مازال الغموض يكتنف طبيعة المرض المصاب به الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بعد ثمانية ايام من وجوده في مستشفى برسي العسكري.. في فرنسا اخذت الاوساط الفلسطينية تتحدث عن فرضية تسميم عرفات بعد استبعاد الاطباء اصابته بسرطان الدم (اللوكيميا) على اعتبار ان تكسر الصفائح الدموية ينتج عن سرطان الدم او تسمم الدم.وجاء تصريح رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع في غزة امس الذي قال فيه انه لايستبعد ان يكون الرئيس قد تعرض لدس السم من قبل جهات اسرائيلية ليفتح الباب على تكهنات جديدة خصوصا انه جاء بعد ساعات من تصريح مماثل للامين العام للرئاسة الفلسطينية الطيب عبدالرحيم الذي لم يستبعد ايضا امكانية تعرض عرفات لدس السم. وكذلك اعلن ممثل السلطة الفلسطينية في استراليا علي كازاك الذي قال لصحيفة (هيرالد صان) ان الاطباء يجرون اختبارات وتحاليل خاصة بحثا عن اثار سموم في جسم عرفات مشيرا الى امكانية ان يكون الرئيس الفلسطيني ضحية لمؤامرة اسرائيلية.في غضون ذلك بدأت عدة اصوات فلسطينية تتحدث عن احتمالية تسميم عرفات بعدما تم الكشف عن ان اسرائيل حاولت في اوقات سابقة دس السم لعرفات ثلاث مرات.الى ذلك اعلن رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي امس ان الفريق الطبي الذي يعالج الرئيس ستكون لديه نتائج فحوصات عن اسباب مرضه ومعرفة ما اذا كانت ناتجة عن تسمم او فيروس وقال لدى وصوله الى تونس قادما من باريس بعد زيارته عرفات ان وضعه الصحي مستقر وكل الفحوص المخبرية التي اجريت كانت نتائجها ايجابية وليست هناك نتائج سلبية وتبقى هناك فحوصات حول الاسباب التي تؤدي الى ضعف الصفائح الدموية.الى ذلك نقلت صحيفة (يديعوت احرونوت) الاسرائيلية عن مصادر فلسطينية ان عرفات خرج جزئيا من الغيبوبة التي يعاني منها وفتح عينيه وتحدث الى أطبائه.وذكرت الصحيفة ان عرفات استعاد بعض السيطرة على اطرافه, وكان قادرا على التحرك في سريره. فيما أكدت ممثلة فلسطين في فرنسا ليلى شهيد ان الاطباء حددوا مهلة ثلاثة ايام لتحديد اسباب مرض عرفات, ويرون انهم قادرون على معالجته. ورغم ان تصريحات مختلف المصادر تتفق في تدهور الوضع الصحي للرئيس الفلسطيني بدون تحديد طبيعة مرضه, لكنها تتضارب في مدى خطورة حالته.فيما نفى محمد رشيد مستشار الرئيس ياسر عرفات امس امكانية نقل الرئيس الفلسطيني الى الاراضي الفلسطينيةالمحتلة ليفارق الحياة هناك.وصرح محمد رشيد ''لن يخرج عرفات من المستشفى الا سائرا على قدميه او ميتا وكل خيار آخر غير وارد''. الى ذلك اكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في رام الله ان ليس هناك اي تفاوض بين اسرائيل والفلسطينيين حول دفن الرئيس. وصرح عريقات للمراسلين (ليس هناك اي مفاوضات في الوقت الراهن في هذا الصدد).وبالمناسبة دعا الاسرائيليين الى مراعاة الشعور الفلسطيني في قضية دفن عرفات. في غضون ذلك ذكرت صحيفة هاأرتز الاسرائيلية امس ان اسرائيل ستسمح بالرحلات الجوية الى غزة مباشرة لكي يتمكن الزعماء العرب او من يمثلهم من المشاركة في جنازة عرفات دون المرور عبر حواجز التفتيش.