استهجن أساقفة الكنيسة الكاثوليكية في فرنسا رسميا فيلم ميل جيبسون المثير للجدل "الام المسيح" الذي بدأ عرضه هناك يوم الاربعاء واتهموه بانه قد يشجع معاداة السامية ويشوه تعاليم المسيحية. وفي بيان غير معتاد تعقيبا على احد الافلام التجارية قال مؤتمر الاساقفة ان جيبسون الذي ينتمي للكنيسة الكاثوليكية صنع فيلما قد لا يكون معاديا للسامية "لكنه قد يستغل لتعزيز الاراء المعادية للسامية." وقالت لجنة الاعلام التابعة لمؤتمر الاساقفة "في هذا الفيلم يظهر وجه المسيح بدرجة اقل من الافكار التي تستحوذ علينا في وقتنا الحاضر .. الشر والافتتان بالعنف والبحث عن المذنبين." وقوبل الفيلم الذي يصور اخر 12 ساعة في حياة المسيح بمشاعر عداء في فرنسا حيث استهجن كل من نقاد الافلام العلمانيين وزعماء الكنيسة العنف المفرط الموجود في مشاهد جلد وصلب المسيح. ورفضت محكمة في باريس يوم الاثنين دعوى قضائية رفعها ثلاثة أشقاء يهود لمنع عرض الفيلم بزعم انه قد يثير المزيد من العنف المعادي للسامية في بلد يجاهد لاحتواء زيادة الهجمات التي يتعرض لها اليهود خاصة في الاعوام الثلاثة الماضية. واتهم العديد من الشخصيات اليهودية البارزة في الولاياتالمتحدة الفيلم بمعاداة السامية لكن محاولة منع عرضه في فرنسا تبدو الهجوم القانوني الوحيد على الفيلم حتى الان. وقال الاساقفة " العنف (في الفيلم) والذي يغمر المشاهد ينتهي بتدمير معنى الالام وجوهر شخصية المسيح ورسالته والحب الذي وصل الى مرحلة الكمال من خلال التضحية بالنفس." وفي اشارة الى بدء عرض الفيلم في 500 دار سينما في جميع انحاء فرنسا مع حظر مشاهدته على الاطفال الاقل من 12 عاما تساءل الاساقفة "أليس من المفارقة ان فيلما عن المسيح لايمكن عرضه على الاطفال."؟! وعبر كبار الشخصيات الكاثوليكية في فرنسا ومن بينهم كردينال باريس جان ماري لوستيجه عن عدم اعجابهم الشخصي بالفيلم لكن انتقاد الاساقفة هو اول بيان رسمي يصدر عن كبار رجال الكنيسة. وخصصت بعض صحف باريس ثلاث صفحات يحتوي معظمها على اراء مناهضة للفيلم بمناسبة بدء عرضه في فرنسا. وكانت لوفيجارو المحافظة الصحيفة اليومية الوحيدة التي اشادت بالفيلم ووصفته "بالعمل الرائع .. لعمق افكاره وجمال بنائه الداخلي." باريس (رويترز)