أعلنت مجموعة "كتائب الشهيد عبدالله عزام" التي تؤكد ارتباطها بتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن تفجيرات طابا التي اوقعت 28 قتيلا وقرابة 125 جريحا في بيان لها نشر في موقع اسلامي على شبكة الانترنت. وجاء في البيان الذي يتعذر التحقق من صحته "تزف كتائب الشهيد عبد الله عزام لامتنا العربية والاسلامية نبأ العمليات الاستشهادية البطولية في ارض الكنانة ليطهر ابناؤنا في سرية الشهيد القائد خطاب, ارض طابا من رجس اليهود وفساد احفاد القردة والخنازير". وقد قتل 28 شخصا على الاقل في اعتداءات وقعت ليل الخميس الجمعة على مواقع سياحية يرتادها اسرائيليون في سيناء (مصر) واتهم وزراء اسرائيليون تنظيم القاعدة بتنفيذها. وفي وقت سابق اعلنت مجموعة تطلق على نفسها اسم "كتائب التوحيد الاسلامية" مسؤوليتها عن الاعتداءات وقالت في بيان نشرته على موقعها على الانترنت ويتعذر التحقق من صحته ان هذه الاعتداءات تأتي "للثأر لشيخ المجاهدين الشيخ أحمد ياسين" المرشد الروحي لحماس الذي اغتالته اسرائيل في مارس/آذار الماضي. وكانت 3 انفجارات متوالية ضربت فنادق وأماكن سياحية في شبه جزيرة سيناء بشرق مصر يقصدها سائحون إسرائيليون في أول عمل من نوعه منذ عام 1997م. وكان انفجار أول قد وقع في فندق هيلتون طابا بمنتجع طابا على الجانب المصري من الحدود مع إسرائيل وبالقرب من مدينة إيلات الإسرائيلية على البحر الأحمر، وأشارت التقارير إلى أنه نجم عن انفجار سيارة مفخخة بعد أن كانت الشرطة المصرية قالت في معلومات أولية إنه ناجم عن تسرب في الغاز. وبعد الانفجار الأول بقليل حدث انفجاران آخران في مخيمين شاطئيين في منتجعي نويبع ورأس بالقرب من مدينتي طابا وشرم الشيخ أسفرت عن وقوع مصابين إسرائيليين وعددا من المصريين. وقالت مراسلة قناة العربية في القاهرة راندا أبو العزم أن فندق هيلتون طابا كان في ذروة إشغاله في تلك الفترة من العام حيث يمضي أكثر من 45 ألف إسرائيلي إجازة عيد المظلة التي تنتهي اليوم في شبه جزيرة سيناء، كما يحتفل المصريون بأعياد نصر أكتوبر، ما زاد من حصيلة الجرحى والقتلى. وفيما لم تعرف بعد معلومات عن من وراء الحادث فقد قالت الإذاعة الإسرائيلية إن مروحيات إسرائيلية تقوم بنقل المصابين إلى مدينة إيلات الإسرائيلية الساحلية المطلة على البحر الأحمر، وقال شهود عيان إن النيران لا تزال مشتعلة في جانب من الفندق وإن أحد أسقفه قد انهار. وقد اعتبرت الحكومة الإسرائيلية أن تفجيرات سيناء هي عملية عسكرية ولكنها لم توجه اتهاما إلى جهة محددة، وقد اتفق رئيس الحكومة الإسرائيلية أرييل شارون مع الرئيس حسني مبارك على تشديد الإجراءات على الحدود بين البلدين، وذكرت مصادر أمنية مصرية أنه تم القاء القبض على بعض العناصر في إطار التحقيق. وقد قالت مصادر سياسية إسرائيلية في أعقاب الحادث إنه على الرغم من التحذيرات حول عمليات ضد إسرائيليين في صحراء سيناء، إلا أنه لم يكن بالإمكان أغلاق الحدود في معبر طابا بسبب اتفاقية السلام بين إسرائيل ومصر. وقالت تلك المصادر لصحيفة يديعوت أحرونوت "هناك حدود مفتوحة بين الدولتين، وإغلاق الحدود هو بمثابة خرق لاتفاقية السلام الموقعة بين الدولتين. إغلاق الحدود يعتبر استسلامًا للإرهاب". وحسب الصحيفة الإسرائيلية فقد دوى الانفجار الأول في تمام الساعة 22:00 بتوقيت القاهرة (20.00 بتوقيت غرينتش) في فندق "هيلتون" في طابا، وقامت قوات الشرطة وطواقم الإنقاذ الإسرائيلية بالانتشار في منطقة الانفجار في حين عمت حالة من الهلع بين السياح الذين فر بعضهم، وأعلنت الشرطة الإسرائيلية في منطقة الجنوب التأهب بعد الحادث. وقال مدير نجمة داود الحمراء في منطقة الجنوب الإسرائيلية، يهودا شوشان، في وقت مبكر بعد الحادث إنه أسفر عن وقوع عشرات المصابين مشيرا إلى أن سيارات الإسعاف تقوم بنقل عدد من المصابين إلى مستشفى "يوسيفتيل" في مدينة إيلات. وقال شاهد عيان كان في الفندق لصحيفة يديعوت أحرونوت "كنت داخل غرفتي في الطابق الرابع حين سمعت انفجارًا شديدًا. لقد وقع الانفجار في مدخل الفندق، في المكان الذي تفرغ فيه السيارات الحقائب، وتطاير الزجاج، ورأيت الكثير من المصابين، ورأيت على الأقل جثتي قتيلين اثنين بالقرب من بركة السباحة. ربما طارا من غرفهم نتيجة لشدة الانفجار". وقال شاهد يدعى إيجال لراديو الجيش الاسرائيلي "سمعت صوت انفجار هائل وانهار حائط بجانبي وبدأ الناس في الفرار وسقط العديد من الضحاياوكان الانفجار في الخارج وعندما خرجنا شاهدنا المتاجر وقد انهارت وقال البعض إنه تسرب غاز في حين قال البعض الآخر إنه عمل إرهابي وكان عدد كبير من الأشخاص ملقى على الأرض فضلا عن كثير من الدماء والصراخ". ويذكر أن مصر لم تشهد عمليات إرهابية منذ مذبحة الأقصر عام 1997حيث قامت الجماعة الإسلامية المتطرفة بقتل اكثر من 90 سائحا معظمهم من اليابانيين في الدير البحري بمدينة الأقصر الفرعونية التاريخية بجنوب مصر.