احتفل اليمنيون هذا العام بالذكرى ال 55 لثورة ال 26 من سبتمبر بشكل غير مسبوق، نظرا لأهميتها وللظروف القائمة في المرحلة الراهنة. احتفى الجميع رجالا ونساء بثورة 26 سبتمبر بشغف كبير، فهي الثورة التي خلصتهم من أبشع نظام كهنوتي عنصري. تقول هناء الحارثي عن الثورة السبتمبرية "في مثل هذه الأيام من شهر سبتمبر عام 1962م كان الابطال يعدون العدة لإيقاد شعلة سبتمبر المجيد ويهيئون الشعب للتحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما وإقامة حكم جمهوري عادل وإزالة,الفوارق والامتيازات بين الطبقات". وتضيف "إلا أن معركة المرأة اليمنية، وإن أشرقت في هذا الجانب، فإنها ما تزال مظلمة، ويمثل تغير المشهد بطريقة دراماتيكية مرعبة، غير متوقعة، انتكاسة جديدة مفجعة للمرأة اليمنية، والذي سيلقي بظلاله على حياتها ، والمتمثل بالحركة الحوثية التي سيطرت على العاصمة صنعاء بالقوة، في 21 سبتمبر/ أيلول 2014، لتصبح هذه الجماعة سلطة الأمر الواقع في شمال اليمن، وهي التي لا تؤمن بدور للمرأة، وستكون المرأة الأكثر تضرراً من حكمها على الدوام". من جهتها اعتبرت "منية الخضر " ان الثورة السبتمبرية تولد من جديد، وان منسوب الوعي والإيمان بتحقيق كامل اهدافها يزداد يوماً بعد آخر، ويمكن أن تلمس ذلك في مواقع التواصل التي احتفل مرتاديها بالثورة منذ وقت مبكر، أو لدى رجل الشارع البسيط الذي يقول لك لن نقبل بعودة الإمامة مهما كان الثمن بعد كل هذه التضحيات التي تُدفع من دماء الأبطال في ميادين الشرف والبطولة. وتتابع "بالنسبة لي كامرأة فإن الثورة 26 سبتمبر 1962 هي أعظم ثورات اليمنيين، وهي التي توجت قروناً من النضال اليمني ضد واحدةٍ من أكثر نظريات الكهنوت الديني انحطاطاً وتخلفاً، ممثلةً بالإمامة، التي كانت من أهم أسباب الإعاقة والتراجع الحضاري للأمة اليمنية التي تحوّلت من بلاد العرب السعيدة إلى بلاد العرب التعيسة والمحطمة، بفعل هذه النظرية الكهنوتية. وتؤكد " نجلاء احمد" ان اليمنيين لم يشعروا من قبل مثلما شعروا اليوم بأهمية ثورة 26 سبتمبر 1962، ولم يلتفوا، كما التفوا اليوم، خلف حاملي شعار هذه الثورة والمقاتلين، من أجل تصحيح مسارها الذي انحرف به نظام المخلوع صالح أزيد من ثلاثة عقود، حينما حوّل النظام الجمهوري إلى ملكية أسرية فاقعة، تحت شعار الجمهورية السبتمبرية، التي قامت للخلاص من نظام الإمامة الكهنوتي الأسري العنصري. فيما تشير" مريم عوض" انه يجب احياء الذاكرة الوطنية في هذا اليوم بعظمة 26 سبتمبر وان الشعب اليمني عانى قبله ويلات المرض والجهل والفقر والظلام واتسمت حياة الشعب آنذاك بالجمود والعزلة عن العالم الخارجي فال26 من سبتمبر يعتبر النقطة الفاصلة بين النور والظلم والموت والحياة فهذا اليوم يوم للنور الشامل الذي أضاء أفق ومستقبل الشعب اليمني.