كشفت اليوم صحيفة التلغراف البريطانية عن أن اقتراح البنتاغون بمنح اليمن صفقة مساعدات عسكرية تقدر قيمتها ب 1.2 مليار دولار ( 778 مليون إسترليني ) من أجل مساعدتها في المعركة التي تخوضها ضد القاعدة، قد دفعت ببعض الجهات الحكومية الأميركية لتحذر من أن الموارد الإضافية ستستخدم في حروب البلاد الأهلية. وقد تردد، بحسب ما ذكرت الصحيفة البريطانية، أن وزارة الخارجية الأميركية أثارت المخاوف من أن الرئيس علي عبد الله صالح الذي يواجه حركات التمرد في شمال وجنوب البلاد، قد يقوم بتوجيه الأسلحة الإضافية، والقوارب الدورية الساحلية، والطائرات، لتُستَخدم في أغراض مغايرة لأغراضها الأساسية. ولفتت الصحيفة في السياق ذاته إلى أن التهديدات الإرهابية القادمة من اليمن قد تصاعدت خلال الثمانية عشر شهرا ً الماضية، في ظل وجود تلك التقديرات التي تشير إلى أن هناك ما يقرب من 300 عضو يتبع القاعدة أو خلايا تابعة لها تقوم بمزاولة نشاطها هناك. وقد زادت الأوضاع هناك خطورة بعد فشل محاولة الشاب النيجيري عمر فاروق عبد المطلب في تفجير طائرة ركاب كانت في طريقها إلى ديترويت بالولاياتالمتحدة يوم الخامس والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر الماضي. وقيل حينها إن هذا الشاب الذي اتهم في الواقعة قد تدرب على يد فرع تنظيم القاعدة في اليمن وتلقى التعليمات النهائية من الشيخ أنور العولقي، الحاصل على الجنسية الأميركية ويقيم في اليمن. وصرّح مؤخراً دانييل بنيامين، منسق شؤون مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية، بأن الولاياتالمتحدة بدأت تركز بشكل غير مسبوق على اليمن، لكنه شدد على ضرورة أن يجمع هذا النهج بين المساعدات السكرية والمساعدات المدنية. وفي التصريحات التي أدلى بها ضمن هذا السياق في واشنطن، أضاف بنيامين قائلا ً :" ربما تقوم العمليات الأمنية مع مرور الوقت بإضعاف قيادة العدو وكذلك حرمانها من الوقت والمساحة التي تحتاج إليها لتنظيم الصفوف، والتخطيط، والتدريب من أجل القيام بالعمليات". وتابع بقوله:" وفي نفس الوقت، لابد أن يشتمل التصدي للتطرف العنيف في اليمن على المدى البعيد على تطوير وبناء مؤسسات ذات مصداقية قادرة على تحقيق تقدم حقيقي على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي". وأشارت الصحيفة كذلك إلى أن الجيش الأميركي يقوم بالفعل بتدريب القوات الأمنية في اليمن، حيث يسعى إلى معالجة أوجع القصور التي يعانيها الجيش اليمني في قطاعي الطيران والاستخبارات وكذلك العمليات التكتيكية. وقد تمت الاستعانة بالطائرات الآلية الأميركية في شن العديد من الهجمات على أهداف يشتبه في كونها تابعة لتنظيم القاعدة. وفي غضون ذلك، تساءل عدد من الخبراء في المنطقة عن الحكمة وراء الإفراط في تسليح جيش أكثر البلدان فقرا ً في منطقة الشرق الأوسط. ونقلت الصحيفة في هذا الشأن عن كريستوفر بوسيك، الخبير المختص في الشأن اليمني بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، قوله :" إذا اكتفينا بالتركيز على جعل الأمور العسكرية والأمنية بالنسبة لهم أكثر فتكا ً، فإن ذلك لن يساعد على تحسين أوضاع البلاد الأمنية، وإنما سيعمل فقط على رواج النشاط الخاص بتجنيد العناصر المسلحة وإثارة الشكاوى".