أكد ائتلاف الإغاثة الإنسانية في محافظة تعز وسط اليمن مقتل 91شخصاً وجرح 787 آخرين بينهم نساء وأطفال بينهم إصابات خطيرة خلال شهر ديسمبر الماضي جراء عمليات القنص والقصف العشوائي المكثف على الأحياء السكنية في محافظة تعز. وقال الإئتلاف في تقرير جديد عن الأوضاع الإنسانية في المحافظة للشهر الماضي أن الرجال تصدروا الرقم الأعلى من بين أعداد الضحايا، حيث بلغ عدد القتلى 71، كما جرح 568 آخرين، في حين تصدر الأطفال الفئة الثانية في أعداد الضحايا، حيث وصل عدد ضحاياهم إلى 13 قتيل، و138 جريح، بينما قتلت 7 نساء، وأصيبت 81 أخريات، أغلب تلك الإصابات كانت خطرة. وفي التقرير الذي تضمن إجمالي الخسائر البشرية والمادة التي تم رصدها جراء الأحداث في المحافظة والوضع الصحي والتعليمي القائم والاحتياجات الإنسانية والإغاثية للمحافظة قال الائتلاف أن 45 منزلاً ومنشأة ومحلا تجاريا ومدارس ومساجد ومباني حكومية وخدمات عامة وطرق رئيسية وجسور تضررت بفعل الحرب، منها 5 منازل تعرضت للتفجير بالألغام والعبوات الناسفة، بالإضافة إلى تضرر 23 منزل كلياً وجزئيا في أحياء مختلفة من المدينة جراء القصف العشوائي، في أحياء الجحملية، بازرعة، وصالة شرقي مدينة تعز ومديرية الصلو جنوبي المحافظة. وأضاف التقرير: كما تعرضت 3 مدارس ومرافق تعليمية وطلاب للاستهداف بالقصف المدفعي، بالإضافة إلى تضرر 3 مساجد، و 8 مكاتب عامة وخدمية بالقصف المباشر، وتفجير 3 جسور وطرق رئيسية. وأشار الائتلاف إلى تسجيل 500 حالة إصابة بمرض الكوليرا في مديريات مختلفة من محافظة تعز، في حين سجلت حالتين وفيات بالسبب ذاته في مديرية شرعب الرونة، في حين أغلقت 17 مدرسة تعليمية بمديرية شرعب الرونة بسبب انتشار وباء الكوليرا. ويؤكد ائتلاف الإغاثة الإنسانية في تقريره بأن خدمات المياه والكهرباء والنظافة لا تزال منقطعة عن المدينة، إلى جانب انعدام معظم الخدمات الصحية والأدوية، وعدم وصول المنظمات الإغاثية والمانحة إلى مدينة تعز منذ الكسر الجزئي للحصار عن المدينة من منفذها الغربي منتصف أغسطس الماضي. تهجير قسري وأكد الائتلاف في تقريره إلى أن 306 أسرة تعرضت للتهجير القسري من منازلها بالقوة والتمركز في بعض منها (الربيعي، حذران، الأحكوم، جولة القصر، الوازعية)، مشيرا إلى أن الأسر النازحة والتي تعرضت للتهجير القسري في مناطق المواجهات تلجأ إما إلى المدارس أو إلى أسر مضيفة داخل محافظة تعز ومحافظات أخرى، والكثير من هؤلاء لم تسنح لهم الفرصة أخذ ما يلزم من أمتعتهم وممتلكاتهم الشخصية وأثاث منازلهم خوفاً من الموت الذي يلاحقهم. مدينة بلا إغاثة وفي الوقت الذي لازالت مدينة تعز تعيش وضعاً بالغاً السوء في ظل استمرار الحرب في عدة مناطق من المحافظة، فاقمها الحصار المفروض عليها منذ أكثر من عام على مئات الآلاف من المواطنين داخل المدينة بمختلف المجالات الصحية والغذائية والبيئية. ومنذ الكسر الجزئي للحصار عن المدينة من منفذها الغربي منتصف أغسطس الماضي، إلا أن المدينة لم تصلها مساعدات كافية من المنظمات الدولية المانحة تفي بالغرض مقارنة بعدد السكان والمتضررين والضحايا، ولم يتم الاستجابة لنداءاتها ومناشداتها إلا بالشيء البسيط، بعد أن كان الحصار المفروض على المدينة يقف عائقا أمام دخول تلك المساعدات. ويحذر ائتلاف الإغاثة الإنسانية من مجاعة حقيقية، قد تؤدي إلى كارثة إنسانية وشيكة في محافظة تعز، وقد يصل بها الحال إلى ما وصلت إليه محافظة الحديدة جراء توقف إرسال المساعدات الإغاثية للمدينة التي تحتاج للتدخل العاجل لإنقاذ حياة المواطنين، ودعمها بكل ما يلزمها من ضروريات الحياة، خاصة مع انقطاع المرتبات الشهرية لموظفي الدولة، غالبية هؤلاء الموظفين لا يمتلكون مصادر دخل سوى مرتباتهم. مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الائتلاف أصدر أربعة نداءات استغاثة منذ الكسر الجزئي للحصار عن المدينة من منفذها الغربي، وآخرها نداء استغاثة "قبل أن تحل الكارثة" تدعو إلى سرعة إدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية للمتضررين والنازحين، إلا أن تلك النداءات لم تلق لها أي ردود قوي لدى المنظمات الإنسانية الدولية، كما أصدرت عدد من مستشفيات المدينة نداءات استغاثة بضرورة سرعة إيصال الأدوية والمستلزمات الطبية لها بعد أن اضطرت لإغلاق عدد من أقسامها بسبب شحة الموارد. كما يجدد التذكير بأن الوضع الإنساني يزداد سوءا من منطقة إلى أخرى، وارتفعت حدته في 15 من مديرياتها، والتي لازالت تشهد مواجهات مسلحة حتى اليوم، ويعيش فيها آلاف المتضررين والنازحين والمنكوبين، مجددا مناشدته أيضاً للمنظمات الإنسانية والجهات المختصة لدعم المحافظة وسرعة إيصال المساعدات اللازمة إليها. لافتاً إلى أن الحكومة اليمنية كانت قد أعلنت تعز -الأكثر سكانا في اليمن- مدينة منكوبة جراء الحرب والحصار، كما أعلنت منظمات دولية في أحدث تقاريرها أن تعز هي أكثر المحافظات تضررا من حيث عدد القتلى والجرحى والنازحين. وجدد ائتلاف الإغاثة الإنسانية بتعز، تأكيده على احتياجات المحافظة الشهرية من المساعدات الإغاثية في مجالات الغذاء، الصحة والبيئة، الايواء، المياه، والمشتقات النفطية والتي نشرها في تقرير سابق، لتأمين سير الحياة العامة للسكان في المحافظة، داعياً المنظمات الدولية المانحة إلى سرعة إرسال المساعدات الإنسانية واستهداف السكان المتضررين بالمساعدات الإنسانية المختلفة، وخاصة بعد الكسر الجزئي للحصار عن المدينة من منفذها الغربي. موضحاً بأن اجمالي تكلفة الاحتياج الشهري لتلبية متطلبات المحافظة في مجال الصحة والبيئة تصل إلى أكثر من 82 مليون دولار، كما تحتاج الأسر المتضررة والقاطنة في مديريات محافظة تعز إلى توفير 500ألف سلة غذائية شهرياً، بما يحقق لها الاستقرار في العيش. وفي مجال الايواء، فإن مشكلة النازحين في المحافظة تحتاج إلى توفير 25 مركز ايواء، لتخفف من معاناة (16500) فرد، و(29858) أسرة نازحة ومستضيفة، كما أن اثنين مليون نسمة يحتاجون لتأمين مياه الشرب والاستخدام بحسب معايير (أسفير العالمية). ولتأمين سير الحياة العامة لسكان تعز، فإن المحافظة بحاجة إلى توفير (685800) لتر من مادة الديزل شهرياً، بالإضافة إلى توفير (174600) لتر من مادة البترول شهرياً. وتعيش محافظة تعز أوضاعا إنسانية بالغة السوء منذ بدء الحرب عليها في 14إبريل من العام الماضي وانتهاءً بالحصار الخانق على جميع مداخلها منذ أكثر من 16 شهراً، عدا المنفذ الغربي الذي فُتح مؤخراً.