بعد ثبوت ضلوعهما في التلاعب بالنتائج، أعلن الاتحاد اللبناني لكرة القدم اليوم الثلاثاء إيقاف لاعبي المنتخب الوطني محمود العلي ورامز ديوب مدى الحياة عن ممارسة اللعبة بعد النتائج المتذبذبة للمنتخب في التصفيات المونديالية. وغرّم كل من اللاعبين مبلغ 15000 ألف دولار أميركي، كما أوقف المترجم السابق للمنتخب فادي فنيش وحرمه من دخول الملاعب مدى الحياة وشطب اسمه من سجلات الاتحاد، كما وجد فادي زريقات أمين عام اتحاد غرب آسيا والذي كان مطالباً بالتحقيق في نتائج التلاعب عدداً لا بأس به من لاعبي أندية المقدمة مذنبين وضالعين في قضية التلاعب بالنتائج والمراهنات غير المشروعة وقسّم العقوبات إلى 3 فئات. كما تم توقيف الإداريين في نادي العهد فادي فنيش مدى الحياة وعلي زنيط لموسم واحد. وعقد زريقات مؤتمراً صحافياً مع أمين عام الاتحاد جهاد الشحف في بيروت، واشار الأول إلى أن المعايير التي اعتمدت في الاتحاد معتمدة على المستويين الدولي والقاري مع أقصى السرية والشفافية وبناء على معطيات عدة إضافة إلى وثائق وتسجيلات صوتية. وكان الاتحاد اللبناني قد أوكل إلى لجنة محايدة للتحقيق في ملابسات القضية وكان رئيس الاتحاد اللبناني هاشم حيدر قد أعلن في تشرين الأول/أكتوبر السابق ان الكلام الذي فاض عن وجود مراهنات وتلاعب، له أساس من الصحة. وتحدث زريقات تفيصلياً عن التحقيق الذي امتد زهاء ثلاثة أشهر وعلى ثلاثة مراحل حيث تطلب 174 ساعة عمل وتم الاستماع إلى 65 شاهداً بينهم 18 ادارياً وثلاثة حكام، وتبين أن هناك 24 لاعباً متورطاً في القضية، وأكد زريقات ان الأندية اللبنانية المعنية كانت متعاونة وان لجنة التحقيق رفعت توصيات إلى الاتحاد بالعقوبات لكي يتم اتخاذها بعدما قسمت على أربعة مستويات تترواح بين الإيقاف والغرامة المالية، وان اللجنة سلمت الوثائق كاملة إلى الاتحاد الذي قرر دمج آخر مستويين من العقوبة بعقوبة واحدة مخففة وذلك لأمور عدة تتعلق بوضع اللعبة في لبنان وان المتورطين تم إغوائهم. وكلف الاتحاد زريقات بتلاوة العقوبات حيث تم إيقاف الدوليين مهاجم بيرسيبا باليكابان الأندونيسي محمود العلي ومدافع سيلانغور الماليزي رامز ديوب لمدى الحياة إضافة إلى غرامة بقيمة 15 ألف دولار أميركي لكل منهما. واللاعبان نالا العقوبة من الفئة الأولى باعتبارهما الرأس المدبر للمراهنات وأمنا التواصل بين اللاعبين وشركات المراهنات في شرق القارة الآسيوية إضافة إلى بعض المكاتب في لبنان والتي أنشأت تحت مسمى شركات استيراد وتصدير. وفي الفئة الثانية من العقوبات فتم إيقاف لاعب العهد هادي سحمراني ولاعب وسط النجمة محمد جعفر لمدة ثلاثة مواسم إضافة إلى غرامة مالية بقيمة سبعة آلاف دولار. وفي المستوى الثالث الذي ضم لاعبين مرتشين إضافة إلى بعض "الشهود الملك" الذين خفضت عقوباتهم بسبب اعترافاتهم عن زملاء لهم، تم إيقاف عشرين لاعباً هم: علي بزي، علي فاعور، أحمد زريق، حسن مزهر، عباس كنعان، الفلسطيني محمد أبو عتيق، حسين دقيق، محمد باقر يونس من العهد، حسن علوية ونزيه أسعد وحسن شريفة وسامر زين الدين (لاعب العهد سابقاً) من النجمة، طارق العلي (لاعب المبرة السابق والعهد الحالي) علي السعدي وعمر عويضة وبشار المقداد من الصفاء وأحمد يونس لاعب الخيول ومنتخب الشباب سابقاً. كما تم إيقاف إداري العهد ومترجم المنتخب اللبناني السابق فادي فنيش الذي اعتبر أحد الرؤوس المدبرة مدى الحياة، إضافة إلى شطبه من سجلات الاتحاد ومنعه من دخول الملاعب أو شغل اي منصب في رياضة كرة القدم، وإداري نادي العهد علي زنيط حيث حكم عليه بعدم جواز العمل كوكيل لاعبين أو إداري في أي ناد، وتم تحذير العاملين كوكلاء لاعبين بأي يكونوا حاصلين على إجازة وتصريح من الاتحاد الدولي "فيفا". وكان زنيط قد سهل فوز الشرطة السوري على العهد في كأس الاتحاد الآسيوي وذلك عبر الايعاز للاعبيه باللعب في غير مقدرتهم لتسهيل الفوز للفريق السوري علماً بأن المباراة انتهت بفوز الفريق السوري 6-2 وقتئذ. وأوصت اللجنة بتوجيه الشكر إلى نادي العهد الذي تعاون بشكل كبير مع التحقيق إضافة إلى إجرائه تحقيقات داخل النادي وتقديم كل الوثائق والمستندات التي تتعلق بالقضية، كما تم توجيه تنبيه إلى رئيس وإداري في نادي المودة طرابلس (الدرجة الثانية) علما بأن اللاعب محمود العلي يشغل منصب أمين السر. ومن أبرز التوصيات التي قدمتها اللجنة للاتحاد تطبيق منظومة الاحتراف، رفع المستوى الثقافي عند اللاعبين الذين بغالبيتهم ليس لديهم مستوى تعليمي متقدم، تنظيم دورات تثقيفية عن المراهنات والتلاعب، ايجاد دور رقابي للحكومة اللبنانية، تشكيل هيئات قضائية فاعلة داخل الاتحاد (لجنة الانضباط ولجنة الاستئناف)، تشكيل لجنة تعنى بأوضاع اللاعبين وحفظ ملفاتهم، عدم السماح بممارسة مهنة وكيل لاعبين دون شهادة من الفيفا، إجراء تحريات عن مكاتب المراهنات العاملة في لبنان، مراعاة تعيين مدراء للمنتخبات حيث يجب ان يتوفروا على خبرة احترافية، عدم الجمع بين صفة إداري ولاعب في الكرة اللبنانية، تدعيم كافة العقوبات من وزارة الشباب والرياضة اللبنانية، واعتبر زريقات ان تورط بعض اللاعبين هي بمثابة الخيانة العظمى بشكل أساس. ورداً على أسئلة الصحافيين حول تورط بعض اللاعبين في مباراة لبنانوقطر في الثالث من حزيران/يونيو الماضي والتي فاز فيها العنابي 1-0 إثر خطأ دفاعي فادح من الموقوف رامز ديوب قال زريقات: "ديوب أوقف بسبب تورطه في مباريات كثيرة ولقاء قطر ليس أساس"، ثم قال لاحقاً "لم يتورط ديوب في مباراة قطر بل في لقاءين للبنان ضد مضيفه الكوري الجنوبي إذ انتهت الأولى في الدور الثالث لتصفيات كأس العالم بخسارة الأرز 0-6 والثانية في الدور الرابع 0-3". وتحدث عن ظروف التلاعب التي لا تتم على نتيجة المباراة فحسب بل على عدد الانذارات وحالات الطرد والركلات الركنية وأمور دقيقة في المباراة، وان المباريات التي ثبت فيها تورط ضمن بطولة كأس الاتحاد الآسيوي وكأس الاتحاد العربي وتصفيات كأس العالم وكأس آسيا للشباب وتصفيات كأس آسيا إضافة لبعض المباريات الدولية الودية. وكشف ان ديوب والعلي لم يعترفا بل ايقافهما تم بعدما شهد العديد من اللاعبين ضدهما. وأكد الشحف ان الاتحاد سيتابع الموضوع وسيصادق على العقوبات ويرسلها إلى الاتحاد الدولي علما بأنه يحق لأي لاعب ان يستأنف العقوبة وان الاتحاد راعى في بعض العقوبات اللاعبين وحالة كرة القدم اللبنانية وأنديتها مضيفا "الأهم بالنسبة لنا هو بتر الرأس المدبر لهذه الآفة الطارئة على كرة القدم اللبنانية وهذه المؤامرة ضد المنتخب اللبناني وهناك وضع استثنائي لبعض اللاعبين".