بثت قناتا "العربية" و"الجزيرة" الفضائيتين يوم أمس الأول تقريرين عن قصر الحجر ومنطقتي شبام كوكبان، والهجرة في اليمن تناولا عرضاً تفصيلياً للمزايا الأثرية والحضارية والثقافية التي تتمتع بهما هذه المعالم التاريخية في اليمن والتي أصبحت قبلة للسياح الذين يأتون إليها من كل فج وصوب. حيث عرضت قناة العربية الفضائية في برنامج (محطات) الذي يبث مساء الجمعة تقريراً وثائقياً لمراسلها في صنعاء الأخ/ حمود منصر قدم معلومات تفصيلية عن المراحل التاريخية التي بنيت فيها المعالم الأثرية الثلاثة (قصر الحجر، مدينة شبام كوكبان، ومدينة الهجرة). وتناول التقرير إبراز الملامح السياحية التي تتميز بها هذه المعالم الثلاث سواء من ناحية الفن المعماري، أو من ناحية الهندسة التي استخدمت في بناء هذه المعالم، أو فيما يتعلق بالمواقع الجغرافية لهذه المناطق حيث أشار التقرير إلى أن اليمنيين القدماء مزجوا بين الجوانب الأمنية، والجوانب الفنية وجمال الطبيعة في اختيارهم لمواقع بناء هذه المعالم. وأوضح التقرير أن ما يجمع بين الثلاثة المعالم هو بناؤها في أماكن مرتفعة، وتحصيناتها الأمنية، والفن المعماري المستخدم في تشكيل هذه المعالم، إضافة إلى توفر البيئة الطبيعية المناسبة في المناطق المحيطة بهما. وخلص التقرير إلى التأكيد على التميز الذي تتمتع به هذه المعالم التاريخية حيث أصبحت قبلة للسياح الذين يفدون نحوها من كل فج عميق ليتعرفوا على جانب من جوانب التميز الحضاري والثقافي والمعماري الذي اتسمت به الحضارات اليمنية المتعاقبة، منوهاً إلى أن هذه المعالم المتضمنة لجوانب ثقافية وفنية وحضارية، ومعمارية جديرة بالدراسة والاستنتاج. من جانبها بثت قناة الجزيرة الفضائية في برنامج (مراسلون) تقريراً أعده الأخ/ محمد خيري البيروني خصص للحديث عن (قصر الحجر). حيث تناول التقرير استعراضاً تاريخياً لمراحل بناء وإعادة بناء، وترميم هذا المعلم التاريخي اليمني الهام، ومكوناته المعمارية التي تميزت من ناحية طريقة هندستها بالجانب الأمني، ومن ناحية فنها المعماري بالتشكيل والزخارف المعمارية اليمنية المتميزة. وعرض التقرير لواقع هذا المعلم التاريخي أثناء حكم الأئمة في اليمن خصوصاً أثناء حكم الإمام يحي الذي كان قد أعاد بناء وترميم القصر خلال فترة حكمه لليمن والتي امتدت منذ نهاية الحرب العالمية الأولى وخروج العثمانيين من اليمن إلى عام 1948م مشيراً إلى أن القصر كان خاصاً بالإمام وحاشيته ولم يكن يحق للمواطنين حتى مجرد الاستمتاع بالنظر إليه، والانقلاب الذي حصل بعد قيام الثورة اليمنية حيث أصبح القصر معلماً سياحياً يزورونه اليمنيون وغير اليمنيين. الجدير بالذكر أن التقريرين يعرضان لمعالم تاريخية وسياحية هامة في اليمن تفرض على القائمين والجهات المسؤولة عليها إيلاءها المزيد من الاهتمام وتوفير الخدمات بغية تنشيط السياحة إليهما سواء أكانت سياحة داخلية أو خارجية، خصوصاً وأنه لم يعد يفصلنا عن صنعاء عاصمة للثقافة العربية سوى نصف عام فقط.
