مقابر وادي الحسين الموجودة بالقرب من مدينة كراتشيالباكستانية جميلة للغاية، فهي تمتد على مساحة اثني عشر فدانا، وتتسع 57 ألف قبر، وهو ما يكفي للمائة سنة القادمة، لكن المقبرة أكبر من مجرد مكان للراحة الأبدية فهي تقدم أيضا موقعا إلكترونيا تفاعليا، هو الأول من نوعه في باكستان، يسمح لأقارب الموتى بحضور جنازات ذويهم على الإنترنت، سواء كانت مسجلة أو منقولة على الهواء مباشرة، ويمكن تصفح هذا الموقع من أي مكان بالعالم. وأصبحت التكنولوجيا الحديثة تسمح للأصدقاء وأفراد العائلة بزيارة قبور ذويهم ذات اللون الوردي والمزينة بالزهور والشموع. ولا تتوقف التكنولوجيا عند حدود نقل الجنازات عبر الفيديو، وإنما يملك الموقع آلة بحث عن المقابر، حيث يمكن العثور على القبور عن طريق البحث بالاسم أو بالرقم. وبمجرد إجراء البحث، تظهر كافة التفاصيل الخاصة بالميت، بما في ذلك صورته على القبر. وظهرت هذه الفكرة للمرة الأولى عام ،1999 على يد شقيقين هما الشيخ ساخاوات والشيخ ياور علي، حسبما يقول زيدي مدير مقابر وادي الحسين الذي يضيف “في كراتشي، معظم المقابر تدار بشكل سيئ، أو يستخدمها المجرمون أو مدمنو المخدرات، ولذلك تجد الأمن والحماية على رأس أولوياتنا". وفي كافة أنحاء العالم، تقدم كافة الديانات خدمات جنائزية عالية التكنولوجيا، لكن وادي الحسين هو الأول من نوعه للمسلمين، والذين يبدو أنهم قدروا التكنولوجيا بأكثر من شكل. ويقول زيشان حيدر، الطالب في كينجز كولدج بلندن، والذي دفنت جدته في وادي الحسين، إن المقبرة تدار بشكل جيد. وقال حيدر: “أنا سعيد بأنه إذا أراد أحفاد أحفادي زيارة مقبرة جدتي، فلن يجدوا شخصا آخر في المقبرة". ويتوجه فايز صديقي، الطالب المسلم في كلية حجاز الإسلامية في نانيتون ببريطانيا، وجهة أخرى حيث يقول: “إذا احتاج شخص ما إلى نظرة خاصة، فلا ضرر من وضع صورة الميت على القبر لتقرأ عليها الفاتحة". وقال: “هؤلاء الذين يحضرون الجنازة على شبكة الإنترنت سيكون بوسعهم أن يقيموا صلاة جنازة الغائب على روح المتوفى، ولكن يجب القول بأن لا شيء أفضل من حضور الجنازة وإقامة الصلاة حاضرة". وعلى الرغم من كل ما تقدمه مقابر وادي الحسين، يبلغ سعر القبر ما يوازي خمسة وسبعين دولارا، ويتضمن هذا السعر تكلفة البلاط اللامع وشاهد القبر والكتابة المكتوبة عليه. وبإضافة عشرين دولار أخرى يمكن الدخول على شبكة الإنترنت ومتابعة بث مباشر لأحداث الجنازة. وقال غياث الدين صديقي، عضو البرلمان الإسلامي البريطاني: “ربما يشعر البعض بالغضاضة من هذه الفكرة في الوقت الحالي، لكننا سنعتاد في المستقبل استخدام التكنولوجيا الحديثة في مثل هذه الأغراض، تماما كما استخدمناها في المجالات الأخرى". وقد استفزت المقبرة على الإنترنت ردود أفعال رافضة من قادة دينيين مسلمين أرسلوا بآرائهم ل “بي بي سي" فور نشر أنباء المقبرة على موقع “بي بي سي" باللغة الأوردية. فقد قال عبد الله، من مدينة لاهور: “هذا الشيء لا وجود له في الإسلام، وهو بدعة بكل المقاييس". بينما لم ير البعض الآخر مشكلة في استخدام الإنترنت، وقاسوا ذلك على استخدام المساجد لمكبرات الصوت في نشر الخطب. وقال عدنان من الولاياتالمتحدة إن المقابر على شبكة الإنترنت ستخدم هؤلاء الذين يعيشون بعيدا. وقال: “أنا أعيش في بلد أجنبي، وأعرف أن بعض الناس يضطرون لإنفاق مبالغ كبيرة لشراء تذاكر طيران في اللحظة الأخيرة لحضور جنازات ذويهم". وقال: “في بعض الحالات، لا يستطيع البعض السفر، خاصة إذا كانوا طلبة يدرسون في بلد أجنبي، أو لديهم مشاكل في الهجرة والإقامة، وهذه المقبرة على الإنترنت تمثل لهم خبرا سعيدا، وأود تقديم الشكر لمن بدأ هذا المشروع". وكالات