لم يكن الأسبوع الماضي اسبوعا عاديا في تاريخ اليمنيين بسبب ما شهدته بلادتنا من أزمة كبيرة جاءت تداعياتها عقب رفض بعض القوى السياسية للقرار الجمهوري بتكليف الدكتور احمد عوض بن مبارك لرئاسة الحكومة اليمنية. لتتزامن تلك المشكلة مع حادثين ارهابيين استهدفا حياة المدنيين الأبرياء في تجمع لجماعة أنصار الله بميدان التحرير بقلب العاصمة صنعاء، ونقطة عسكرية لقوات الجيش اليمني بمدينة المكلا. وبعيدا عن تلك الأحزان التي عمت ربوع الوطن في الداخل كان ابناء الشباب والرياضة على موعد مع رسم الفرحة على شفاه كل اليمنيين وسط كل تلك الظلمة التي بددت ربيع اليمنيين التواق الى دولة مدنية حديثة. الفرحة الأولى كان بطلها الشاب وليد الجيلاني الذي أطل على قناة mbc ليلة أمس الأول ليتأهل للمراحل النهائية بجدارة في البرنامج الغنائي العربي الأشهر علاب أيدول في نسحته الثالثة كأول يمني يصل الى هذا الدور بعد أن نافس قرابة ال8000 مشترك خلال المراحل التمهيدية للبرنامج. وليد أطل على شاشة كل العرب بالخنجر اليماني وكان متيما في هواه وهو يغني والألم يعتصر جنباته على ما آل اليه الحال في بلاده وهو ما ذكره قبل يوم من المشاركة على صفحته في موقع التواصل الإجتماعي في فيسبوك. والمشهد الأجمل في ذلك التأهل كان الالتفاف الجماهيري حول الشاب وليد بدءا من قيادة وزارة الشباب ووزيرها معمر الإرياني الذي كان حريصا على دعم وتشجيع وليد منذ اللحظات الأولى للبرنامج وقبل التأهل للأدوار الإقصائية وهو ما كان له الأثر الطيب في وصول وليد الى الأدوار النهائية. وحسب الجيلاني فإن وزير الشباب والرياضة وجه الأمانة العامة لجائزة رئيس الجمهورية للشباب وهي الكيان الحاضن لكافة المواهب الشبابية بالدعم والتصويت والمساندة لوليد من أجل الظفر باللقب الأول لليمنيين في هذه المسابقة في البدايات الأولى لليمن الجديد. وظهر جليا فرحة ابناء الوطن بالتأهل المستحق والجدير لإبن اليمن وفنانها وليد من خلال المواقع الأخبارية وصفحات التواصل الإجتماعي التي تناقلت خبر تأهله ومدى الفرحة التي رسمها وليد في شفاه كل أبناء الوطن في وسط الظروف القاسية التي تمر بها امي اليمن.
وكما كانت الفرحة بدايتها شبابية فإن الرياضييون كان لهم رأيهم أيضا في كسر الجمود الشعبي الذي طال الجميع بسبب صراعات رجال الساسة . المنتخب الوطني للشباب لكرة القدم كان صانعا آخر للفرح ومصدرا لألوان قوس قزح الجميلة عبر الفوز التاريخي الذي حققه على نظيره المنتخب الإيراني في الإقصائيات النهائية لبطولة كأس آسيا لكرة القدم بدولة ميانمار. الفرحة صارت فرحتان والمنتخب قدم أفضل عروضه على مر التاريخ في هذه البطولة وأصبح على مرمى حجر من تأهل تاريخي للدور الربع نهائي من تلك البطولة بل أن الأحلام الآن اصبحت أكثر بأن يصل هذا المنتخب الى نهائيات كأس العالم فلم يعد يفصله عنها سوى ثلاث مباريات احداها في دوري المجموعات. هذا الإنجاز كان لا بد بمكان وأن يصاحبه تفاعل رسمي وشعبي وهو ما بادرت اليه الحكومة أيضا من خلال تفاعل دولة نائب رئيس الوزراء الدكتور احمد عبيد بن دغر ووزير الشباب والرياضة من خلال التواصل بالبعثة الخاصة بالمنتخب وصرف المكافأة لكل أفراد المنتخب بواقع مائة الف ريال لكل لاعب ومليون ريال حال الوصول الى نهائيات كأس العالم. مكافأة تحفيزية هي الأكبر لربما في تاريخ الرياضة اليمنية وهي ليست بالقليل في حق أزلئك الأبطال الذين أعادوا السمة للشفاه وكان رسلا للسلام ودعاة للمحبة لكل أبناء الوطن من خلال أدائهم الكبير الذي عكس الطموح والإصرار لشباب اليمن للمضي قدما نحو تحقيق الإنجازات ورفع راية الوطن. أجدني هنا في هذه السطور أرفع القبعات احتراما لصناع الفرح اليماني من شباب الوطن ممثلا بالرائع وليد الجيلاني وأعضاء المنتخب الوطني لللشباب وجهازيه الفني والإداري وهي كذلك موجهة للشخصية الوطنية الوحدية المناضل الدكتور أحمد عبيد بن دغر نائب رئيس الوزراء وزير الاتصالات على قربه وتفاعله مع كل ما يخص شباب الوطن ورياضييه. أما الشاب معمر الإرياني وزير الشباب والرياضة فلن تكون كلماتي غير كافية لوصف نجاحاته خلال الفترة القصيرة التي جاء بها على راس الوزارة الشبابية وسأترك الإنجازات وحدها هي من تتحدث عن هذا الوزير. شاهد فيديو الهدف اليمني في شباك المنتخب الإيراني من هنا http://www.youtube.com/watch?v=9kSahUDwsE4 شاهد تأهل الفنان الشاب وليد الجيلاني من هنا http://www.youtube.com/watch?v=2KhyOK-AfUM