لم يظهر المنتخب الأرجنتيني بالأداء المنتظر منه في كأس العالم بالرغم من تحقيقة أربعة إنتصارات متتالية كان أخرها الفوز على سويسرا بهدف دون مقابل جاء مع نهاية الشوط الإضافي الثاني عبر آنخيل دي ماريا. يبدو ان منتخب التانجو لديه رغبة كبيرة بالفوز باللقب وهذا بات واضحاً من جدية اللاعبين داخل أرض الملعب وإصارارهم على تحقيق الفوز، لكن في ظل هذا المستوى المتواضع لن تكون المهمة سهلة بالنسبة لرجال سابيلا. أظهر المنتخب الأرجنتيني اليوم العديد من الأخطاء منها تكتيكية يتحملها المدرب في المقام الأول او فردية من اللاعبين، وسنضع بين أيديكم أبرز السلبيات التي ظهرت على ميسي ورفاقه في لقاء سويسرا. 1- الإعتماد على ميسي .. صرح هيتسفيلد المدير الفني للمنتخب السويسري في الأمس انه سيثبت للعالم أجمع كيفية إيقاف ميسي، المدرب الألماني كان صادقاً بوعده في المجمل العام وحقق هدفه المنشود. الإعتماد الكلي على نجم برشلونة يعد نقطة ضعف حقيقية في منتخب التانجو، الكرة لا تصل منطقة جزاء الخصم الى بالمرور اولاً على أفضل لاعب بالعالم أربع مرات، مما منح سويسرا تركيز أعلى ووقت كافي لتنظيم الخطوط الدفاعية لديهم. ميسي لن يكون حاضراً في جل اللقاءات، فربما يتعرض لإصابة في أي وقت او يتراجع مستواه كما ظهر مع برشلونة في الموسم المنصرم، فأصبح سابيلا مطالب بإيجاد مفاتيح لعب أخرى لمساندة البرغوث. 2- هيجواين الأسوء .. لم يقدم مهاجم نابولي أي إضافة حقيقة لمنتخب بلاده في أربع مواجهات خاضها في المونديال، الحديث هنا ليس عن جزه بتسجيل الأهداف او صناعتها إنما بفشله بتأدية أي دور تكتيكي وإنعدام الروح لديه. هيجواين صعب مأمورية زملائه في لقاء اليوم بسبب البرودة التي ظهر بها على أرض الملعب رغم ان الرقابة كانت تمارس بضغط عالي على ميسي ودي ماريا إلا انه لم يستغل هذا الأمر، وأظهر فشلاً كبيراً في التمركز داخل منطقة الجزاء. 3- ضعف الدفاع في الكرات العرضية .. هذه المشكلة تُأرق معظم فرق العالم الكبيرة سواء على مستوى الاندية او المنتخبات، وهذا ما تعتمد عليه منتخبات بحجم سويسرا التي كانت قريبة من قتل طموح الأرجنتين في اي لحظة. بما ان هجوم الأرجنتين يفشل بتسجيل عدد كبير من الأهداف ويكتفي بهدف او إثنين في اللقاء فأصبح لا بد من تأمين الدفاع إن ارادوا الذهاب ابعد من ذلك في البطولة. الكرات العرضية للمنتخب السويسري شكلت خطراً كبيراً على جاراي وفيرنانديز اللذان ظهرا بمستوى سيء في التغطية العكسية وسوء التمركز داخل منطقة الجزاء خلال الكرات المحولة من الأجنحة. 4- عدم الربط بين الوسط والهجوم .. هناك فجوة كبيرة بين خطي المقدمة للمنتخب الأرجنتيني، ماسكيرانو وجاجو يلعبان في وسط ملعب الأرجنتين ويعتمدان على عودة ميسي ودي ماريا لإستلام الكرة من وسط الملعب، هذا حد من خطورة نجمي مدريد وبرشلونة في المقدمة وعزل هيجواين عن بقية المجموعة. 5- التسرع وعدم التركيز .. حاول المنتخب الأرجنتيني اليوم التسديد من خارجة منطقة الجزاء في أكثر من مناسبة وهذا يعد حلاً في حالة فشل إختراق دفاع الخصم، لكن شاهدنا اليوم تسديدات عشوائية من دي ماريا ولافيتزي رغم ان المجال كان مفتوحاً للتقدم عبر الأجنحة المتقدمة من الخلف. التسرع ظهر على لاعبي الأرجنتين في أكثر من مناسبة بلقاء اليوم او في المباريات السابقة بدور المجموعات، وإلى حد هذه اللحظة تسير الامور بشكل جيد بالنسبة لهم، لكن عند مواجهة خصم مثل المانيا او البرازيل او حتى هولندا لن تكون الامور بهذه السهولة، فالمواجهات الكبيرة والمصيرية تلعب على تفاصيل صغيرة وتحتاج تركيز ذهني كبير.