كشفت مصادر فلسطينية أن نشطاء كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس يقومون بنقل الجندي الإسرائيلي الواقع في قبضتهم غلعاد شليط من مخبئه مرتين أسبوعياً، خشية من قيام إسرائيل ب'عملية نوعية' لتحريره، فيما هدد أحد مسؤولي القسام إسرائيل ب'خطف المزيد من الجنود'. وقالت مصادر رفيعة المستوى ومقربة من القسام وفق ما نشرته أمس 'وكالة قدس نت' أن نشطاء حماس المسلحين يقومون ب'سلسلة تنقلات' وصفتها المصادر ب'السرية جداً' وبشكل أسبوعي ودائم للجندي شليط من مكان مخبئه في قطاع غزة وبحسب المصدر فقد ذكر ان شليط ينقل من مخبئه مرتين أسبوعياً، لأن آسريه 'يتخوفون من عملية إسرائيلية سرية ونوعية لتحريره من الأسر بمشاركة عملاء فلسطينيين من قطاع غزة، أو حتى قتله'. ولفتت المصادر الى أن هذه التنقلات السرية تأتي بعد سلسلة من التهديدات الإسرائيلية بتحريره ب'القوة المفرطة'، مشيرة الى أن كتائب القسام تمتلك 'حنكة قوية وواسعة، في التعامل مع الجندي الأسير'. وكشفت المصادر أن آسري الجندي شليط تلقوا رسائل من قيادات الحركة تحثهم على 'ضرورة الحفاظ على حياته، وعدم تعريضه لأي خطر'. وأفصحت المصادر أيضاً عن تمكن كتائب القسام من إفشال 'عمليات تعقب' قالت أنها كانت تتم في قطاع غزة عن طريق العملاء، لقادة القسام 'المشتبه' بأن لهم علاقة بمكان اختباء شليط، وشددت المصادر على أن كتائب القسام حريصة على 'إقفال أي ثغرات أمنية تساعد على تحرير أو قتل شليط خلال أسره'. كما نفت حركة المقاومة الاسلامية الاربعاء ان تكون هناك أي ضغوط روسية للافراج عن شليط وقالت انه لن يفرج عنه بدون صفقة 'مشرفة' لتبادل السجناء. وطلب الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف يوم الثلاثاء من خالد مشعل زعيم حماس في المنفى حل قضية شليط بسرعة. وقال عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحماس لرويترز 'نحن لا نريد ان نحتفظ بشليط وهذا كلام قاله الاخ خالد مشعل للرئيس الروسي ولكن لا يمكن ان يتم الانتهاء من هذه القضية الا بصفقة مشرفة لشعبنا الفلسطيني'. يذكر أن نشطاء من ثلاثة تنظيمات مسلحة بينهم كتائب القسام استطاعوا أسر الجندي الإسرائيلي شليط في نهاية شهر حزيران (يونيو) من العام 2006، خلال هجوم على ثكنة عسكرية على تخوم القطاع الجنوبية. وخاضت الحركة مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل رعتها في البداية مصر، ثم دخل على خط الوساطة مسؤولون ألمان، لكن الجهود لم تتكلل بالنجاح بسبب رفض إسرائيل مطالب حركة حماس. وتطلب حماس إطلاق سراح 450 أسيرا من ذوي المحكوميات العالية، إضافة إلى الأسرى المرضى والنساء والأطفال. وكانت آخر جولة للمفاوضات أجريت بين الطرفين تمت نهاية العام الماضي، وقالت كتائب القسام التي قدمت مؤخراً شريط فيديو يظهر فيه الجندي شليط يتكلم لحكومته أن هذا الجندي قد يلقى مصير الطيار رون أراد، الذي فقد في لبنان في 1982 إذا لم يستجب قادة تل أبيب لشروطها. إلى ذلك، هدد مسؤول في كتائب القسام ب'خطف المزيد من الجنود الصهاينة'، واصفا خطف الجندي شليط بأنه 'قطرة من سيل جارف'. وقال هذا المسؤول الذي كان يضع لثاماً على وجهه خلال كلمة ألقاها في احتفال أقيم بمناسبة إفراج إسرائيل عن أحد نشطاء القسام الأوائل ويدعى ضياء الدين الشرفا بعد اعتقال دام 17 عاماً أن حماس 'لن تنسى الأسرى الفلسطينيين خلف القضبان'، مشدداً على أن قضية الأسرى 'ستبقى على سلم أولوياتها حتى تحريرهم جميعا'. وقال 'إن كتائب القسام تحتفل اليوم بانتصارها الذي يندرج ضمن سلسة الانتصارات القادمة التي تتألق يوما بعد يوم'، لافتا إلي أن إرادة الشعب الفلسطيني 'ثابتة وراسخة لا تعرف الانهزام'، وأضاف القيادي في القسام 'لن تغمض لها عين أو يهدأ لها بال حتى تحرير كل الأسرى من السجون الصهيونية'. وخلال الاحتفال قال النائب عن حماس مشير المصري ان الجندي شليط 'لن يرى النور إلا بعد أن يراه الأسرى البواسل القابعون خلف القضبان'، مؤكدا أن استراتيجية خطف الجنود 'ستبقى ثابتة عند حماس حتى تحرير آخر أسير فلسطيني من داخل السجون'.