تعلمون أننا ساذجون حد السخافة كما نعلم أنكم فاسدون حد الوقاحة.. لاتهمكم دعوة مظلوم أو "هتفة" مسكين تآمرتم أنتم والزمن والوطن عليه.. نتفهم فسادكم بكافة أشكاله ونتقبله كضرورة حياتية لامناص من التعايش معها والاحترام متبادل بين سذاجتنا الطفولية وفسادكم المتغطرس.. لن نناقشكم في ما يجب وما لا يجب لأننا نقدّر معرفتكم التامة بثمن القات وعلبة السجائر وقارورة الماء فقط لا غير..وأشياء أخرى محظور ذكرها على وفق نظرية "ما سيبي".. لا نريد أن نفسد عليكم نشوة أي جلسة سلطانية في جنة الشيطان الأخضر بحديث آخر ما ستقولون عنه أنه "فقاعة صابون" أو "زوبعة في ماء".. لن تروا منا إلا السمع والطاعة وأعذرونا إذا أزعجتكم أصواتنا التي نطلقها بعد عودة التيار الكهربائي مرددين بحماسة وفرح منقطع النظير "واي" وكأن القدس تحررت.. فنحن طفوليو التفكير.. لا تخافوا منا طرفة عين لأننا أليفون أكثر من اللازم ولا تقلقوا من ثورة أو بقرة فلا فرق بينهما في عقلية كثير منا ولا نجيد غير التصفيق والنهيق والمجالس البرلمانية والمحلية "تبصم بالعشرة" على صحة ذلك.. تعوذوا بالله منا كما نتعوذ منكم.. وانزعوا هذه الأفكار من رؤؤسكم وارموها عند أقرب قمامة.. وأعيرونا انتباهكم - يرحمنا ويرحمكم الله - فإننا نرجو بحق جميع عبارات الرجاء أن تتفهموا معنى إتلاف جهاز منزلي كثلاجة أو غسالة أو مكيف أو كمبيوتر.. أو.. أو ..الخ على شخص لا يملك سواه أنفق نصف عمره وجهده وماله حتى يحصل عليه وخلال دقيقة - لا أكثر- يتلف أمام عينه.. تصوروا بعض حزنه.. تصوروا فقط.. لن نعارض تحديد مواعيد معينة لانقطاع التيار الكهربائي.. لن نعارض أبدا.. و منذ متى كنا نعرف معنى المعارضة ؟!. إننا نحبكم ولا نشك أنكم طيبون.. لن نحاسبكم.. لن نطالب بجلدكم على رؤؤس الأشهاد ولن نتباكى في سطور الصحافة ولا أمام كاميرات التلفزيون حتى تتدخل الرمم المتحدة أو مجلس الغبن..لا داعي لكل هذا فالعلاقة أسرية وخصوصية تتنافى مع كل ما يقوله "عبده فشفشي" ومازلنا مؤمنين أنه أغبى رجل في العالم لا يعرف أي شيء.. والأمر كله أهون من حبر فتاوى "عوض لعنة". نعلم - يقينا - أنها لا تعنيكم أدعية الناقمين ولا لعنات البائسين وإن فاقت الملايين والبلايين ولن تنبسوا ببنت شفة تجاهها ولن تعلقوا عليها إلا بعبارتكم المشهورة "أحمدوا ربكم" وسنحمده ونشكره على هذه النقمة من باب "ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب" وسنظل نردد خلف القائل: أستغفر الله إلا من مودتكم فإنها حسناتي يوم ألقاه والحقيقة أننا نستحق ذلك وأكثر.. أفعلوا ما شئتم فكل الذي فوق التراب.. تراب.. ولكن اسمعونا ولو لمرة واحدة.. وأعذرونا على الإزعاج.