تمر الذكرى الرابعة والثلاثون لوفاة المطرب المصري الكبير عبد الحليم حافظ في وقت تشهد فيه مصر تحولات كبيرة بعد ثورة 25 يناير التي كان المطرب الراحل نجمها حيث تصدرت أغانيه الثورية المشهد في ميدان التحرير الذي انطلقت منه الثورة. واعتبرت صحيفة الحياة اللندنية -في تقرير لها- المطرب الراحل الملقب بالعندليب الأسمر نجم هذه الثورة كما كان نجم ثورة يوليو التي غنى لرموزها ومبادئها وقالت الصحيفة إن العشرات من المطربين جاؤوا قبله وبعده، ولكنه مازال يحتفظ بالقمة، عشرات من الموسيقيين الذين عملوا معه مازالوا يتذكرونه، وعشرات من القصص والحكايات النادرة مازالت تلهب وجدان محبي فنه من المحيط إلى الخليج، وكأن حليم مازال يعيش بيننا. احترف حليم التمثيل، وقدَّم في مشواره الفني 16 فيلماً من كلاسيكيات السينما المصرية، وثمة أفلام تخطى عرضها 40 أسبوعاً في دور العرض. وستظل أفلام العندليب الراحل تحتل مكانة متميزة ومتفردة في تاريخ السينما المصرية، باعتراف الجمهور الذي مازال يرى حليم نجمه الأول، على رغم سنوات الغياب الطويلة، وأيضاً باعتراف النقاد، الذين يتأكد لهم يوماً بعد آخر أن ما قدمه حليم من أفلام ضَمِنَ له الخلود، على حد قول الصحيفة. من أشهر أفلام العندليب الأسمر: "دليلة" و?"لحن الوفاء" و?"شارع الحب" و?"حكاية حب" و?"البنات والصيف" و?"أيامنا الحلوة و?"أيام وليالي" و?"معبودة الجماهير" و?"يوم من عمري" و?"الخطايا" و?"أبي فوق الشجرة" و?"موعد غرام"، ومن أشهر نجمات أفلامه: فاتن حمامة وشادية وميرفت أمين ونادية لطفي وزبيدة ثروت وصباح ومريم فخر الدين وسعاد حسني ولبنى عبد العزيز. قدَّم العندليب أكثر من 1250 أغنية، بينها 1000 عمل لشركة "صوت الفن" التي كان شريكاً فيها مع موسيقي الأجيال محمد عبد الوهاب ومستشار الشركة القانوني مجدي العمروسي، وما يقرب من 250 أغنية للإذاعة. واستغل حليم أحداث الفترة التي عاشها لصالح الأغنية الوطنية التي وجدت آذاناً صاغية لدى الجماهير إلى جانب أغانيه العاطفية التي كانت فتحاً جديداً في الشكل والمضمون. على حد وصف الصحيفة. وأضافت أن حليم لم يكسر قوالب التلحين، لأن هذه القوالب كانت مسؤولية الملحن، بل كان مؤدياً لأعمال موسيقية، ولذلك لا نحمِّله تاريخياً ما لم يفعله، لأن المدرسة الجديدة صنعت مجرى جديداً لأغنية سريعة حتى في مجال القصيدة، إلى جانب دراما شفافة وحزن شفاف مبتسم، وليس الحزن المدمر الذي يؤدي إلى الانتحار، كما قدم حليم الأغاني المرحة التي كانت تنادي بالتفاؤل وحب الحياة. وقالت الحياة في تقريرها إن عبد الحليم حافظ مطرب ثورة "25 يناير"، فلم يغب عن الصورة، حتى وصفه المطرب الشاب حمادة هلال بأنه لم يترك لهم شيئاً جديداً يقولونه في ثورتهم الشبابية، لقد افترش ثوار ميدان التحرير أرض الميدان، وراحوا يعزفون بأعواد بسيطة ملاحم وشعبيات حليم الثورية، التي ألهبت حماس كثيرين منهم. غنَّوْا "صورة" و?"بالأحضان" و?"حكاية شعب" و?"لفّي البلاد يا صبية" كان حليم حاضراً بقوة، ومؤثراً في وجدان الشباب جيلاً وراء جيل، حتى أصبح يطلق عليه نجم الثورة. ولد حليم يتيماً في21 حزيران (يونيو) عام 1929 في قرية الحلوات في محافظة الشرقية. وكان شأنه شأن الألوف من أقرانه، الذين شكلت الموسيقى والغناء مساحة لا بأس بها من حياتهم اليومية، فقد كانت الموسيقى نافذته على عوالم أخرى لم يحلم بها طفل في العاشرة من عمره قط. ولا يمكن أيضاً تجاهل دور الموالد التي حضرها في قريته أو في القرى المجاورة الأخرى في تشكيل جانب مهم من ثقافته الموسيقية، مثلما كان الحال مع معظم مطربي مصر الكبار آنذاك، الذين تعرفوا على ملامح الحس الشعبي المصري، والمزاج الموسيقى الخاص بناس البلد من خلال مدرسة المولد.