حقق برادلي ويغينز ما كان يحلم به منذ الصغر ودخل التاريخ بعد أن أصبح يوم الأحد أول بريطاني يتوج بطلاً لسباق فرنسا الدولي للدراجات الهوائية (تور دو فرانس) الذي اختتم في جادة الشانزيليزيه بفوز مواطنه وزميله في فريق "سكاي بروسايكلينغ" مارك كافنديش، بطل العالم، بالمرحلة العشرين الأخيرة التي انطلقت من رامبوييه وامتدت لمسافة 120 كيلومتراً. وأنهى ويغينز (32 عاماً) الذي فاز بمرحلتين فقط هما التاسعة والتاسعة عشرة (كلاهما ضد الساعة)، السباق الفرنسي الشهير في الصدارة بفارق 3.21 ثوان عن مواطنه كريستوفر فروم، و6.19 ث عن الإيطالي فينشنزو نيبالي، و10.15 ث عن البلجيكي يورغن فان در برويك، و11.04 ث عن الأميركي تيجاي فان غاررن. وخلف ويغينز الأسترالي كادل إيفانز الذي اكتفى في نسخة هذا العام باحتلال المركز السابع بعد أن أصبح في 2011 أول أسترالي يتوج بلقب بطل هذه الدورة. وكان إيفانز الذي أصبح عام 2009 أول أسترالي أيضاً يتوج بطلاً للعالم، انتزع القميص الأصفر من اللوكسمبورغي آندي شليك قبل مرحلة على ختام السباق، وهو توج بلقب نسخة 2011 رغم تحقيقه المركز الأول في مرحلة واحدة فقط. "الجميع يقول إنه حلم يتحول إلى حقيقة لكنه (الفوز بسباق فرنسا) ما كنت أطمح لتحقيقه في الأعوام السابقة الأخيرة، بل منذ أن كنت طفلاً، حين كنت في الثانية عشر من عمري قلت إنني أريد الفوز بسباق فرنسا"، هذا ما قاله ويغينز الذي خرج من سباق العام الماضي وهو مكسور الترقوة. وأضاف ويغينز الذي كان حل رابعاً في هذا السباق قبل ثلاثة أعوام: "لم يتخيل أحد أن تحقيق هذا الأمر سيكون ممكناً في هذا العمر. ها أنا بعد 20 عاماً وأصبح (الحلم) واقعاً الآن". وأكد الدراج البريطاني المولود في بلجيكا بعد فوزه بمرحلة ضد الساعة يوم السبت: "أنا مصمم على أن لا يغيرني (الفوز بسباق فرنسا)، أنا لست من الأشخاص الذين يعيشون حياة المشاهير ويحبون البساط الأحمر وكل هذا الهراء". ويعتبر الفوز بسباق فرنسا الشهير إنجازاً هاما بالنسبة لرجل عاش طفولة صعبة للغاية في ظل غياب والده الذي كرس حياته للخمر فكانت نهايته على يد الكحول عام 2008، ما ولد عند برادلي ضغينة ضد والده لكن ذلك لم يؤثر على حياته العائلية إذ أنه أب متفان يقدر الأمور البسيطة "مثل الذهاب إلى السوبر ماركت وشراء الخبز والحليب". ولد ويغينز في خنت البلجيكية لكنه ترعرع في لندن على موسيقى الروك الخاصة بفرقة "أوايزيس" وهو يحلم بالفوز بالقميص الأصفر لسباق فرنسا بعد أن افترق والداه. وضع ويغينز خلفه مصاعب الطفولة وسعى إلى السير على خطى مثله الأعلى الدراج الإسباني ميغيل إيندوراين الذي توج بطلاً لسباق فرنسا من 1991 حتى 1995، وكانت خطاه الأولى في "هيرن هيل فيلودروم"، المنشأة التي استضافت أولمبياد 1948. وفي عمر ال18 أصبح ويغينز بطل العالم للشباب وبعد عامين فاز بميداليته الأولمبية الاولى من أصل ست، ثلاث منها ذهبية، وكان ذلك في أولمبياد سيدني 2000. المشاركة الأولى لويغينز في سباق "أحلامه"، أي سباق فرنسا الدولي، كانت مخيبة للغاية إذ اكتفى عام 2006 بالمركز ال124 ولم تكن مشاركته في العام التالي أفضل بكثير إذ اضطر للانسحاب وفريقه بعد أن اكتشف المنظمون أن زميله كريستيان موريني تناول المنشطات. ومع اقتراب موعد أولمبياد بكين 2008، عاد ويغينز للتركيز على سباقات السرعة ضد الساعة وأثمر ذلك عن نيله ذهبيتي المطاردة الفردية لمسافة أربعة كيلومترات، ومطاردة الفرق، لكن في سباق الطرقات وصلت مسيرته إلى حائط مسدود. "قبل أعوام قليلة شعرت بالفشل كرياضي"، هذا ما قاله مؤخراً، لكن نقطة التحول كانت عام 2009 عندما انضم لفريق "غارمين" إذ خرج من الظل وأنهى السباق الفرنسي في المركز الرابع ما دفع فريق "سكاي" إلى السعي جاهداً من أجل التعاقد معه، وهذا ما حصل في 2010 إلا أن النتيجة الأولية لهذه الشراكة كانت مخيبة لأنه أنهى سباق 2010 في المركز الثالث والعشرين، ثم تلقى ضربة إضافية العام الماضي عندما فقد السيطرة على دراجته في المرحلة السابعة وخرج من السباق. لكن هذه الانتكاسات جعلت من ويغينز أكثر عزماً وساهمت في أن تجعله أكثر إصراراً على تحقيق الحلم الذي راوده منذ الطفولة وقد نجح اليوم في تحقيق ما أراده منذ 20 عاماً. أما بالنسبة لمواطنه كافنديش، فصحيح أنه لم يفز بالسباق لكنه ودع نسخة 2012 بإنجاز مميز، إذ أن فوزه اليوم على جادة الشانزيليزيه هو الثالث له في هذه النسخة (المراحل 2 و18 و20) والثالث العشرون في تاريخ مشاركاته في هذا السباق فانفرد بالمركز الرابع على لائحة أكثر الدراجين فوزاً بالمراحل بعدما تفوق على الأسطورة الأميركية لانس أرمسترونغ والفرنسي أندري داريغاد. وتقدم كافنديش بالسرعة النهائية على السلوفاكي بيتر ساغان والأسترالي ماثيو غوس والأرجنتيني خوان خوسيه هايدو والبلجيكي كريس بويكمانز، فيما حل ويغينز في المركز الرابع والخمسين بفارق 0.09 ث عن زميله في فريق سكاي بروسايكلينغ. يذكر أن فرنسا تبقى الأكثر فوزاً بهذا السباق في 36 مناسبة، أمام بلجيكا (18) وإسبانيا (13)، في حين يبقى الأسطورة الأميركي لانس ارمسترونغ الأكثر فوزاً على الصعيد الفردي (7 مرات) أمام أربعة دراجين توجوا باللقب خمس مرات وهم الفرنسيان جاك إنكوتيل (1957 و1961 و1962 و1963 و1964) وبرنار هينول (1978 و1979 و1981 و1982 و1985)، والبلجيكي إيدي ميركس (1969 و1970 و1971 و1972 و1974)، والإسباني ميغيل ايندوراين (من 1991 حتى 1995). ترتيب الخمسة الأوائل في المرحلة العشرين الأخيرة: 1- الأسترالي مارك كافنديش 3.08.07 ساعات 2- السلوفاكي بيتر ساغان نفس التوقيت 3- الأسترالي ماثيو غوس نفس التوقيت 4- الأرجنتيني خوان خوسيه هايدو نفس التوقيت 5- البلجيكي كريس بويكمانز نفس التوقيت الترتيب العام: 1- البريطاني برادلي ويغينز 87.34.47 ساعة 2- البريطاني كريس فروم بفارق 3.21 دقيقة 3- الإيطالي فينتشنزو نيبالي بفارق 6.19 د 4- البلجيكي يورغن دن بروك بفارق 10.15 د 5- الأميركي تيجاي فان غاررن بفارق 11.04 د
