هتف متظاهرون برحيل الرئيس المصري حسني مبارك أثناء أول زيارة يقوم بها وزير الدفاع المشير محمد حسين طنطاوي لميدان التحرير بؤرة الاحتجاجات التي دخلت يومها الحادي عشر. وردد المتظاهرون هتافات تؤكد إصرارهم على عدم ترك الميدان إلى أن تلبى مطالبهم كاملة بينما تحدث طنطاوي مع جنوده عند المدخل الشمالي للميدان قرب المتحف المصري. وطوق الجيش الميدان بالدبابات والمدرعات ونصب حواجز بالأسلاك الشائكة. وعند أحد مداخل الميدان سمح للمتظاهرين بالمرور من معبر ضيق مما أحدث تكدسا مع تدفق الحشود للانضمام للجمع. وردد المحتجون عبارة "الشعب والجيش ايد واحدة" بعدما أعلن متظاهر عبر مكبر للصوت أن طنطاوي موجود في الميدان. وأطلق المتظاهرون على اليوم "جمعة الرحيل". وأمضى عدد كبير من الحشد ليلته ساهرا في ميدان التحرير بينما نصب آخرون خياما أو ناموا على الارض رغم دعوات الجيش وعمر سليمان نائب الرئيس لفض الاعتصام والعودة إلى المنازل قائلين ان مطالبهم استجيب لها. وبدأ الجيش صباح الجمعة في إزالة الحواجز التي وضعها المحتجون بعدما شن موالون للرئيس هجوما داميا على المتظاهرين قبل يومين مما أسفر عن مقتل عشرة على الاقل وإصابة أكثر من 800 آخرين. ودعا منظمو الاحتجاج المصريين للمجيء من كل صوب إلى ميدان التحرير ومبنى الاذاعة والتلفزيون ومبنى البرلمان. وأخذ عدد من المحتجين يفتشون الحقائب ويفحصون البطاقات الشخصية حتى لا يدخل موالون لمبارك المظاهرة وبدت الاجواء هادئة. وقال عبد الحليم محمد علي وهو متظاهر يبلغ من العمر 62 عاما ويعمل مدرسا ومن الموالين للاخوان المسلمين "نريد الحرية.. كل الحرية ونرحب بأي شخص يقود حكومة انتقالية." وقال شاهد إن موالين لمبارك منعوا سيارات على الطريق السريع بين القاهرة والاسكندرية من دخول العاصمة لمنع محتجين آخرين من المشاركة في المظاهرات. وقال شهود في ميدان التحرير إنه بعد الفجر بقليل تراجعت ست عربات للجيش المصري وبدأ الجنود في تفكيك حاجز عند الطرف الشمالي للميدان مما أثار مخاوف من تكرار هجوم يوم الاربعاء الذي شنه موالون لمبارك ألقوا قنابل حارقة وأوسعوا المحتجين ضربا بالعصي والآلات الصلبة والحجارة. وقال عمر المهدي البالغ من العمر 28 عاما وكان ممن ذهبوا للحديث مع ضباط من الجيش "جرى المحتجون للتحدث مع الجيش لكن ضابطا قال.. نحن نقف إلى جانبكم لكن لدينا أوامر عليا بإزالة كل الحواجز." وقال المهدي "هذا سيفتح الطريق أمام البلطجية دون اي عائق." وقال متظاهرون إن أسلاكا شائكة وضعت عند كل مداخل الميدان وعددها 12 مدخلا. وذكر شعبان مينداوي (24 عاما) الذي دخل الميدان من شارع جانبي أن الجيش يعمل مع الشرطة على منع المواطنين من دخول ميدان التحرير منذ مساء أمس. وقال "الجيش يصادر الغذاء والامدادات الطبية التي يحاول الناس إدخالها. الضباط يقولون للمتظاهرين إن بلطجية قد يهاجمونهم ويأخذون أموالهم."