ما للقوافي ومالي حين ألقيها ينهل كالعارض الزخار حاديها وتنثني كابنة العشرين في غنجٍ كالبان والبلبل الشادي يغنيها تسري مكحلة العينين باسمةً ألفاظها من معانيها معانيها ألحانها خافقي قد صاغها بدمي من ضرع ذي الحسن تسقيه ويسقيها الموطن الخالد الباقي إلى أبد الآباد فهو موليها وواليها أعذب به ( يمن ) تنساب أحرفه كالشهد كالسكر المنصب في فيها يامن حضرتم أعيروني مسامعكم لبرهتين نعش شذواً وترفيها أما رأيتم ربى ( صنعاء ) باسقةً فلا الثريا ولا الجوزا تجاريها تكسو نظارتها أبصارنا ألقاً ينداح من برقه البراق داجيها وبالمضيق أرى ثغراً يغازلني أجمل بها ( عدن ) سبحان باريها الحب يسكنها والبحر يحضنها والشمس بالذهب الزاهي تحليها و ( حضرموت ) فيا لهفي ويا ولهي هل لي بساحلها أم لي بواديها ؟ بيوتها حكمةٌ تعلو منابرها على السيوف مضاءً حين نمضيها هنا الوقار هنا الانسان مكتملاً لا تعذلوني فهذا بعض مافيها هنا علومٌ هنا شرعٌ وفلسفةٌ هنا اللغات هنا الدنيا ومافيها أما ( تعز ) فلا الألفاظ تسعفني حتى ببعض أياديها أوفيها و ( ضالع ) من بهاها غار كل بها و( لحج ) تهتف و ( البيضا ) تلبيها وفي ( الحديدة ) ذات الحسن سمرتها تكسو جبينك يا معشوقتي تيها وجنةٌ من جنان الخلد قد وضعت بأرضنا فالندى يكسو نواحيها ( إبٌ ) وان شئت يامعشوقتي كرماً قفي على ( أبين ) الأبطال حييها و ( ريمة ) الريم و ( المحويت ) تتبعها ( عمران ) هل لي بفرعٍ من مجانيها و ( مأرب ) و ( ذمار ) كلها كرمٌ و( شبوة ) العز قد بانت أواسيها و ( حجة ) يالها و ( الجوف ) ياعجبي و ( مهرة ) لاترى إلا مغانيها و ( صعدة ) من أساها نكتوي أسفاً لكنها رغم مافيها السلا فيها هذه بلادي فلا تمسك بخاصرتي فلست إلا محباً من محبيها فتىً تحرقه الاشواق تنحته ولوعةُ فيه يبديها ويخفيها خذها كما هي لا الدنيا تغيرها و إن أراد لها الأعداء تشويها فلن يعيب سيوف الهند نابيها ولا الجياد جياد العرب كابيها أين الذين أدعوا إفكاً وماعلموا بأننا بالصدور العري نفديها لا نرهب الموت بل نهديه أنفسنا لم تفن نفسٌ لأجل الحق نفنيها قل للحقود ونبه كل ذي طمعٍ وأصدق القول ماقد جاء تنبيها لا تقربن الحمى فالموت حائطه وأكبت هواك فلا تقرب مراعيها ما أوغر الغر نار الحقد مسعرة إلا وأصبح مصليها وصاليها * الأمين العام لجمعية العلاقات العامة اليمنية