالقضاء والقدر فقلت لله ما اعطي ولله ما أخذ. من ناحيته قال ياسر ثابت منتج اخبار: اشعر بفقدان رجل عزيز عليّ وعلي الجميع. الراحل ماهر لم يكن فقط زميلا، بل كان صديقا مقربا، ومعروف عنه تواضعه، ورغم ان عمله لايستلزم زيارته لغرفة الأخبار، لكنه كان دائم الزيارة ليتحدث مع الزملاء، وأضاف ثابت ان ماهر كان هاديء الطباع مثقفا، وتغطيته للأحداث بالتحديد في يوم سقوط بغداد كان دالا ومعبرا علي قدرته بالتعليق بشكل واعً. فغيابه يمثل خسارة كبيرة للقناة وللأسرة الاعلامية. - أحمد الشولي- رئيس قسم المقابلات بالجزيرة قال: بلا شك فقدانه خسارة كبيرة، ورحيله المفاجيء كان صدمة إن الراحل ماهر تعود معرفتي به منذ أن كنت أعمل في التليفزيون العربي في لندن بي بي سي كنا نستضيفه ليتحدث عن القضية الفلسطينية كان ذلك عام ،1995 وشاءت الأقدار أن نعمل معاً منذ انطلاقة الجزيرة. فكان صديقاً عزيزاً، رغم أن طابعه العام السخرية، إلا أنه كان دائماً مهموماً بقضايا الأمة، والقضية الفلسطينية كانت وجعه الأكبر. وأضاف الشولي إن آخر منجزاته كان التحضير لملتقي الجزيرة العالمي الذي عقد في الدوحة في يوليو الماضي فكان له الفضل في ترتيب ذلك الملتقي، واعتبر وفاته خسارة كبيرة وصدمة للجميع. - وأعرب أحمد القاضي رئيس القسم الاقتصادي عن أسفه لرحيل ماهر عبدالله حيث أكد أن واقع الصدمة كان مؤلماً وغير متوقع، وخصوصاً أن ماهر كان إنساناً في قمة الأدب والأخلاق، وسهل المعشر والتعامل مع الناس وأضاف القاضي أذكر أنه كان مسؤولاً عن منتدي الجزيرة، فكان يعتبره مشروعه هو، يريد من خلال ذلك تغيير صورة قناة الجزيرة عند الغرب وبعض أجهزة الإعلام المنتقدة للقناة. وقد نجح في استقطاب عدد من الشخصيات العالمية لهذا الملتقي. أعرف ماهر منذ أربع سنوات. فعلي المستوي الشخصي هو صديق وأخ للجميع، وحريص أن يتدخل ويسارع لحل مشكلة أي إنسان. رحمة الله عليك يا ماهر. - المذيعة لينا زهرالدين قالت إن المرحوم ماهر عبدالله حبيب الكل كانت لديه ميزة، وهو السحر الخاص به.في كيفية تعامله مع الناس، كان سلساً في طريقة تعامله مع الجميع، وأضافت لينا علي الصعيد المهني أعتقد أنه لا يوجد هناك اثنان قد يختلفان علي طريقة إدارة ماهر للحوارات، في هدوئه وثقافته، وهو من الأشخاص الذين تستمتع بالجلوس معه. بالفعل سيترك فراغاً كبيراً علي الشاشة، وفي الكواليس بين الأصدقاء والزملاء، رحيله كان صدمة، وعندما علمت بالخبر أصبت بحالة انهيار. فقد كنت أقضي بعض المستلزمات من السوبر ماركت وقتها، ولم أتمكن من السيطرة علي الدموع من أثر البكاء عليه. أيضاً لم أرد أن أصدق الخبر، لأنني كنت أرتاح، عندما أتحدث معه، فكان رحمه الله يعطيني نصائح وحكماً منطقية، رحمه الله وجعله من الصالحين في دار الآخرة. - رمزان النعيمي: مخرج ومنسق في إدارة التشغيل بقناة الجزيرة قال إن ماهر كان أخاً أكبر، وتعاملت معه بشكل كبير في منتدي الجزيرة الإعلامي، وكان هو المسؤول عن التنظيم، وأنا كنت مسؤولاً عن التنظيم الفني، لم تكن هناك بيننا أية حواجز، وسوف نفتقده كثيراً. وأضاف النعيمي ان ماهر عبدالله كان محاوراً جيداً ومتميزاً، وصاحب خبرة عالية في كيفية محاورة الطرف الآخر، ولديه القدرة علي إقناعهم سواء في الأمور التي تهم الأمة والدين وغيرها. أما مذيع الأخبار الحبيب الغريب قال: للأسف لم أتمكن من إنشاء علاقة قوية مع الراحل ماهر عبدالله وفرص لقائنا كانت قليلة، بحكم شفتات العمل المتضاربة وأيضاً بحكم أن دوامه ليس في قسم الأخبار. لكن من خلال بعض اللقاءات التي جمعتني به. أخذت انطباعات أنه إنسان عميق في مستوي الرؤية الفكرية، ووعيه المهني، هذا ما أهله أن يكون مسؤول قسم العلاقات الدولية في قناة الجزيرة. لقد كان لطيفاً حتي في طريقة مخاطبته للناس فهو بالفعل خسارة لأنه كان صاحب بصمة خاصة ومميزة في برامجه، أو الألوان الصحفية المختلفة أثناء تغطيته بعض الأحداث، كان يركز علي عدة نقاط هامة وسيبقي ماهر دائماً علي البال وفي القلوب. وإلي رحمة الله إنا لله وإنا إليه راجعون .