رفضت اللجنة المركزية لحركة التحرير الفلسطيني (فتح) عقد المؤتمر العام السادس للحركة داخل الأراضي الفلسطينية كما أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تزامن ذلك مع إعلان عباس تأجيل تشكيل الحكومة الموسعة في رام الله والتي اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن إعلانها قد يؤدي إلى فشل الحوار المقبل في القاهرة. فقد طالبت اللجنة المركزية لحركة فتح في بيان لها الثلاثاء بعقد المؤتمر خارج الأراضي الفلسطينية، ودعت إلى ضرورة أن تكون عضوية المؤتمر كما قررتها اللجنة التحضيرية بما لا يزيد عن 1550 عضواً وفق النظام الداخلي للحركة ومعايير الاختيار. وكان عباس أعلن الاثنين أن المؤتمر السادس للحركة سيعقد داخل الأراضي الفلسطينية في أريحا أو بيت لحم في الأول من يوليو/تموز المقبل وسيشارك فيه أكثر من 1200 عضو. وأكدت اللجنة في اجتماع لها على هامش اجتماعات اللجنة التحضيرية للمؤتمر أن ما يصدر من بيانات أو تصريحات خارج قرارات اللجنة المركزية والمجلس الثوري دون تفويض منها "لا يعبر عن مواقف الحركة ولجنتها المركزية، وهو عامل من عوامل البلبلة يجب عدم الالتفات إليه". الحكومة الموسعة وعلى صعيد آخر نقلت الوكالة الألمانية عن مصدر فلسطيني رسمي مساء الثلاثاء أن الإعلان عن تشكيلة الحكومة الموسعة وتأدية اليمين القانونية أمام عباس جرى تأجيله لعدة أيام لاستكمال المشاورات بشأن تركيبتها. وأضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه أن تسمية الوزراء لم تتم حتى اللحظة وأن عدة حقائب في تشكيلة الحكومة ما زالت شاغرة في ظل اعتذار عدد من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية والشخصيات المستقلة عن المشاركة فيها. ولفت إلى أن الإعلان النهائي عن تشكيلة الحكومة سيستغرق أكثر من يومين في ظل انشغال عباس باستقبال بابا الفاتيكان في بيت لحم الأربعاء، ثم سفره إلى دمشق غدا الخميس، مؤكداً أن الأيام المقبلة ستشهد ولادة الحكومة الموسعة رسمياً بعد إتمام تسمية وزرائها وتأدية اليمين الدستورية. ومن المتوقع أن تضم الحكومة الجديدة 24 وزيراً برئاسة سلام فياض بحيث تضم ممثلين عن فصائل منظمة التحرير منها حركة فتح والجبهة الديمقراطية وحزب فدا وجبهة النضال الشعبي الفلسطيني إلى جانب مستقلين ورجال أعمال وتعارض حركة حماس تشكيل حكومة موسعة في رام الله معتبرة أن تشكيلها سيكون حجر عثرة أمام نجاح جلسات الحوار الوطني المقرر أن يتواصل في القاهرة في السادس عشر والسابع عشر من الشهر الجاري. وأكد القيادي في الحركة محمود الزهار لمراسل الجزيرة نت في غزة ضياء الكحلوت خلال حفل عن القدس، رفض حركته تشكيل الحكومة، معتبراً أن الإعلان عن تشكيلها "أمر سيئ للغاية، لأنه محاولة يائسة من قبل البعض للضغط على حماس لإنهاء الحوار وفق شروط أميركية وإسرائيلية". وشدد الزهار أن حماس ستتوجه للحوار في القاهرة وستواصل جهودها لإنجاحه لكنها لا تعول كثيراً على ذلك، لأنه -حسب الزهار- لا توجد مؤشرات إيجابية، مؤكداً أن قرار توسيع حكومة فياض في الضفة "خطوة سلبية وغير قانونية وإشارة واضحة من رام الله بأنها لا تريد الحوار". ورفض القيادي في حماس اعتبار أن إعلان عباس تشكيل حكومة موسعة جاء رداً على قيام حماس بتعيين وزير للداخلية، وقال إن تعيين فتحي حماد جاء لحاجة الحكومة (المقالة) لذلك "عقب أربعة شهور من استشهاد صاحب المنصب الوزير سعيد صيام الذي استشهد في الحرب الأخيرة على غزة". وتوقع الزهار جولة صعبة من الحوار في القاهرة، مؤكداً أنهم في النهاية يريدون اتفاقاً فلسطينياً مشرفاً لا تتدخل فيه أميركا وإسرائيل وأوروبا، بحيث يكون اتفاقاً "يحمي الحقوق ولا يشرع الاحتلال ويحقق لإسرائيل ما تتمناه".