ستفزت سلوكيات الرئيس الليبي معمر القذافي الصحف الأجنبية التي خرجت بمقالات لاذعة تهاجم ما يرتكبه في حق شعبه من جرائم والاستمرار في تمسكه بالسلطة رغم إعلان الشعب الليبي رفضه الاستمرار تحت حكمه. صحيفة نيويورك تايمز قالت في افتتاحيتها لهذا اليوم إن لقاء العقيد معمر القذافي مع شبكة أيه بي سي الأخبارية أكد أنه شخص يعيش في عالم الخيال, حيث أكد في لقائه أن الشعب الليبي يحبه, وألقى باللوم على الانتفاضة الليبية الباسلة واصفاً إياها ب "الإرهابيين" ورفض تحمل كافة المسؤوليات عن الجرائم التي ارتكبها تجاه المتظاهرين.
وقالت الصحيفة أن هناك جبل لقائمة الجرائم التي ارتكبت في حق المتظاهرين, وقد قال قادة المتمردين أن الطائرات الحربية التابعة للجوية الليبية قذفت الاثنين الماضي المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في الجزء الشرقي من البلاد. فيما شنت القوات الخاصة الليبية هجمات برية على مدينتين قرب العاصمة الانفصالية.
وبعد مماطلته, تضغط الولاياتالمتحدةالأمريكية حالياً بالتعاون مع الاتحاد الأوربي والأممالمتحدة على العقيد القذافي لمغادرة البلاد مع رفاقة, هذا وقد أمر مجلس الأمن كافة الدول بضرورة حظر سفر القذافي إلى تلك الدول بالإضافة إلى تجميد أصوله هو وأعوانه, ووقف بيع الأسلحة إلى ليبيا, كما دعى مجلس الأمن المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في جرائم الحرب المحتملة في ليبيا.
وقامت واشنطن على الفور بتجميد الأصول الليبية البالغة 30 مليار دولار, كما علقت إيطاليا معاهدة عدم الاعتداء على ليبيا وقامت فرنسا بإرسال المساعدات الطبية إلى الحدود الليبية لمساعدة الجرحى.
وقالت الصحيفة إن وزارة الدفاع الأمريكية تستطيع أن تفعل الكثير واقترحت أن يقوم البنتاجون بحظر الاتصالات العسكرية الليبية إذا استمر ما وصفته الصحيفة بتعنت القذافي, وقالت إن حلفاء الولاياتالمتحدة ومنظمة حلف شمال الأطلسي ستفرض الحظر الجوي على الطائرات الليبية الحربية والهليكوبتر.
احتياطي كبير ذكر الكاتب هاورد شنيدر على صحيفة واشنطن بوست, أنه على الرغم من دورها الذي انتقص بشكل كبير في الآونة الأخيرة في صادرات النفط بالإضافة إلى العقوبات المفروضة عليها دولياً إلا أن العقيد معمر القذافي يمكنه الاعتماد على 110 مليار دولار من حيازات الاحتياطى الأجنبي لتمويل عملياته لمدة شهور وربما في المستقبل, ووفقاً لما ذكره صندوق النقد الدولى فإن البنك المركزي الليبي سيحتفظ بكافة التغطيات والواردات لحوالي ثلاثة أعوام قادمة, على الرغم من الغموض الذي يخيم على كم من الاحتياطيات في حيازة البنك المركزي الليبي والتي قد تكون بعيدة عن العقوبات الدولية, وأضاف الكاتب أن عائلة القذافي لا زالت تحتفظ بمجموعة كبيرة من المقتنيات العالمية التي تقدر بالملايين, كما أنها تمتلك شركة انتاج كبيرة في هوليوود, كما أنها لديها نسبة في أحد فريق كرة القدم الرياضية بإيطاليا بالاضافة إلى ودائع بنكية وعقارات بلندن ومليارات الدولارات في الخارج, والتي تخضع حالياً لعملية تجميد فرضتها الأممالمتحدةوالولاياتالمتحدةالأمريكية بالإضافة إلى بريطانيا.
ملايين القذافي انتقد الكاتب جيفري ليفي صفوة الجامعات البريطانية من عمداء وأساتذة حيال تأييدهم للعقيد القذافي بسبب كثرة أمواله التب كانت تتهاوى على إدارة الجامعات البريطانية التي كانت يتعلم بها أولاده على شكل تبرعات, وبدأ الكاتب حديثة من خلال البروفيسور فريد هاليداي - أستاذا العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد في لندن - الذي قال عن سيف الإسلام القذافي أنه كان يشرب الكحوليات بشكل كبير, وقال الكاتب إن البروفيسور هاليداي حذر زملائه في كلية الاقتصاد بلندن, وقال الكاتب أن الأستاذ فريد يتحدث عشرة لغات من بين تلك اللغات أحد لغات الشرق الأوسط وقال أن الجامعة التي استمر في تدريسه بها لفترة استمرت إلى 15 عاماً, كانت تتعامل مع الشيطان, وقد خاطرت بسمعتها الطيبة من خلال تعاملها مع سيف الإسلام القذافي وقال أنه حتى لا يرغب بوجود نجل العقيد القذافي كطالب بالجامعة. كانوا يستمعون إلية ليس فقط لأنه كان يشرب الكحوليات, ولكن لأنهم كانوا يتلهفون إلى الأموال الليبية التى يدفعها كتبرعات بلغت أحياناً 1.5 مليون جنية استرلينى قدمها سيف الإسلام البالغ من العمر 38 عاماً عندما حصل على الدكتوراة من الجامعة.
وانتقل الكاتب الي رأي السيدة " بارونيس سيمونز" نائب رئيس مؤسسة الشرق الأوسط، ورئيسة المجلس الاستشاري لبرنامج التعليم والقيادة الخاص بمنطقة الشرق الأوسط "والتي يعمل زوجها فيليب بسيت" والتي عادت مؤخرا من المجلس الليبي الوطني للتنمية الاقتصادية وبعد عودتها بأربع وعشرين ساعة أعربت سيمونز عن ثقتها في الزعيم الليبي كما قامت بالثناء عليه, وقال الكاتب إن سبب ثقة علماء وأساتذة الجامعات البريطانية هو التبرعات الكبيرة التي كان يقدمها القذافي لهم, هذا هو السبب الرئيسي في تأييدهم له وليس لشخصة.
تماثيل مبارك
الرئيس المصرى السابق محمد حسنى مبارك كتب محمد الدهشان في صحيفة نيويورك تايمز: "لم يكن الرئيس المصري السابق من النوع الذي يحب أن تبنى له التماثيل, وإلا لشهدت مصر أياماً مثل أيام بغداد والتي تتمثل في إسقاط الجماهير لتماثيل مبارك بعد تنازله عن الحكم في 11 فبراير, (تعالى معي لنفكر سوياً في تلك المسألة فليته كان لديه الكثير من التماثيل حتى يتم هدمها) ولكن بعد ثلاثة عقود من حكم مصر, ومن خلال اسمه المميز – حيث تعني كلمة مبارك "الشخص المبارك"- فإن ذلك جعل مبارك يطلق اسمه على بعض الأبنية, والطرق, ولذلك فإن إعادة تسمية المشاريع من بعد إسقاطه أمر مثير للإعجاب, فالمجتمع المصري يسعى حالياً لإصلاح ما تبقى من نظامه بعد ثلاثين عاماً من الفساد الأمر الذي يجعلها مهمة مختلفة بشكل كبير نزيل من خلالها كافة بقايا جنون العظمة التي أحلت بمبارك منذ توليه حكم مصر.
فعلى سبيل المثال, هناك أحد محطات المترو الشهيرة أسفل ميدان رمسيس والتي تعد مركزاً لنقل الركاب من وإلى محطة قطار العاصمة والتي أطلق عليها محطة مبارك, كما أن هناك محور مبارك, وكوبري مبارك, وهناك مال لا يقل عن شارع واحد يحمل اسم الرئيس السابق مبارك فى كل مدينة بمصر, وهناك مدينة تعليمية تحمل اسم مدينة مبارك التعليمية في مدينة 6 أكتوبر, ومدينة مبارك للعلوم والتكنولوجيا في برج العرب المطلة على البحر المتوسط, وهناك أيضاً إستاد رياضي يحمل اسم مبارك, ووفقاً لوزارة التربية والتعليم فإن هناك 388 مدرسة تحمل اسم مبارك, بالإضافة إلى 160 مدرسة أخرى تحمل اسم قرينته سوزان, ومدرسة أخرى كان من المفترض أن تحمل اسم ابنه جمال.
هناك صورة لمبارك داخل كل مبنى حكومي, وتقريباًً داخل كل فصل دراسي سواءً كانت المدرسة حكومية أم مدرسة خاصة, ولكن بعد أن تخلى مبارك عن حكم مصر بدأ المواطنين في القيام بمغامرة لم نراها من قبل وهى إزالة الملصقات واللافتات الخاصة بمبارك, حتى أن محافظة المنيا بدأت تغير اسم أحد ميادينها الشهيرة من ميدان سوزان مبارك إلي اسم "ميدان الشهداء" وذلك بناءً على رغبات شعبية للمواطنين. إلا أن أفضل وأكثر عمليات تنظيف قام بها المواطنين لإخلاء أسماء وصور مبارك من الميادين كانت ما قاموا به في محطة مبارك سابقاً والتي أطلقوا عليها اسم محطة "شهداء ثورة 25 يناير" وبالنظر إلى الوضع الحالي للبلاد فإن عملية إزالة كل آثار مبارك ليست من خلال الأماكن العامة فقط إلا أنها اشتملت على إزالة أتباع النظام على الرغم من أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت لكن المواطنين يقومون من جانبهم بدور كبير للتغلب على أيام الديكتاتورية.