عقب اجتماع قادة أحزاب اللقاء المشترك وشركائه لمناقشة فكرة المجلس الوطني الانتقالي التقت "الصحوة" بالأمين العام المساعد للجنة التحضيرية للحوار البرلماني صخر الوجيه وتحدث حول تفاصيل المشروع الأولي للمجلس الانتقالي. وأوضح الوجيه أن المجلس الانتقالي يأتي كخيار سياسي بديل وحتمي بعد إفشال المبادرة الخليجية من قبل الرئيس صالح في ظل انسداد في الأفق السياسي والذي يحتم على القوى السياسية إيجاد مخرج للبلاد في إطار النضال السلمي أيضا. وأكد أنه سيتم التشاور مع الأطراف السياسية من مختلف مشاربها لإنجاح هذا المجلس لتكون مهمته الأولى تصعيد العمل الثوري ثم الانتقال لتشكيل مكونات إدارة الدولة ويبقى هو مرجعية. وحول الأزمة المعيشية الحالية قال صخر الوجيه إن حالة اليمنيين حتى قبل الخروج إلى الشوارع كانت متدهورة وكانت محافظات بكاملها خارج نطاق سيطرة الدولة في ظل ما حدث في صعدة واحتقان الجنوب، وبيع الغاز اليمني للخارج بأقل من ربع السعر المتعارف عليه. تفاصيل كثيرة في هذا الحوار..
نبدأ من آخر المستجدات وهو الاجتماع الأول الذي عقده اللقاء المشترك وشركاءه في اللجنة التحضيرية للحوار وذلك لمناقشة تشكيل مجلس وطني انتقالي.. ما الذي توصلتم إليه؟ - أولا لابد من الحديث عن التفكير في بدائل غير خيار المبادرة الخليجية، وأرى أن هذه البدائل كان يفترض طرحها قبل هذا الوقت، لأن المبادرة الخليجية تم إفشالها من قبل علي عبدالله صالح ولم يوقع عليها ومن ثم بعد حادث دار الرئاسة، وأصبح الوضع يكتنفه الغموض فيما يخص صحة الرئيس، وبالتالي الجميع يؤيدون هذه المبادرة ويؤيدون النقل الفوري، لكن لا يتحدث أي أحد عن آليات النقل الفوري، وبالتالي في ظل هذا الأفق السياسي -الذي يكاد أن يكون مسدودا- يحتم على الأحزاب السياسية أن تتعامل مع الوضع بعدة خيارات وعدة مسارات وكان لابد من التفكير في حسم المسألة عن طريق الثورة الشعبية وإن كان هذا سيكون– حسب ما أعتقد- أكبر كلفة مما لو كان الحسم عن طريق النقل الفوري للسلطة ومن ثم البدء بتنفيذ المبادرة الخليجية.. هذه هي الأسباب التي جعلت القوى السياسية المعارضة تفكر جديا في بحث خيار المجلس الوطني الانتقالي. النظام لم يسقط بالكامل بالطبع في صحيح إنه الواقع القانوني والدستوري فهناك فراغ دستوري، لكن في جانب الواقع العملي فمازال بقايا النظام بقيادة أسرة علي عبدالله صالح التي تمسك بقيادة الحرس الجمهوري والأمن المركزي مازالوا يعيقون، نائب رئيس الجمهورية في استلام السلطة، وإن كان نائب رئيس الجمهورية هو راضي بهذا الدور وجعل من نفسه غطاءً دستوريا وشرعيا لهم، وهم مازالوا يعيقون تقدم الثورة وإن كنت أعتقد أن الثورة ستنجح 100%، وستصل إلى أهدافها، ولذلك كان على الإخوة السياسيين أن يفكروا بهذا الخيار مبكرا، وأقول يفكروا ليس بصفتهم هم القياديين للثورة، وإنما بالتنسيق مع كافة القيادات التي في الساحة وفي مقدمتهم المعتصمون في ساحات الجمهورية، حتى يتم التنسيق والتوافق بمجلس وطني تكون مهمته الأولى وهدفه الأول هو استكمال الثورة الشعبية.
ماذا عن الصورة العامة لهذا المجلس هل وصلتم إلى تشكيلة أولية؟ - بالطبع لا يمكن حسم الصورة النهائية للمجلس ما لم يتم التوافق مع الأطراف الأخرى، لكن هناك مبادئ أساسية حيث يجب أن يشمل هذا المجلس كافة القوى السياسية والاجتماعية التي تشارك في الثورة وتدعم الثورة وعلى رأسهم المعتصمين الذين هم الأبطال الحقيقيون للثورة، الذين صنعوا الحدث، وبالتالي الصورة النهائية ستتحدد بعد أن يتم الاتفاق مع كافة القوى، والمهم أن الهدف الأول لهذا المجلس الوطني هو استكمال الثورة ووضع التصورات لبناء الدولة اليمنية الحديثة، حتى لا يحصل إرباك عقب السقوط الكلي للنظام، ويفترض عندما يسقط النظام تكون هناك هياكل وأطر جاهزة للإمساك بزمام الأمور.
نشرت بعض وسائل الإعلام أن المجلس الانتقالي يتكون من 311 عضوا، نصفهم للقاء المشترك وشركائه، ما صحة هذه الأرقام؟ - دائما الإعلام يستبق الأحداث، ما أن يسمع بخبر أو عنوان خبر حتى يبدأ يتحدث في التفاصيل التي هي في الأساس لم يتم البت فيها وبالتالي الحديث اليوم عن أي أرقام سواءً لعدد أعضاء المجلس الوطني الانتقالي أو أي نسب تحدد لهذه الجهة أو تلك، فهو مجرد تكهنات وتصورات والأرقام النهائية ستحددها جميع القوى.
لكن ألا ترى أن الأرقام بالمئات تعد مبالغة حتى ولو كان الرقم الحالي مجرد رقم أولي؟ - المقصود بالمجلس الوطني أن يكون مرجعية سياسية وتشريعية ورقابية، وستنتج عنه مكونات هذه المكونات هي التي ستدير الدولة، من مجلس رئاسة انتقالي مؤقت، وحكومة انتقالية مؤقتة، هذه المكونات هي التي ستدير البلاد، لكن يجب أن تدير البلاد وفقا لمرجعية سياسية ورقابية، والمرجعية السياسية أعتقد يجب أن تكون من كافة القوى المشاركة بالثورة.
بمعنى أن المجلس الانتقالي أصبح الآن مسألة وقت، أم مجرد تخويف وإيصال رسائل إلى هنا وهناك؟ - ليس إرسال رسالة، المشترك وشركائه وبقية القوى يفكرون جديا في بدائل لأنه إذا لم يتم تنفيذ البديل السياسي المتمثل في مبادرة الخليج والتي يفترض أن تعدل ولا تبقى كما هي، و كان يجب أن تنقل السلطة بعد حادث جامع الرئاسة بأسبوع، لكن إلى متى سيظلون ينتظرون تنفيذ هذا البديل، أعتقد أن الجمود السياسي سيؤدي إلى تدهور الأوضاع في اليمن، وتعلم الآن كيف الأوضاع، فبقايا النظام تحاصر المواطنين في معيشتهم، وفي المشتقات النفطية، وفي الكهرباء، اليوم المصانع توقفت، المزارع احترقت.. أنا من محافظة الحديدة التي يعيش أبناؤها على الزراعة كمصدر أساسي، اليوم أفقروا، انتهت مزارع بأكملها بسبب عدم توفر المشتقات النفطية، وهذا الأمر متعمد من قبل بقايا النظام لمعاقبة الشعب على أمل لديها ووهم بأن هذه المحاصرة ستفت في عضد الثوار وستوجد الانشقاقات في الساحات وتراهن على الوقت وبالتالي من المحتم من منطلق المسؤولية الوطنية فكرت المعارضة بهذا الخيار كخيار جدي، ولا يعني التفكير في هذا الخيار أن الباب مغلق أمام المسار السياسي لكن لن يظل الناس ينتظرون المسار السياسي ويعطونه وقتا مفتوحا.
لكن البعض من العامة يتخوفون ويحملون في تصورهم أن المجلس الوطني الانتقالي هو المواجه للقوات المسلحة التي لازالت موالية للرئيس، وبالتالي الحرب؟ - الثورة اليمنية قامت من بدايتها على أساس سلمي وستظل سلمية، ومن يبحث عن الحروب هو النظام والآن بقايا النظام وأسرة علي عبدالله صالح، ومع هذا لم يتمكنوا من جر هذا الشعب رغم الحصار والتجويع وفقدان الخدمات، ورغم التضليل الإعلامي والتزييف لم يستطيعوا جر الشعب إلى مربع العنف، والمربع الذي يريدونه، والمجلس الانتقالي سيكون في بداية الأمر سيكون هيئة ائتلافية لقوى الثورة حتى تصعد من العمل الثوري سلميا.
في النهاية أنتم أمام خيارين، إما المبادرة الخليجية، أو المجلس الانتقالي كحل نهائي؟ - نعم.. هذه هي الخيارات المطروحة على الطاولة.
ماذا عن الحديث حول قدوم مبعوث دولي من قبل الأممالمتحدة للجلوس مع الأطراف والخروج بحل قد يكون عن طريق المبادرة الخليجية؟ - أسمع هذا الكلام من قبل إعلام النظام ومن قبل مسؤولي بقية النظام فاقد الشرعية، ولكن ليست لدينا معلومات دقيقة، وعلى العموم أعتقد إن أي خيارات أو تدويل للقضية، فكان على مجلس الأمن أن يفرض من البداية عقوبات على المسؤولين عن هذا النظام لارتكابه جرائم القتل في حق الشعب اليمني، وبالتالي غير مقبول أن يتقدموا بمبادرات قبل أن يتخذوا إجراءات ضد من قتلوا شباب اليمن، وضد من جوعوا اليمنيين وأبادوهم واستخدموا الأسلحة الثقيلة في المدن، من صنعاء إلى تعز، وأرحب وعدن وأبين، في كل مكان، وبالتالي قبل أن يتحدثوا عن حلول على أساس المبادرة الخليجية، فإذا كان الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي والأصدقاء كما يقال مجازا من دول الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي لم يستطيعوا أن يظهروا موقفا تجاه من أعاق هذه المبادرة، فلم نعد إلى المربع الأول، فإما أن يبدأ النقل الفوري للسلطة إلى نائب الرئيس، ويشرع في تنفيذ المبادرة الخليجية وإما إنه ليس أمام القوى السياسية وأمام الشعب اليمني إلا الحسم الثوري عن طريق النضال السلمي.
ينطلق من مجلس انتقالي؟ - الآليات يحددها الشعب، لكن المطروح الآن هو المجلس الانتقالي، من حيث المبدأ ليس سوى هذه الخيارات، لكن ماهي وسائل الحسم الثوري، فالمطروح الآن هو المجلس الانتقالي سواءً تناقشه القوى السياسية أو المعتصمون في ساحات الجمهورية، وهم سيحددون أدواتهم في مسألة الحسم. وردت بعض الجهات ضمن تشكيلة المجلس الانتقالي مثل تكتل العدالة والبناء وحزب الرابطة وغيرها.. هل تم التشاور مع هذه الأطراف؟ - هذا التصور أولي، وهذه أول جلسة لمناقشة مثل هذا التصور، لكن من المستحيل أن ينشأ مجلس وطني انتقالي بدون أن يعرض على كل المكونات المساندة للثورة لأنه من باب الإنصاف يجب أن يكون هناك شراكة حقيقة وجبهة عريضة وائتلاف واسع يبين للعالم أن الشعب اليمني والقوى السياسية والاجتماعية في جهة وبقايا هذا النظام فاقد الشرعية وهذه الأسرة التي أذاقت الشعب اليمني الأمرين في جهة أخرى.
ألا تخشون أن يطول الوقت في النقاش حول المجلس الانتقالي حتى نصل إلى رمضان والدخول في أزمات جديدة إلى مالا نهاية؟ - لا أعتقد إن الوقت سيطول لأن هناك جدية في أخذ المسألة بعين الاعتبار، لكن كذلك لن يتم الاستعجال في إعلان هذا المجلس مالم تتوفر الشروط والظروف اللازمة لإنجاح هذا المجلس، والسياسيين آخذين في عين الاعتبار إن المراهنة على الوقت وتطويل الأزمة هي خيار لدى بقايا النظام.
المؤتمر الشعبي العام خارج هذا الإطار.. أما سيدخل عن طريق المبادرة أو لاشيء؟ - الإخوة في المعارضة، وأعتقد الشباب في الساحات، ليس بينهم وبين كل أفراد المؤتمر الشعبي العام خصومة، لأنه لا يعقل أن يكون كل أفراد المؤتمر الشعبي العام ضد الشعب، وقد أثبت الواقع ذلك، فكثير من أعضاء مجلس النواب المنتمين للحزب الحاكم استقالوا وشكلوا كتلة المستقلين الأحرار وهم مطروحين أيضا أن يكونوا ضمن هذا المجلس، كثير من الإخوة الذين لازالوا في المؤتمر هم عقلاء وحكماء وتعرف من هم اليوم الذين يصرحون ويتحدثون باسم المؤتمر، أشخاص لا وزن لهم ولا قيمة.. الأشخاص الذين لهم وزن وثقل في الحزب الحاكم تواروا عن الأنظار وهم يدرسون الأمر مليا، وبالتالي من سيؤيد الثورة والشعب من المنتمين إلى المؤتمر الشعبي فالباب مفتوح لهم مثلهم مثل أي قوى سياسية.. أما المتورطين في الدماء والتحريض على قتل وتجويع الشعب هؤلاء بالتأكيد لن يقبلوا. الأوضاع المعيشية وصنع الأزمات.
لنتقل إلى الجانب المعيشي، هل كنتم تتوقعون أن تصل الكلفة إلى هذا الحد وتدهور الأوضاع المعيشية بهذه الصورة؟ - هذا كان متوقعا حتى بدون ثورة، حالة اليمنيين حتى قبل الخروج إلى الشوارع حالة متدهورة، كانت الطرق مقطوعة وكانت محافظات بكاملها خارج نطاق سيطرة الدولة مثل صعدة وغيرها، ماذا تتوقع بعد ستة حروب في صعدة، وبعد احتقان في جميع محافظات الجمهورية في الجنوب، ماذا تتوقع في ظل إدارة فاسدة باعت الغاز اليمني بأقل من ربع السعر المتعارف عليه.. كانت الأمور متأزمة وكانت الحالة الاقتصادية متدهورة، لكن ما يحصل الآن من أزمة فوق هذه الأزمات الموجودة هي من صنع النظام.. اليوم المشتقات النفطية تباع في السوق السوداء تحت بصر القوى الأمنية المهتمة بمحاصرة الناس وبقتل الناس، أين قوات الحرس الجمهوري لا تنزل إلى محطات الوقود، أين القوات لا تنزل لمنع بيع الدبة ال 20 ليترا ب9000 ريال؟ هي من صنعت هذه الأحداث وهي من تريد أن تنتقم من الشعب لأن الشعب قال لهذا النظام "ارحل"، لو كان عندهم بقية من إحساس بالمسؤولية ما أوصلوا الأمور إلى هذا الحال، والأنكى من ذلك يقولون إن المعارضة هي السبب.. يقتلون الناس في الشوارع وقت الصلاة، ويقولون الأهالي قتلوهم، يقطعون الطرق على المشتقات النفطية ويقولون مليشيات المعارضة، يصنعون القاعدة ويخرجوها من السجون، ويمدونها بالسلاح ويقولون إنها منسقة مع المعارضة السياسية، وأخيرا عندما حدث ما حدث في دار الرئاسة يريدون أن ينسبوه لهذا أو ذاك قبل أن تظهر نتائج التحقيق، وأخيرا قالوا إنها القاعدة الحاضر الغائب وهم يريدون أن يذروا الرماد في العيون ولا يريدون أن يجروا تحقيقا محايدا يوضح من قام بهذا التفجير.. لأن هذا التفجير حدث داخل دار الرئاسة، والرئيس حراسته منوطة بأحد أبناء أخيه، الرئيس لديه حرس رئاسي، وحرس جمهوري، وحرس خاص، وقوات مكافحة الإرهاب، وهو يقول إنهم يكافحون الإرهاب، فكيف اليوم يقولون إنهم سينجحون في مكافحة الإرهاب وهم لم يستطيعوا أن يحموا دار الرئاسة من الإرهاب.. حتى لو قالوا القاعدة وافترضنا وسلمنا لهم جدلا- وسلمنا لهم جدلا ضع تحتها خطين- أنها القاعدة، هل القاعدة عملت بمعزل عن أياد من داخل الرئاسة، وهل هناك أياد من الحرس الرئاسي أو ممن يقودون الحرس الرئاسي منسقة مع القاعدة في هذا الأمر؟؟ هل تستطيع القاعدة الوصول إلى مسجد الرئاسة بدون أياد داخل الرئاسة؟ هذا لو سلمنا جدلا أنها القاعدة.. هم الآن يوظفون هذه الأحداث للانتقام من الشعب اليمني والابتزاز السياسي.. انظر إلى الآن لم يتعاملوا مع هذا الحدث بأي جدية، بل تعاملوا معه للاستفادة منه سياسيا.. حتى الدماء التي سفكت في دار الرئاسة لم يتم التعامل معها معاملة إنسانية، بل وظفت للابتزاز السياسي والانتقام من الشعب.
في العودة إلى نقطة المشتقات النفطية، وحول معلوماتك كعضو في لجنة النفط في مجلس النواب.. هل بالفعل توقف ضخ النفط إلى ميناء عدن بسبب تفجير الأنابيب؟ - مجلس النواب معطل، وكلجنة لا نستطيع أن نقول إن الأنبوب عطل أو تعطل، وأعتقد إنه عُطل عمدا، وهم يلصقون المشكلة بالمعارضة وهم يدركون أن من قطع هذا الأنبوب هو والد الأمين العام ونائب محافظ مأرب جابر الشبواني الذي قتل ولده على أيدي السلطة، والذي وعدت السلطة بأن تحل هذا الإشكال وهي تنصلت وتعلم إن هذا التنصل سيترتب عليه أشياء وأعباء كبيرة، لكن هي تريد ذلك.. القضية في مسألة المشتقات النفطية لو افترضنا أنه معطل، ألم يستلموا من السعودية كمية ستصل تباعا إلى ميناء عدن عبر البحر حيث لا يوجد لا مشترك ولا غيره.. إن قلنا إن الطرق البرية مقطوعة فلماذا لا تتوفر في عدن هذه المشتقات وهي في البحر نفسه، ولماذا الحديدة لا تتوفر فيها مشتقات وهي التي سيصلها عبر البحر، وكذلك المخاء وتعز.. على الأقل هذه المحافظات الساحلية التي تصل درجة الحرارة فيها لأكثر من أربعين درجة، قطعوا الكهرباء ومات الأطفال والعجزة، والمرضى وتعفنت الجثث في الثلاجات.. الأمر مكشوف، هنا في صنعاء يتم صب المشتقات في المحطات والطوابير بالكيلومتر، فيبدأون بتعبئة السيارات لمدة نصف ساعة ثم يأتي من يطلق النار في الجو والأمن متواجد فيقفل صاحب المحطة بذريعة أنه لا يستطيع البيع وينتهي الأمر، وبقدرة قادر يتسرب هذا الوقود ويباع في السوق السوداء. ماذا يعمل الجنود الذين يرابطون في المحطات ولا يتصرفون مع من يطلقون النار، لماذا فقط يقتلون المعتصمين سلميا، مع أني أرثي لحال هؤلاء الجنود وهم جزء من هذا الشعب المغلوب على أمره. يريدون أن يركعوا ويذلوا الناس، لكن منطق التاريخ يقول إن الشعب إذا خرج فإنه لا يعود للوراء، هؤلاء لا يريدون الخروج بنوع من العزة والاحترام ولو القليل، يريدون أن يخرجوا مهانين.
في جزئية ثانية متعلقة بأحمد علي عبدالله صالح وإدارته للأمور الآن، إلى أي مدى يمكن أن يبقى على هذا الحال، سواءً في ظل المبادرة الخليجية أو الواقع الحالي؟ - كنت أتمنى أن تعتبر أسرة الرئيس مما جرى، سواءً في العالم العربي، أو في اليمن، لكن يبدو أنهم راكبو رؤسهم ومازالوا يصرحون تصريحات، ولكن أعتقد إن الأمر لن يطول، وعليهم أن يعتبروا وأن يدرسوا المسألة بجدية وأن لا يقفوا عائقا أمام خيارات الشعب، وبكل تقدير نقول لهم اتركوا هذه المناصب التي وصلتم إليها ليس بكفاءتكم وليس بعلمكم، وليسب مقدرتكم، إنما أنتم تعلمون كيف وصلتم إليها، وبالتالي لا داعي لأن تأزموا حياة الشعب اليمني، وتكون عاقبة الأمور وخيمة. كل من سينفذ المبادرة الخليجية بحذافيرها لا مانع من أن يبقى في مكانه، لكن الأحداث والمؤشرات تدل على أن الأسرة وبقايا النظام لن تغير منهجها ولن تغير سلوكها وليس أمام الشعب اليمني إلا أن يواصل نضاله حتى يتخلص تماما، ويصبح في مأمن من فلول هذا النظام، ومن إجرام بقايا هذا النظام والأسرة التي تدير الأمور، وللأسف فالنائب يجعل من نفسه غطاءً سياسيا لأعمال هذه الأسرة.
كل المؤشرات تقول إن الرئيس انتهى سياسيا، فماذا ينتظرون؟ - يبدو لي إن لديهم وعود من جهة ما، ويراهنون على الوقت، ويراهنون على أن تتفكك القوى السياسية والساحات وهذا لن يتم، هذا وهم في رؤوسهم وستدور الدائرة عليه، فالأفضل لهم أن يسهلوا الأمر ونخلص من هذه المسألة وتنفذ المبادرة الخليجية وإلا فإن عجلة التاريخ ستدور إلى الأمام وتدهس من يقف أمامها، والشعب اليمن 25 مليون وليسوا 100 أو ألف أو 20 ألف.. وسيظل يناضل، وقد خسر الكثير ومن الصعوبة أن يتراجع عن أهدافه.
بعد تنصل الرئيس من المبادرة الخليجية.. هل كنتم تتوقعون هذا الموقف الهادئ من قبل السعودية؟ - السعودية والخليج وأمريكا وأوروبا، أعتقد إذا شعرت أن الشعب حسم خياراته فإنهم سيتعاملون معها، ليس على القوى السياسية والشعب اليمني إلا أن يعولوا على أنفسهم بدرجة 80% ثم البقية على الغير.
يعني من هذا المنطلق بدأتم فكرة المجلس الانتقالي؟ - طبعا، لأنه لابد من خيارات أخرى، لن نمكن بقايا النظام وهذه الأسرة المستبدة التي نهبت وعبثت بالشعب اليمني من أن يراهنوا على طول الوقت بحيث يتم تطويل عذابات الشعب اليمني.
وماذا عن الساحات؟ - أقول للساحات، عليهم أن يصبروا وأن يتحدوا وأن لا يسمعوا لبعض المدسوسين من الأمن القومي والسياسي ومن أتباع النظام الذين يندسون بينهم ويروجون للشائعات، ويريدون خلق الفرقة بين هذه القوى داخل الساحات، وبين القوى السياسية. وأقول للشباب في الساحات إنهم أنجزوا إلى هذا اللحظة إنجازات كبيرة، وكل هذه التحركات السياسية الدولية والمحلية كلها بفضلهم بعد الله، بفضل الشعب الصابر الذي أثبت أنه أصلب وأقوى مما كان يتصور السياسيين وغيرهم، وأرى أن الله لن يخيب جهود ودماء الثائرين طالما وهم ينشدون العدل والمساواة.