قتل ثلاثة جنود يمنيين الأربعاء بعد تجدد الاشتباكات المسلحة لليوم الثالث على التوالي في العاصمة صنعاء بين القوات اليمنية وأتباع شيخ مشايخ قبيلة حاشد صادق الأحمر، فيما تتواصل الاحتجاجات المطالبة بتنحي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في عدة مدن، في حين شهدت عدة محافظات عصياناً مدنيا. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول يمني قوله إن صدامات اندلعت مساء الأربعاء قرب مطار صنعاء. وأضاف المسؤول أنه تم إغلاق المطار وتحويل مسار بعض الرحلات نحو مطار عدنجنوب البلاد. ونسبت الوكالة نفسها إلى مصادر قبلية إن الاشتباكات بمحيط المطار اندلعت بين قوات موالية للرئيس ومسلحين من قبيلة أرحب، التي ينتمي إليها الداعية اليمني عبد المجيد الزنداني. وقال مسؤول عسكري يمني -رفض الكشف عن اسمه- لوكالة أسوشيتد برس إن قتلى الأربعاء رفع إلى 48 عدد ضحايا المواجهات بين المعسكرين في حي الحصبة شمالي صنعاء. وقتل ستة أشخاص بينهم خمسة مسلحين قبليين الاثنين فيما قتل 38 شخصا من المعسكرين خلال اشتباكات الثلاثاء بينهم 14 عسكريا، بحسب وزارة الدفاع التي أشارت إلى أن عسكريين كانا في عداد المفقودين. من جهتها أعلنت لجنة الوساطة الرئاسية -التي يقودها رئيس جهاز المخابرات والمكلفة بإيقاف الاشتباكات- وقوفها إلى جانب الشيخ الأحمر، بعد أن اتضح لها أن صالح لم يكن جاداً في وقف إطلاق النار، وهو ما نفته الفضائية اليمنية التابعة للحكومة. فرار من صنعاء وكانت الاشتباكات التي تفجرت الاثنين تراجعت خلال ليلة أمس بعد أن طلب الرئيس اليمني من قواته وقف النار ومن مناصري الشيخ الأحمر -الذي أعلن دعمه للثوار- الانسحاب من المباني العامة التي سيطروا عليها، والتي تشمل مبنى وكالة الأنباء اليمنية ووزارة الصناعة والتجارة ومبنى الخطوط الجوية اليمنية ومبنى المعهد العالي للإرشاد. وفيما توسعت رقعة المواجهات لتشمل الأحياء المجاورة لحي الحصبة، غادر عدد من السكان المنطقة التي تشهد استمرار انقطاع التيار الكهربائي والمياه ونقص الغاز. وقال سكان غادروا منازلهم إن معظم الفارين غادروا باتجاه الجنوب إذ إن هذا الطريق كان سالكا، أما الذين حاولوا الفرار باتجاه الشمال فقد حذرتهم حواجز الحرس الجمهوري من أنهم لن يتمكنوا من العودة إلى صنعاء. وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية بتضاءل أعداد المعتصمين بشكل ملحوظ في ساحة التغيير بصنعاء بسبب التحاق بعضهم بالمقاتلين المناصرين للشيخ الأحمر.
جانب من العصيان المدني في بلدة الديس بالمكلا (الجزيرة نت) عصيان مدني في موضوع منفصل، شهدت الأربعاء مدينتا عدنوالمكلاجنوبي اليمن عصيانا مدنيا شاملا، رافقه في المكلا حملة اعتقالات شملت عددا من شباب التغيير المعتصمين في ساحة التغيير بحضرموت. ونقل مراسل الجزيرة نت في عدن سمير حسن عن ناشطين في المدينة أن العصيان المدني نجح بشكل كبير في معظم بلدات المدينة حيث أصيبت الحياة العامة بشلل تام وأغلقت المحال التجارية أبوابها وتوقفت حركة السير. وأشار رئيس اتحاد القوى الثورية بعدن الدكتور عبد الله العليمي إلى أن الثوار في جميع ساحات التغيير والحرية بمدينة عدن يعتزمون البدء باتخاذ خطوات تصعيدية في الفعل الاحتجاجي المطالب برحيل صالح ونظامه. وقال للجزيرة نت إن الحركات والمكونات الشبابية للثوار ستدعو إلى رفع أيام العصيان المدني إلى ثلاثة أيام في الأسبوع بدلاً من يومين. وأشار العليمي إلى أن مدينة عدن ستشهد مساء الأربعاء مسيرة احتجاجية ضخمة في ضاحية بلدة كريتر للتضامن مع أولاد الشيخ الأحمر والتنديد بقيام قوات الأمن اليمنية بقصف منزل الشيخ الأحمر في صنعاء. وإلى الشرق من عدن شهدت مدينة المكلا -عاصمة محافظة حضرموت وثالث أكبر مدينة يمنية- عصيانا مدنيا شاملاً بلغت نسبة التفاعل معه -بحسب ناشطين- 90%. نسبة العصيان بالضالع بلغت90% (الجزيرة نت) لحج والضالع في سياق متصل، شهدت محافظتا الضالع ولحججنوبي اليمن الأربعاء عصياناً مدنيا استجابة لدعوة شباب الثورة في اليمن الذين دعوا لتنفيذ عصيان مدني يومي السبت والأربعاء من كل أسبوع. ونقل مراسل الجزيرة نت في لحج ياسر حسن عن عبد العزيز الليث -أحد شباب الثورة- قوله إن نسبة العصيان في ضاحية قعطبة بمحافظة الضالع بلغت 90%، وأكد أن معظم المحال التجارية أغلقت أبوابها. واعتبر الليث عصيان اليوم الأقوى منذ بدء فعاليات العصيان المدني قبل أربعة أسابيع كما شهدت ضاحية قعطبة –أيضاً – مسيرة حاشدة شارك فيها الآلاف تطالب بإسقاط النظام. وفي الحوطة عاصمة محافظة لحج قال حمدي الحاج –أحد شباب الثورة– إن المدينة شهدت عصياناً مدنياً قدرت نسبته ب80% أغلقت خلاله معظم المحال التجارية وتعطلت حركة المواصلات. المصدر:الجزيرة + وكالات
