احتضنت منطقة خشامر بمديرية القطن بوادي حضرموت عصر امس الجمعة لقاءً تشاورياً دعا له الشيخ عبدالله بن سالم بن علي جابر شيخ قبيلة آل علي جابر رئيس لجنة متابعة قضية خشامر التي راح ضحيتها اثنين من الأبرياء جراء قصف جوي بطيران اميركي بلا طيران مساء الأربعاء 29 أغسطس المنصرم . وفي اللقاء الذي احتضنته مدرسة ابن خلدون والذي بدأ بآي من الذكر الحكيم وحضره كوكبة من العلماء ومشايخ قبائل وأعيان وشخصيات اجتماعية وقانونيين وإعلاميين وأساتذة جامعات من كافة شرائح المجتمع بوادي ووديان وصحراء حضرموت رحب الشيخ عبدالله بن سالم بن علي جابر بالحضور جميعاً شاكراً لهم تلبية الدعوة منوهاً إلى أن عقد هذا اللقاء لمناقشة انتهاك الطيران الأمريكي للسيادة الوطنية واستهداف أرواح الأبرياء وترويع الآمنين الأمر الذي يستدعي ضرورة حتمية لجمع شمل أبناء حضرموت وتوحيد كلمتهم في هذه المرحلة العصيبة والوقوف أمام الضربات الوحشية والإجرامية التي استهدفت الشيخ سالم بن أحمد بن علي جابر إمام وخطيب جامع المتضررين بالمكلا والجندي وليد بن عبدالله بن علي جابر ، وما خلفته من مآسي وآلام بين أوساط المواطنين .. مشيراً إلى حرص الجميع على تراص الصفوف واستشعار المسئولية واتخاذ إجراءات لوقف أعمال القتل الخارجة عن القانون في الوقت الذي نجدد رفضنا لكل أنواع العنف والتطرف وقتل الأنفس البريئة وإقلاق السكينة العامة والانفلات الأمني الواسع في حضرموت ونعلن تضامننا مع أسر الشهداء .. كما ندد الشيخ عبدالله بن سالم بن علي جابر بما حدث من إساءة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وكذلك مسلسل الاغتيالات للقيادات العسكرية والمدنية .. مؤكداً أن قضية خشامر لم تعد قضية آل علي جابر بل هي تمس الجميع وكل مكان في حضرموت مهدد بذلك . كما تحدث عدد من العلماء والأكاديميين والمشايخ والوجهاء بكلمات هدفت جميعها إلى الوقوف صفا واحداً وتوحيد الكلمة التي تطالب بالكرامة والحقوق والاحترام المتبادل أما غير ذلك سنضل يتفرج علينا كما هو الحاصل في افغانستان والصومال والعراق .. داعين الدولة القيام بواجبها وفي وقف انتهاك السيادة الوطنية وحماية شعبها والوقوف بحزم تجاه الخارجين عن القانون ومحاكمتهم وإنزال العقوبة لهم وفق الشرع والقانون .. كما دعوا إلى الوقوف أمام الانفلات الأمني في حضرموت وإعادة تشكيل الحراسات الشعبية التي وصفوها بأنها أفسدت مخططات خلط الأوراق في حضرموت .. كما تساءل البعض : ماذا يراد لحضرموت ؟ هل هي الفتنة والفوضى ووصفها بالأعمال الإرهابية وتشويه صورة حضرموت وأبنائها في الداخل والخارج في ظل ما جرى من مشاهد ووقائع غريبة ومستهجنة لم تشهد لها حضرموت مثلاً وهي التي عرفت على مدار عقود وقرون من الزمن مصدر للسماحة والوئام والتعايش وضلت تزدهي بكونها الحاضنة الأبرز لإلق وأشهر مدرسة من مدارس الإسلام السمح ( مدرسة حضرموت ) التي كان لعلمائها الأنقياء والأتقياء الصادقين الدور الأفعل في نشر نوارنية الإسلام في أصقاع مختلفة من العالم وهداية الملايين من شعوب تلك البلدان إلى نور الإسلام دون إكراه أو عنف بل بالحكمة والموعظة الحسنة والتعايش الإيجابي المثمر .. وتطرق المتحدثون بأن المجتمع لا يقر القاعدة وفكرها ومبادئها التي تتنافى مع قيم وتعاليم ومفاهيم ديننا الإسلامي الحنيف وعدم الرجوع لعلمائه في فكرهم وتوجههم .. وأعلن عدد من القانونيين عن تبني مؤسسة حق لحقوق الإنسان بوادي حضرموت لتشكيل فريق من المؤسسة والقانونيين لمتابعة القضية أمام الجهات الرسمية .. كما تحدث البعض أن أبناء حضرموت ليسوا ضعفاء كما يتصورون وسيظهرون قوتهم وجبروتهم متى شاءوا في الوقت المناسب .. وفي اللقاء الذي ساده جو من الإخوة والمشاعر الفياضة الحريصة على وحدة كلمة ومواقف أبناء حضرموت والحفاظ على النفس البشرية التي جرمت إزهاقها كل الأديان والشرائع السماوية رفعت لافتات كتب فيها ( لا لسفك الدماء .. لا لقتل الأبرياء .. لا لترويع الآمنين ) .. وخلص الاجتماع بإدانة كافة أعمال القتل أياً كان شكلها أو نوعها تحت أي مسمى أو هدف .. وتشكيل لجنة متابعة للقضية أمام الجهات الرسمية مكونة من ممثلين عن منظمات المجتمع المدني والحقوقيون إضافة إلى لجنة متابعة قضية خشامر وأولياء الدم .. صياغة بيان ختامي هذا نصه بسم الله الرحمن الرحيم بيان صادر عن لقاء خشامر التشاوري لأبناء حضرموت حول الضربات الأمريكية وانتهاكاتها للسيادة الوطنية والسكينة العامة والمنعقد يوم الجمعة بتاريخ 27/ شوال /1433ه الموافق 14 / 9 /2012م بمنطقة خشامر وادي حضرموت الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: استجابة للدعوة الموجهة من الشيخ عبدالله سالم بن علي جابر شيخ قبيلة آل علي جابر إلى العلماء والمشايخ والشخصيات الاجتماعية وممثلي الكتل السياسية والتنظيمات الحقوقية والإعلامية بوادي حضرموت فقد انعقد اللقاء التشاوري في منطقة خشامر- مديرية القطن تحت شعار: (لا لسفك دماء الأبرياء .. لا لترويع الآمنين .. لا للضربات الأمريكية وانتهاكاتها للسيادة الوطنية والسكينة العامة). واستعرض الحاضرون الملفات الآتية:- القصف الأمريكي وترويع الآمنين بمناطق حضرموت. الانفلات الأمني وعجز الحكومة ممثلة بالسلطة المحلية والأمنية في القيام بحماية مواطنيها. حالة التفكك والانقسام داخل البيت الحضرمي والتي لعبت دوراً في تردي الأوضاع العامة بالمحافظة . وخرج اللقاء بالمخرجات التالية:- ندد اللقاء بشدة استباحة الطائرات الأمريكية بدون طيار أجواء حضرموت وإرهاب الآمنين وإقلاق الأمن والسكينة العامة, وقتل المواطنين بطريقة همجية وبدون مبرر. دعى اللقاء الحكومة إلى ضرورة تحملها كافة مسؤولياتها تجاه الحالة الأمنية المزرية التي آلت إليها البلاد، وحماية مواطنيها من أي عدوان خارجي، وتفعيل دور المؤسسة الأمنية للقيام بواجباتها على أكمل وجه. حصر وتوثيق الآثار النفسية والمادية التي خلفتها الضربات الأمريكية ولا زالت من خلال التحليق المستمر في سماء حضرموت. تشكيل فريق من القانونيين والحقوقيين لرفع دعاوى قضائية ضد الحكومة اليمنية والحكومة الأمريكية ومتابعتها في المحاكم اليمنية والدولية. أكد الحاضرون - تماشياً مع النهج السلمي لأبناء حضرموت وسلوكهم الحضاري في متابعة قضاياهم - على أهمية الإعداد والتحضير لوقفة احتجاجية حاشدة لجميع أبناء الوادي مشددين على ضرورة استجابة الحكومة لكافة مطالبهم. تشكيل وفد من أبناء حضرموت لمقابلة رئيس الجمهورية وطرح هذه القضايا والمطالبة بسرعة البت فيها. أكد الحاضرون رفضهم وإدانتهم لكل أشكال العنف والتطرف ونبذهم لكل وسائل الإرهاب والقتل خارج نطاق الشرع والقانون.
والله الموفق ،، صادر عن اللقاء التشاوري لأبناء حضرموت المنعقد في خشامر بتاريخ 14 / 9 / 2012م