هناك تيار في المشترك وفي جماعة الإخوان المسلمين وفي قيادة الفرقة الأولى مدرع لا يريدون أن تهدءا الأمور ولا أن يحل السلام وينتشر الأمن في ربوع الوطن وهذا الشيء واضح لكل ذي بصيرة من خلال التصرفات التي يتصرفون بها هذه الأيام بل ومنذ بداية الأزمة ذلك أنهم كلما أحسوا أن هناك انفراج سياسي يقومون بتصعيد الأمور ويعملون على توتير الأجواء حتى يحققوا مآربهم الدنيئة التي يريدون تحقيقها وهي وصولهم إلى الحكم بأي وسيلة ولو كانت على جثث المواطنين المساكين الذين يسوقونهم سوق النعاج إلى المحرقة التي يكونوا قد رتبوا لها بعناية فائقة. إن عودة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح ليست للانتقام على الإطلاق فليس من طبع هذا الرجل أن ينتقم فهو رجل التسامح الذي عرفه الجميع متسمحا إلى أبعد الحدود ولكن هذا التسامح للأسف يقابله ضعاف النفوس بنوع من الحقد ومحاولة جر الشعب إلى أتون حرب ليس لها نهاية وهذا ما يحاول الأخ الرئيس تجنيب اليمن من الدخول في هذا النفق المظلم. إن عودة الأخ الرئيس فيها الخير الكثير بكل معنى الكلمة فهو الرجل الذي قاد اليمن في أحلك الظروف وهو الوحيد الذي يستطيع أن يعيد الأمور إلى نصابها وهذا ما يغيض تلك الشرذمة التي تعيش من خلف الأزمات وتعمل جاهدة على تأزيم الوضع وتقدير الموقف بكل ما أوتيت من قوة مدفوعة برغبة جامحة لتنفيذ الأجندة التي وضعتها لها القوى الإقليمية والدولية والتي ستؤدي لا سمح الله إلى تفجير حرب أهليه لا تبقي ولا تذر. عودة الأخ الرئيس هي لتحكيم العقل والمنطق والبعد عن تفجير المواقف وهذا هو ما جعله يعود فهو يريد أن يسير بالسفينة اليمنية إلى بر الأمان وهو أول ما دعى اليه هو وقف فوري لكل أعمال العنف لكي يعطي فرصة للعقل أن يعمل على حلحلة المشاكل والوصول بالسفينة إلى بر الأمان ولكن أولئك الموتورين وضعاف النفوس لا يريدون أن تحل المشاكل لأنهم يخشون من أن يغضب عليهم أسيادهم الذين يمولونهم بالمال والسلاح وهذا العمل يدل على أنهم لا يخافون الله ولا يوجد لديهم ضمير حي ينهاهم عن الاستمرار في المتاجرة بالشعب اليمني. إن علي عبد الله صالح عاد ليحتكم إلى كتاب الله ثم على الدستور اليمني الذي يوجد به آلية كاملة للخروج من الأزمة ولكن هيهات فالمرجفون في الأرض تقشعر جلودهم عند ذكر الدستور والانتخابات لأنهم يعرفون أن رصيدهم الوطني لا يؤهلهم للتواجد في البرلمان فما بالك بالحصول على كرسي الرئاسة وهذا ما يرعبهم بالرغم من أن جميع دول العالم تنادي بالاحتكام على صناديق الاقتراع وتقوم الكتل المعارضة في جميع دول العالم المتحضر بالمطالبة بانتخابات مبكرة ولكن هذه الشرذمة هي عكس العالم وترفض مجرد مناقشة موضوع انتخابات مبكرة وهذا من عجائب المعارضة اليمنية التي تفضل الاحتكام إلى السلاح بدلا من الاحتكام إلى صندوق الاقتراع. علي عبد الله صالح رجل السلام ورجل الحكمة وعلى العقلاء أن يعودوا إلى صوابهم ويجنبوا اليمن ويلات الاقتتال والحروب التي سوف تنتهي بمفاوضات وحوار فلماذا لا نبدأ بالمفاوضات والحوار قبل الاقتتال.