لم يلق خبر امكانية عودة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الى صنعاء صدى جيد لدى المحتجين المطالبين بتنحيه عن السلطة حيث تظاهر عشرات الالاف الأحد منددين بالتدخلات والوصاية الإقليمية والدولية، في إشارة الى الدورين الأمريكي والسعودي اللذين اعتبروهما مساندا للسلطة في وجه الاحتجاجات الشعبية. ورفض المشاركون في التظاهرات عودة صالح الى اليمن مرددين "لن نتراجع لن نحيد، مطلبنا يمن جديد". وردد المتظاهرون شعارات "الشرعية للثوار، واليمنيون هم أحرار" و"الله أكبر حرية". وكانت المعارضة اليمنية قد دعت امس الى تظاهرات مليونية لاسقاط بقايا النظام، وتنديداً بالموقف الدولي، ورفضها لاحياء مبادرة دول مجلس التعاون، حيث دعا شباب ثورة التغيير إلى مسيراتٍ حاشدة في مختلف المحافظات اليمنية. وكان "شباب ثورة التغيير السلمي" قد دعوا في بيان لهم السلطات اليمنية بالكشف وبشكل عاجل عن نتائج التحقيقات في حادثة الهجوم على المجمع الرئاسي الذي استهدف الرئيس اليمني وكبار قيادات الدولة. كما دانوا في بيان لهم الهجوم على صالح وقيادات الدولة وأكدوا رفضهم للعنف وتمسكهم بالخيار السلمي حتى اسقاط كافة رموز النظام. وتعبير "شباب ثورة التغيير السلمي" اسم تطلقه مجاميع الشباب اليمني التي تتولى تنظيم احتجاجات متواصلة في اليمن على نفسها، وتفرق نفسها عن احزاب المعارضة التقليدية المنضوية تحت تجمع اللقاء المشترك. ويتولى نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مهمات الرئاسة بحكم الامر الواقع لكنه لم ينتقل الى القصر الرئاسي حيث النجل الاكبر لصالح. وسار المتظاهرون من ساحة جامعة صنعاء مروراً بحي الزراعة القريب من مبنى الحكومة اليمنية الذي ضرب حوله طوق امني كثيف لمنع المتظاهرين من الاقتراب منه، ثم عاد المتظاهرون الى الساحة من دون وقوع أعمال عنف. عودة الرئيس ورفضت التظاهرات عودة الرئيس اليمني الى البلاد والذي تتضارب بشأنها الانباء حيث نفى نائب وزير الاعلام اليمني عبده الجندي انباء عودة الرئيس صالح إلى البلاد خلال ثمان واربعين ساعة والتي روجتها تقارير بعد انباء عن ظهور تلفزيوني للرئيس اليمني خلال هذه الفترة. واضاف ان صحة الرئيس تتحسن وأنه سيعود الى اليمن في الوقت المناسب. وكان الجندي قد عقد مؤتمرا صحفيا في صنعاء الاحد واشار فيه الى إن الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز رفض أن يطلب من الرئيس صالح التنحي او نقل السلطة لنائبه وهو على فراش المرض. وأضاف إن الملك السعودي أكد انه ليس من الأخلاق والشيم العربية أن يطلب من رئيس دولة أن يتنحى عن السلطة وهو ضيف لديه وعلى فراش المرض. وجرت شائعات بشأن عودة الرئيس اليمني في اليومين القادمين بعد بيان للسكرتير الاعلامي للرئيس اليمني أحمد الصوفي أشار فيه الى ان صالح سيظهر أمام الاعلام خلال الثماني والاربعين ساعة المقبلة. وكان صالح غادر البلاد للعلاج في السعودية بعد اصابته في انفجار استهدفه وعدداً من قيادات حكمه في القصر الجمهوري في العاصمة اليمنية في وقت مبكر من هذا الشهر. صالح يمارس سلطاته في غضون ذلك، نقلت صحيفة "الزمان" عن مصدر قريب من الرئيس اليمني قوله: "ان صالح ظل علي معرفة وثيقة بالأحداث في اليمن وهو علي فراشه في المستشفي وكان يجري اتصالات هاتفية بشكل منتظم". وأضاف أنه لدي عودته فانه يعتزم اقتراح حلين جديدين. من جانبه أعلن نجل الرئيس اليمني العميد احمد علي صالح وقائد الحرس الجمهوري امس في أول تصريح من نوعه بأنه كقائد عسكري يأتمر بأمر نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي، وانه ينفذ كل ما يصدر عنه من تعليمات. وقال نجل صالح في تصريح لموقع وزارة الدفاع اليمنية " إن قواته التي تشن مواجهات عدة في مديرية الحيمة، ومديرية أرحب بمحافظة صنعاء، وفي محافظة تعز ومدينة القاعدة التابعة لمحافظة إب، تأتمر بأمر نائب الرئيس". وأضاف أنه "يؤيد الجهود التي يبذلها هادي، واللقاءات التي يجريها مع قادة المعارضة، بهدف الوصول إلي حل للأزمة التي تمر بها اليمن حاليا". ومضي يقول "الأول هو نقل كل السلطات الي البرلمان وأن يصبح رئيسا صوريا" ، مضيفا "ثاني أمر سيكون السماح بتشكيل حكومة ائتلافية ثم يجري انتخابات رئاسية مبكرة ويرحل في هدوء".