الشهيد أحمد الكبسي .. وعدُ الإيمان ووصيةُ الخلود    فراغ ، حياة وتجربة ناصرية    حلف قبائل حضرموت يصطدم بالانتقالي ويحذر من غزو المحافظة    قراءة تحليلية لنص "في المرقص" ل"أحمد سيف حاشد"    أمن مأرب يحبط مخططاً حوثياً جديداً ويعرض غداً اعترافات لأفراد الخلية    في رحلة البحث عن المياه.. وفاة طفل غرقا في إب    مُحَمَّدَنا الغُماري .. قصيدة جديدة للشاعر المبدع "بسام شائع"    الدفتيريا تغلق مدارس في محافظة شبوة    الدفتيريا تغلق مدارس في محافظة شبوة    أدميرال أمريكي: معركة البحر الأحمر كشفت هشاشة الدفاعات الأمريكية والإسرائيلية    رئيس الوزراء بيدق في رقعة الشطرنج الأزمية    تجربتي في ترجمة كتاب "فضاء لا يتسع لطائر" ل"أحمد سيف حاشد"    حكم قرقوش: لجنة حادثة العرقوب تعاقب المسافرين ومدن أبين وتُفلت الشركات المهملة    وقفة مسلحة لأحفاد بلال في الجوف وفاءً للشهداء وإعلانا للجهوزية    الرئيس الزُبيدي يُعزّي العميد الركن عبدالكريم الصولاني في وفاة ابن أخيه    خطورة القرار الاممي الذي قامت الصين وروسيا باجهاضه امس    سعر برميل النفط الكويتي يرتفع 1.20 دولار ليبلغ 56.53 دولار    إعلان الفائزين بجائزة السلطان قابوس للفنون والآداب    اكتشاف 570 مستوطنة قديمة في شمال غرب الصين    الأمم المتحدة: إسرائيل شيدت جداراً يتخطى الحدود اللبنانية    حلف الهضبة.. مشروع إسقاط حضرموت الساحل لصالح قوى خارجية(توثيق)    شبوة أرض الحضارات: الفراعنة من أصبعون.. وأهراماتهم في شرقها    اختتام بطولة 30 نوفمبر لالتقاط الأوتاد على كأس الشهيد الغماري بصنعاء    هيئة مكافحة الفساد تتسلم إقراري رئيس الهيئة العامة للاستثمار ومحافظ محافظة صنعاء    أمن العاصمة عدن يلقي القبض على 5 متهمين بحوزتهم حشيش وحبوب مخدرة    بوادر تمرد في حضرموت على قرار الرئاسي بإغلاق ميناء الشحر    يوم ترفيهي لأبناء وأسر الشهداء في البيضاء    وسط فوضى عارمة.. مقتل عريس في إب بظروف غامضة    لحج تحتضن البطولة الرابعة للحساب الذهني وتصفيات التأهل للبطولة العالمية السابعة    قوات دفاع شبوة تحتفل بتخريج اللواء الثامن وتُظهر جاهزية قتالية عالية    انتشال أكبر سفينة غارقة في حوض ميناء الإصطياد السمكي بعدن    دائرة التوجيه المعنوي تكرم أسر شهدائها وتنظم زيارات لأضرحة الشهداء    مجلس الأمن يؤكد التزامه بوحدة اليمن ويمدد العقوبات على الحوثيين ومهمة الخبراء    خطر المهاجرين غير الشرعيين يتصاعد في شبوة    وزارة الأوقاف تعلن عن تفعيل المنصة الالكترونية لخدمة الحجاج    مدير مكتب الشباب والرياضة بتعز يطلع على سير مشروع تعشيب ملاعب نادي الصقر    "الشعبية": العدو الصهيوني يستخدم الشتاء "سلاح إبادة" بغزة    الأرصاد: أجواء باردة إلى شديدة البرودة على المرتفعات    بيريز يقرر الرحيل عن ريال مدريد    عمومية الجمعية اليمنية للإعلام الرياضي تناقش الإطار الاستراتيجي للبرامج وتمويل الأنشطة وخطط عام 2026    تنظيم دخول الجماهير لمباراة الشعلة ووحدة عدن    فريق DR7 يُتوّج بطلاً ل Kings Cup MENA في نهائي مثير بموسم الرياض    معهد أسترالي: بسبب الحرب على اليمن.. جيل كامل لا يستطيع القراءة والكتابة    ضبط وكشف 293 جريمة سرقة و78 جريمة مجهولة    وديا: السعودية تهزم كوت ديفوار    توخيل: نجوم انكلترا يضعون الفريق فوق الأسماء    محافظ عدن يكرّم الأديب محمد ناصر شراء بدرع الوفاء والإبداع    المقالح: من يحكم باسم الله لا يولي الشعب أي اعتبار    الصين تعلن اكتشاف أكبر منجم ذهب في تاريخها    نمو إنتاج المصانع ومبيعات التجزئة في الصين بأضعف وتيرة منذ أكثر من عام    الإمام الشيخ محمد الغزالي: "الإسلام دين نظيف في أمه وسخة"    الحديدة.. مليشيا الحوثي تقطع الكهرباء عن السكان وتطالبهم بدفع متأخرات 10 أعوام    وداعاً للتسوس.. علماء يكتشفون طريقة لإعادة نمو مينا الأسنان    عدن.. انقطاعات الكهرباء تتجاوز 15 ساعة وصهاريج الوقود محتجزة في أبين    جراح مصري يدهش العالم بأول عملية من نوعها في تاريخ الطب الحديث    اليونيسيف: إسرائيل تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال الى غزة    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دعا المشترك ل(تقوى الله) ..خطيب جمعة (حب اليمن أولا ) يدعو إلى جمع الصف ونبذ العنف
نشر في المؤتمر نت يوم 02 - 09 - 2011

أدى ملايين اليمنيين اليوم صلاة الجمعة " جمعة حب اليمن أولا " في الساحات العامة والميادين بأمانة العاصمة وعموم محافظات الجمهورية.
وفي خطبتي صلاة الجمعة بميدان السبعين بالعاصمة صنعاء دعا خطيب الجمعة فضيلة القاضي أكرم أحمد عبدالرزاق الرقيحي كافة أبناء اليمن مجددا إلى الاصطفاف الوطني وجمع الصف وتوحيد الكلمة ونبذ أعمال العنف والتخريب والاعتصام بحبل الله والاحتكام لكتابه وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم عملا بقوله سبحانه وتعالى" واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ، وكنتم على شفاء حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون".. آل عمران.
وأوصى الخطيب الرقيحي الجميع بتقوى الله وامتثال طاعته وهداه والعمل بما أمر الله به والانتهاء بما نهى الله عنه قال سبحانه وتعالى" وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ".
وقال :" اتقوا الله يا أبناء الهداية والقرآن ، عظيمة هي أنواع الطاعات وكريمة هي مواطن الإنابة وهي تضيء النفوس بمشاعل الإيمان وتسمو بالنفوس وتعلوا بها إلي مواطن العلا والإحسان، عظيمة هي أنوار الطاعات تشرح الصدور وتمحن الشخوص عظائم الأجور والإحسان، عظيمة تلك النفحات وجليلة تلك المواسم والرحمات التي يمن الله بها على عباده ويبادر فيها المؤمنون إلي عبادة ربه وطاعاته فيجسد بها حقائق الإيمان ومعاني الإنابة والتسليم والإذعان لله تعالى ".
وأضاف :" بالأمس عاش المؤمنون مع رمضان فتركوا طعامهم وشرابهم وهجروا حاجاتهم وأشغالهم لطاعة لله واستجابة للعظيم جل في علاه ، وهاهم اليوم يطعمون ويشربون امتثالا لأمر الله فاستحقوا من العظيم أن يعظم قدرهم ويجزي ثوابهم وفضلهم " كلوا وشربوا هنيئا بما أسرفتم في الأيام الخالية " قال صلى الله عليه وسلم " إن في الجنة باب يقول له الريان يدخل منه الصائمون لا يدخل منه احد غيرهم يقال : أين الصائمون فيقومون فيدخلون من هذا الباب ، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه احد ".
وتابع :" لقد استحق الصائمون من العظيم الرحمن في هذه الأيام أن يفرحوا بفضله عليهم وان يستبشروا بعظيم رحمته وخيره إليهم " قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ" يقول المصطفي عليه الصلاة والسلام " للصائم فرحتنا يفرحهما إذا افطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه ويقول أيضا" يقال لقارئ القرآن يوم القيامة أقرأ وارتقي ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فان منزلتك عند آخر آية تقرأها ، فهنيئا لكم هذا الفضل وهنيئا لكم هذا العيد ".
وأوضح خطيب الجمعة بأنه ينبغي على المسلمين هذه الأيام أن يظهروا فيها فضل الله ويصلون فيها أقاربهم وأرحامهم ويعطفون على الفقراء والضعفاء، فقد رحل رمضان وطويت صفحاته ونفحاته ففاز فيه من فاز وخسر فيه من خسر ، وسبق فيه قوما إلى الله ففازوا وتأخر فيه أقوام فخسروا وخابوا، ذهب رمضان بعد أن أودعتموه ما شاء الله لكم من الأقوال والأعمال قال عز وجل " إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا " ، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجود غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه، فاسألوا الله أن يتقبل صيامكم وقيامكم وصلاتكم وخشوعكم وصالح أعمالكم .
وذكر بأن السلف الصالح رضوان الله عليهم كانوا إذا ما اقبل عليهم رمضان سألوا الله أن يفقهم فيه، فإذا ما ذهب عنهم وذهبوا عنه سألوا الله بقية عامهم أن يتقبله منهم ، وان يرضي عنهم خوفا وخشية أن تحبط أعمالهم أو أن يرد عليهم قيامهم وصيامهم فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت سألت رسول الله صلي الله عليه وسلم في قوله تعالى " وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ" تقول أم المؤمنين عائشة قلتُ يا رسول الله منهم هؤلاء الوجلون أهم من يشربون الخمور ويأتون الفواحش والمعاصي والفجور فقال: لها عليه الصلاة والسلام يا بنت الصديق إنهم أُناس يصلون ويصومون ويتصدقون تخاف قلوبهم أن يردهم الله قد أخذت قلوبهم الخشية والخوف من الله أن لا يتقبل الله ذلك منهم أولئك الذين يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون ".
وقال :" رحل عنا رمضان وذهبت عنا ساعاته وأيامه، اقبلنا فيه إلى طاعة الله وبادرنا فيها إلى العبادة والقيام والصلاة والركوع والسجود، فكيف سيكون حالنا بعد رمضان، هل سنهجر مساجدنا ؟ هل سنغفل عن عبادتنا وصلاتنا ؟ هل سنهجر من بعده مصاحفنا ؟ فعن أبي بشر الحافي رضي الله عنه أن قوما لا يعبدون الله أو لا يتعبدون ولا يجتهدون ولا يبادرون إلى التوبة ولا يقبلون على الله ولا يطيعون الله إلا في رمضان فقال : بئس القوم أولئك الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان ، بئس القوم الذين لا يقبلون إلى الله إلا في رمضان ".
وأضاف :" ذهب عنا رمضان يا أبناء الحكمة والإيمان ومضت علينا من قبله الشهر والأيام ونحن في اختلاف وافتراق وتباين وشقاق ، فلا إلى الله تبنا وأنبنا ولا إلى أحوالنا أصلحنا ولا لكتابنا وسنة نبينا احتكمنا ولا لمصالح امتنا وأبناء شعبنا حفظنا بل انساق البعض منا وراء الغير وشيطانه يشق الصف ويفرق الجماعة ".
وتابع :" كنا بالأمس أمه واحدة نصلي صلاة واحدة، نقوم إلى الله في مسجد واحد وساحة واحدة واليوم فرقنا أولئك في ساحات ، شتتنا أولئك إلى أحزاب وجماعات ، كل حزبا بما لديهم فرحون ، شقوا الصف وفرقوا الكلمة وقالوا هذا هو حكم الله ، وتلك هي سنة رسول الله والله تعالى يقول "واعتصموا بحبل الله جميعا" .
وتساءل خطيب الجمعة من يخاطب الله تعالى في هذه الآية " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " ألا يخاطب المسلمين بالاعتصام بحبل الله جميعا؟ والرسول يقول من خرج عن الصف وفارق الجماعة مات ميتة الجاهلية ، أخذ البعض منا وراح البعض منا يسفك الدماء المؤمنة ويدفع الصغار والشباب للتهلكة والله تعالى يقول " مَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيما "، ويقول عز وجل " ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين" .
ومضى قائلا :" أخذ البعض منا يفرق بين إخوانه ويزرع الفتنه في أوساط شعبه ومجتمعه ، يؤلب هذه الجماعة على بعضها ويستثير هذه القبيلة على نظامها ومجتمعها ، وهو يقول هذه هي الحمية والتعاون وهذا هو التحالف والتضامن والله تعالى يقول " وتعاونوا على البر والتقوى " فهل في تفريق الأمة بر وتقوى ؟ هل في سفك الدماء بر وتقوى ؟ هل في تشتيت الصف بر وتقوى ؟ هل في بقائكم الآن ووقوفكم هناك في الستين بر وتقوى ؟".
ولفت إلى أن الجميع كانوا يجتمعون في ميدان ومسجد واحد واليوم تفرقوا ، قائلا :" كنا نجتمع في ميدان ومسجد واحد وأصبحنا اليوم متفرقين فهل في ذلك بر وتقوى ؟ والله تعالى يقول" وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"، والحبيب صلى الله عليه وسلم يقول اسمعوا يا عقلائنا ومشائخنا يا من تؤججون وتعقدون التحالفات يقول عليه الصلاة والسلام " من قاتل تحت راية عميه يدعوا إلى عصبيه وينتصر لعصبيه ويغضب لعصبيه مات ميته جاهليه ".
وأضاف:" أخذ البعض منا يهدم ويخرب مصالح البلاد ويفسد أحوال العباد وينهب المؤسسات ويعتدي على المرافق والمنشآت، ويقول هذه هي إرادة الشعب، نحن نمثل الشعب وهذه هي مشيئة الأمة ، بالله عليكم أي امة ترضى بأن تنهب مؤسساتها ؟ وأي شعب عاقل يرضى بأن يخرب بلده؟ وان يشتت أمته؟ هذه أفعال الحمقى والمتآمرون ؟ أيرضى شعب اليمن بهذا ؟ أيرضى شعب اليمن أن تشتتوا وحدته، تهتفون وتزعمون أنكم تمثلون الأمة والشعب، أي شعب يرضى بتخريب مصالحه وأي امة ترضى على ما نحن عليه اليوم ، قاموا إلى الصلاة فلم تزدهم إلا مُكاءاً وتصديه، اقبلوا على صيامهم فلم يزدهم الصيام إلا قسوة وغلظة، راحوا يتهددون ويتوعدون أمتهم وشعبهم من بعد العيد بأنهم سوف يصعدون وأنه سيسفكون وأنهم سوف ينكلون وخسئت ألسنتهم قالوا : بأنهم يمثلون الأمة والشعب وغضوا أبصارهم وصموا آذانهم عن الشعب وعن مطالب الشعب ؟".
وأشار إلى أن الشعب كان يطالب بمحاربة المفسدين فإذا بالمفسدين يتقدمون حركة الشباب ويتصدرون مطالبهم وهم كانوا بالأمس في المؤسسات والوزارات والشعب يعلم ويعرف ماضي على أولئك فلا يزايدوا على الوطن ولا يستغفلون الأمة ، والجميع يعلم ما هي مطالبهم الحقيقية من وراء مطالب الشباب .
وتابع :" قاموا إلى الصلاة واقبلوا على الصيام فأي صلاة هذه التي لا تنهى عن الفحشاء والمنكر؟ أي صيام لا يهذب النفوس ولا يرقق الطباع ؟ أي تهجد وقيام لا يزكي النفوس ولا يقوم السلوك والجوارح من أن تقع بالأذية والمضرة في أعراض الناس ودمائهم ؟، اتقوا الله يا أبناء الحكمة والإيمان، يا من تشهدون أن لا اله إلا الله وان محمد رسول الله ، يا من أقبلتم على صلاتكم وصيامكم وطاعة ربكم يكفينا ما قد سفك من دماء، يكفينا ما قد ارتكب من عظائم ، يكفي ما قد ارتكب من جرائم وما قد افسد من مصالح ومعايش ، يكفينا هدم وتمزيق لوحدتنا ومجتمعنا ، يكفينا هدم وتمزيق لبلدنا وامتنا ، يكفينا هدم وتمزيق لإخوتنا وألفتنا ".
واستطرد :" اتقوا الله عز وجل ولا تعثوا في الأرض مفسدين، وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا وتذكروا يوم العرض على الله تعالى ، يوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ، فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيَهْ، إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ ، فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ ، فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ، وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ، وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ، يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ، مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ، هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ، خُذُوهُ فَغُلُّوهُ، ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ، ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ، إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ، وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ، فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ، وَلا طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ، لا يَأْكُلُهُ إِلاَّ الْخَاطِؤُونَ".
وقال:" ذهب عنا رمضان وأقبلت علينا أيام العيد ونفحاته التي تدعونا إلى نبذ العداوة والبغضاء وهجر القطيعة والشحناء وإصلاح ذات البين، ونشر المحبة والأخوة بين أبناء البلد الواحد، والدين والملة والعقيدة الواحدة، تدعونا نحن اليمنيين إلى التآلف والتكاتف وتدعوا الأخوة في المعارضة إن كانوا حقا صادقين فيما يدعون من خوفهم على الشعب وحرصهم على أمنه وسلامته إلى أن يحكموا داعي العقل ويحتكموا إلى كتاب الله تعالى ".
وأضاف:" إنهم دعوا إلى كتاب الله تعالى سابقا فأبوا وكفا بذلك إثما وجريرة والله لو لم يكن لهم إلا هذا لكفى أن يدعا مسلم أو مؤمن ليحتكم إلى كتاب الله، فينفر ويعرض، ما تسمون هذا وما تقولون على ذلك الذي قد رفع كتاب الله إليه وارتفعت الأصوات تناشده أن تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم فأبو واستكبروا ، لو لم يكن لهم إلا هذا لكفى فما بالكم وقد اعتدوا وفعلوا الأفاعيل وضربوا المساجد المقدسة واعتدوا على ولي الأمر والقيادات ".
وتساءل أين الذي كانوا بالأمس يطالبونه من على منابرهم وخطبهم أن نسمع ونطيع ويقولون هذا هو حكم الله ، وفعلا ذلك هو حكم الله؟ فأين هم اليوم من حكم الله؟ ماذا تبدل وماذا تغير يا قومنا أجيبوا داعي الله وتعالوا إلى كلمة سواء؟ تقولون بأنكم الأغلبية وأنكم بالملايين تخرجون في مسيرات مليونية بمحافظة كذا ومحافظة كذا ؟ فلما لا يحتكم الجميع إلى صوت العقل ؟ والاستجابة لدعوة ولي الأمر بالتقارب والتفاهم على آلية التداول السلمي للسلطة عبر الصناديق والانتخابات؟ فإن أنتم الأغلبية تسيرون إلى السلطة عبر هذه الأغلبية ؟
وتابع :" اتقوا الله ولا تقحموا الشعب في أتون صراعات لا تبقي ولا تذر ولن تدع الأخضر ولا اليابس ولا احمر ولا ازرق ، اتقوا الله وأنيبوا إلي ربكم واحتكموا إلي كتاب ربكم وانظروا إلي هذه الأمة وهذه الجموع ما يكون حالها وكيف سيكون مصيرها إذا قدر الله إن أبيتم إلا الاستمرار هناك وظليتم تهددون وتتوعدون، فإنكم تدعون إلي دولة مدنية وأنتم تفرون من المدنية ومن التداول السلمي للسلطة ، تزعمون أنكم تسعون إلى مدنية فأي مدنية أعظم من الاحتكام إلى صندوق يفرز الفائز ويظهر الأقدر والأكفاء على قيادة الأمة ".
كما تساءل الخطيب الرقيحي أليست أمم العالم والدول الحضارية تسير على هذا المنهج ؟ ألا يحتكمون إلى صناديق الاقتراع ويرضونه كمنهج ووسيلة كما احتكمت إليه اليمن في انتخابات 2006م ، زعمتم وادعيتم زورا وبهتانا انه قد حصل فيها ما حصل وانتم كنتم القائمون أو من ضمن القائمين عليها ؟ ومن المشاركين وضمن المشاركين عليها ؟ بل شهد العالم كله وكان العالم حاضرا ومراقبا فيها ؟ ومع ذلك تنازل ولي الأمر حقه قائلا " هلمًوا إلى انتخابات مبكرة ؟ الم يكون هذا هو أسمى مطالبكم يوم ذاك ؟
وقال :( لقد قدم رئيس الجمهورية التنازلات تلو التنازلات ، والصبر والحلم يظهر عليه فلا تقابلوه ذلك بالحماقة والاستكبار لا تقابلوا ذلك بالعناد والمضي في الغي والبغي ، فاتقوا الله عباد الله وأنيبوا إلي ربكم يرحمكم واقبلوا عليه سبحانه وتعالى بالحمد والشكر والإكثار من الثناء والذكر)
*المصدر: سبأ


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.