تتزامن ذكرى تأسيس تجمع الإصلاح، مع لحظة فارقة من تاريخ اليمن؛ الحالي، لحظة يمتزج فيها دم أعضاء الإصلاح بالدم الوطني. تأسس الإصلاح، في مثل هذا الشهر؛ سبتمبر، الشهر الذي انتصرت فيه الجمهورية الأولى على الإمامة، وانتصر فيه الإصلاح على الفوضى لصالح السياسة. ربما، ولهذه الرمزية؛ رمزية التأسيس السبتمبرية، ظل الإصلاح كحزب، حريصا على الذهاب باتجاه المشترك الوطني، سواء كمعارضة في إطار "اللقاء المشترك"؛ ضد انقلاب صالح على سبتمبر ، أو كمقاومة في إطار "المقاومة الشعبية"؛ ضد الانقلاب الحوثي والمخلوع على فبراير. للإصلاح مواقفه الوطنية، كما أيضا أخطائه السياسية، له ايجابياته الإجتماعية كما له سلبياته الفكرية. لا يحتاح الإصلاح، من ناقديه، في هذا التاريخ الحرج، أكثر من الإنصاف، والإنصاف قيمة نادرة، لا يتصف بها، إلا من تحلى بصفة الشجاعة، والإنصاف ليس مطلوبا فقط من غير الإصلاحيين، بل من الإصلاحيين أيضا؛ إنصاف أنفسهم بتقبل النقد بصدر وطني. باختصار؛ في ذكرى تأسيسه.. ما يحتاجه الاصلاح،، من خصومه.. الإنصاف. و من أعضائه.. المزيد من الانفتاح الوطني. و من قياداته.. الإيمان بأهمية التشبيب.