تتأهب الغناء تريم ومنطقة ‘ قاهر ” ومحافظة حضرموت قاطبة لمواراة جثمانك الطاهر الثرى بعد ان قدم اليوم من مدينة / برلين الالمانية الإتحادية على متن طائرة خاصة الى مطار سيئون . وبين ألخبر الفاجعة االذي اعلن يوم الاحد الماضي من برلين الالمانية ” الشيخ / حسين بن صالح كردوس التميمي / في ذمة الله وبين لحظات الوصول صمت وحزن أليم وقلوب مكلومة مصدومة انتظرت بلهفة يوم وصول الجثمان الى حضرموت لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليك وتشييع انعشك على الأعناق الى مثواك الأخير عصر غد الاربعاء في مسقط رأسك وكنان أجدادك وأسرتك وقبيلتك / قاهر / في موكب جنائزي يتوقع ان يكون مهيب تعبر من خلاله حضرموت عن المكانة الكبيرة التي احتليتها في قلوب ووجدان ابناءها .. رحلت عن دنيانا وأي رحيل رحلت ؟ رحلت مغتربا بعيد عن الأهل والديار . لتكون الغربة موطن حياتك ومماتك …… وماتدري نفس ماذا تكسب غدا وماتدري نفس بأي أرض تموت ” صدق الله العظيم .. صنعت مجداً ووضعت أسساً للنجاح وربطت ذلك بالعمل الخيري والإنساني وبوطنك الأم وأهلك وذويك فكنت نعم الحضرمي البار الوفي لحضرموت وأهلها .. اخترت الانسان هدفا ساميا لتجارتك فكان رغيف العيش عنوانها الابرز .. وجعلت من اطهر بقاع الأرض ” مكةالمكرمة مكانا بدأت منه انطلاقتك ونجاحك ونسجت مع هذه الارض الطيبة قصة حب وعشق لتكون موطنك الثاني واحتظنتك وبادلتها الحب صدقا وطهرا .. ولم يدر بخلدك يوما إن رفاق رحلة المعاناة والنجاح الذين شاركتهم البدايات وامنتهم على مالك بل واعتبرته مالهم سيطعنوك غذرا وفي ظهرك الذي كان سندا لهم لاعليهم . لكنهم غشوك وماربحت تجارة ارادوها ان تقوم على الكذب وخيانة الامانة وعظ اليد التي امتدت لهم بالخير .. ابا صالح رحمك الله وأجزاك خير الجزاء يانصير الضعفاء وحبيب المساكين انت لم تمت فأنت عايش في قلوب وأفئدة من عرفوك وعملوا وتعاملوا معك وإقتربوا من تفكيرك وبادلوك العطاء ودا ووفاء' وانسانية وصدقا .. نعم أدمى رحيلك قلوبا كنت لها طبيبا وحبيبا ومعيلا . فكيف لايبكون على رحيلك .. ابا صالح سيرة حياة وقصة كفاح ونجاح يجب ان تتعلمها الاجيال وتتعرف على تفاصيلها ومعرفة اسرارها وسبر اغوارها و على خطواتها وافراحها واحزانها والامها وأسرار ها . ومعرفة الوصفة السحرية لطريق النحاح الذي رسمته لنفسك وأوصلك الى هذه المكانة الرفيعة .. غدا ستكون حضرموتومسقط رأسك ‘ قاهر ” على موعد مع الوفاء والبكاء والوداع الاخير وهي تودعك الى الدار الآخرة . غذا سيكون إبنك صالح على موعد مع الفراق الكبير لك ابا ومعلما ورفيقا وسندا .. غذا ستحتظنك الارض التي انجبتك وهي فخورة بك وبماصنعت من مجد واخلاق حسنة وتضمك اليها .. سلاما اباصالح ووداعا ووفاء ايها النبيل تغمدك الله بواسع رحمته ومغفرته واسكنك فسيح جناته وألهم أهلك وذويك الصبر والسلوان . إنا لله وإنا اليه راجعون ….