خرج الطبيب البريطاني هوارد مارتن عن صمته الطويل، وصرح بأنه ساعد العشرات من مرضاه ومن كبار السن الذين كانوا يعانون أوضاعا صحية متردية على الموت, من بينهم ولده بول الذي عانى جراء السرطان، مضيفا أنه لا يشعر بالندم كونه ساعدهم على "الموت بكرامة". وفي مقابلة مع صحيفة ديلي تلغراف البريطانية قال مارتن "إنني ساعدت مرضاي على الموت" معترفا بكونه أسهم في "تسريع موت" العشرات من المرضى الذين كانوا يعانون آلاما مبرحة، مضيفا أنه حقن مرضاه من كبار السن وممن كانوا في حالة مرضية متردية بجرعات قاتلة من أدوية مخدرة ومسكنة للألم. وأوضح الدكتور مارتن أنه كان يقوم بإعطاء الجرعات القاتلة "انطلاقا من مبادئ الرحمة" في محاولة من جانبه "لوضع حد لمعاناة الآخرين" أكثر من كونه يقوم بدور "من يقبض أرواحهم". وكشف عن أنه أسهم في "تسريع موت" مريضين دون إذن منهما، وأنه كان من بين مرضاه الذين أعطاهم "الحقنة الأخيرة" أو الحقنة القاتلة ولده بول (31 عاما) الذي كان يصارع الموت جراء الإصابة بالسرطان في مايو/ أيار 1988. الدكتور مارتن الذي سبق أن برأت المحكمة ساحته من تهمة قتل ثلاثة مرضى، قال إنه يعي تماما أن من شأن اعترافه هذا أن يودعه في السجن بقية حياته إذا ما علمت به الشرطة عنه وقررت إعادة فتح القضية الموت بكرامة وبينما عزل المجلس الطبي البريطاني العام الدكتور مارتن (75 عاما) من وظيفته بدعوى إساءة السلوك المهني والتسبب في وفاة ثمانية عشر مريضا بطريقة "فضيعة وبشعة وخطيرة"، قال الطبيب البريطاني الذي سبق أن برأت المحكمة ساحته من تهمة بقتل ثلاثة مرضى إنه يعي تماما أن من شأن اعترافه هذا أن يودعه في السجن بقية حياته، خاصة إذا ما علمت به الشرطة وأرادت إعادة فتح القضية. وفي حين لم يشر الطبيب إلى أقواله التي أدلى بها أمام المحكمة بالتهمة التي تتعلق بقتل المرضى الثلاثة أو أثناء استجوابه اللاحق أمام المجلس الطبي العام، قال إنه يريد من وراء اعترافاته هذه أن يشجع على إصلاح نظام الرعاية الصحية في المملكة المتحدة. ويدعي مارتن أن بعض مساوئ نظام الرعاية الصحية في بريطانيا تكمن في كونه يحتجز المرضى الذين يعانون أوضاعا صحية متردية في المستشفيات أو المصحات بدلا من منحهم فرصة "الموت بكرامة" وسط أحبائهم في بيوتهم. وقال إنه بينما يحق للطبيب البيطري أن يقتل الكلب ليلخصه من آلامه، فإن النظام الصحي الحالي في بريطانيا لا يسمح للطبيب باتخاذ إجراءات إيجابية لمساعدة المرضى بطريقة إنسانية. الشعور بالراحة. ويمضي الطبيب بالقول "إنني لم أقتل أي مريض ولكنني اعتقد أنني جعلتهم يشعرون بالراحة"، مضيفا أنه يتعجب من مجتمع "لا يريد أن يتفهم ما أقوم به، فأنا أساعد المرضى الذين هم على وشك الموت على أن يبلغوه بطريقة سريعة". الدكتور مارتن يقول إنه لم يقتل أي مريض وأنه يعتقد أنه جعل مرضاه يشعرون بالراحة ويجعل من هم على وأما بشأن حقنه ولده، فيقول الدكتور مارتن "ماذا يمكنني أن أفعل له سوى أنني مكنته من الموت بكرامة"، مضيفا أنه "ساعد الناس على الموت ليس لأنهم يرغبون في الموت ولكن لكونهم يعانون آلاما لا تحتمل". وكان الدكتور مارتن الذي تأهل عام 1958 وسبق أن خدم في الجيش البريطاني وفي سلك الشرطة، قد اعتقل في مايو/ أيار 2004 في مدينة نيوتن آيكليف في المملكة المتحدة. وأثارت وفاة أحد مرضى السرطان من كبار السن قلق أقاربه الذين أبلغوا الشرطة، حيث كشفت نتائج التشريح الجنائي عن وجود مستويات عالية من مادة "ديامورفين" المخدرة في جسم المتوفى. وبينما تم تعليق عمل الطبيب من جانب لجنة مراقبة مختصة، جرى إخراج بعض الجثث من قبورها بهدف تشريحها، حيث اتهم مارتن بقتل ثلاثة مرضى. وفي حين دعم بعض أهالي الضحايا موقف الطبيب مارتن ووصفه أحدهم بكونه "أحد ملائكة الرحمة"، اتهمه آخرون منهم بكونه تسبب في "قتل أحبائهم بكل غطرسة وأنه خان الثقة التي منحوها له". وأشارت الصحيفة إلى طبيب بريطاني آخر هو هارولد شيبمان أحد أخطر المجرمين بالتاريخ والذي حكم عليه بالسجن المؤبد عام 2000 بتهمة قتل خمسة عشر شخصا بين 1975 و1998، والذي انتحر في زنزانته في 13 يناير/ كانون الثاني 2004، وكان يشتبه بأنه قتل 215 من مرضاه على الأقل. نقلا عن الجزيرة