هدد الأمين العام لحزب الله الشيعي حسن نصر الله يوم الأحد بقصف تل أبيب وغيرها من المدن الإسرائيلية بآلاف الصواريخ في معركة ستمتد من الحدود اللبنانية إلى الحدود الأردنية إذا هاجمت إسرائيل لبنان. وأكد نصر الله في مراسم إحياء ذكرى مقتل الإمام الحسين بن علي ان رد حزب الله على أي هجوم سيكون أضخم من الهجمات الصاروخية التي انطلقت من غزة خلال ثمانية أيام من الصراع بين إسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) في القطاع الساحلي المحاصر. وقال نصر الله في كلمة ألقاها عبر شاشة عملاقة أمام عشرات الآلاف من انصاره من الشيعة في ختام تظاهرة في الضاحية الجنوبية لبيروت "إذا كانت إسرائيل إهتزت وارتبكت أمام عدد من صواريخ فجر 5 لا تتجاوز أصابع اليد خلال ثمانية أيام كيف ستتحمل آلاف الصواريخ التي ستنزل على تل أبيب وغيرها إذا اعتدت على لبنان." وأطلق حزب الله الذي خاض حربا إستمرت 34 يوما مع إسرائيل في حرب عام 2006 طائرة دون طيار الشهر الماضي حلقت في سماء إسرائيل في تصعيد للتوتر في المنطقة بعد ان هددت إسرائيل بقصف مواقع إيران النووية الداعم الرئيسي لحزب الله. وأضاف "إذا كانت المواجهة مع قطاع غزة وبسبب حصار قطاع غزة كانت المعركة شعاعها من 40 كيلومترا إلى 70 او 80 كيلومترا أما المعركة معنا شعاعها على طول فلسطينالمحتلة من الحدود اللبنانية إلى الحدود الأردنية إلى البحر الاحمر...وليسمع الاسرائيلي جيدا. من كريات شمونة إلى إيلات." وحمل المتظاهرون أعلاما لبنانيةوفلسطينية بالإضافة إلى أعلام حزب الله ورايات سوداء كتب عليها "لبيك يا حسين" وأخرى كتب عليها "لبيك يا رسول الله". كما حملوا لافتات كتب على بعضها "فجر 5 ...فجر غزة" و "لبيك يا غزة" و"غزة رمز العزة". وردد المشاركون عبارة الامام الحسين الشهيرة "هيهات منا الذلة" كما رددوا "الموت لامريكا" و"الموت لاسرائيل" وسط إجراءات أمنية مشددة. وكان الجيش اللبناني قد قال في بيان السبت إنه أعتقل خمسة سوريين عثر على متفجرات في حوزتهم قبل يوم من إحياء مراسم عاشوراء في مدينة النبطية بجنوب لبنان. وينظم الشيعة في أنحاء لبنان مسيرات ومواكب في يوم عاشوراء والنبطية واحدة من الأماكن القليلة التي يمارس فيها الشيعة طقس جلد أنفسهم حتى تسيل منهم الدماء إحياء لذكرى مقتل الإمام الحسين. ووسعت الحرب في سوريا المجاورة شقة الخلاف في لبنان الذي لا يزال منقسما سياسيا على أسس طائفية عمقتها حربه الأهلية التي استمرت 15 عاما. ويحارب مقاتلون معارضون ينتمون للأغلبية السنية في سوريا العلويين وهم طائفة ينتمي اليها الرئيس بشار الاسد. وانحازت جماعة حزب الله اللبنانية الشيعية للأسد ويتنامي الغضب بينها وبين السنة وجماعات أخرى متعاطفة مع المعارضة السورية. وكان نصر الله قال في خطاب ليل السبت "ما قيل أمس ...إنه تم إعتقال خمسة سوريين في النبطية وانهم كانوا يحضرون عبوة لتفجيرها في أحد أو بإحدى المسيرات العاشورائية في المدينة هذا غير صحيح." وأوضح "نعم أعتقل أشخاص لكن كان عندهم سلاح أو جامعين سلاح أو ما شاكل. وفي لبنان تعرفون انه يوجد الكثير من الناس السوريين يقومون بشراء السلاح وإدخاله إلى سوريا." وختم حديثه بقوله "نحن لا يخيفنا لا طقس ولا مطر ولا شتاء ولا تفجير ولا أي تهديد أمني يمكن ان يحول بيننا وبين أبي عبد الله الحسين." ومنذ الصباح الباكر حمل الكثير من الشيعة ممن يرتدون الملابس السوداء اطفالهم وساروا في مسيرات في معظم المناطق اللبنانية وهم يرددون عبارة "لبيك يا حسين". وقالت زهراء شكر التي ترتدي عباءة سوداء تغطي الرأس حتى اخمص القدمين "نحن لا نخاف التهديدات ولا كل ما يقال عن تفجيرات محتملة. نحن هنا مع المقاومة. نحن هنا لنقول لأمريكا وإسرائيل اننا نسير على درب الامام الحسين لن نركع ولن نتنازل عن حقوقنا مهما كانت المخاطر." وقالت صديقتها ميرا فضل الله "حاولوا ان يجعلونا ان نخاف بالامس عندما أعلنوا عن تفجيرات في النبطية ولكن سيد المقاومة السيد حسن نصر الله طمأننا. ولكن بغض النظر عن صحة هذه الشائعة فنحن كنا سنشارك مع اخوتنا واهلنا مهما كانت النتائج وحتى لو قطعنا إربا كما قال الامام الحسين." وقال السائق حسين زعيتر "نحن مستعدون أن نموت في هذا اليوم العظيم ...هذه ليست مشاركة دينية فقط وإنما رسالة سياسية إلى كل العالم لنقول لهم نحن أمة لا يمكن أن نسكت عن الظلم." وهنأ نصر الله الفلسطينيين بالنصر على اسرائيل في الحرب الاخيرة قائلا "لقد انتهى الزمن الذي يهول علينا بإسرائيل. هذه إسرائيل المخيفة والمرعبة إنتهت... ولكن هناك من مازال يعيش على كوابيس الخوف التي إعتاد أن يعيشها طوال عشرات السنين."
(إعداد ليلى بسام للنشرة العربية - تحرير محمد هميمي)