قالت مصادر مطلعة إن قيادة المليشيات استنفرت قياداتها المحلية في المحافظات وأعضاء حكومتها الانقلابية غير المعترف بها لتدشين المقابر الجديدة في ظل حفاوة إعلامية من قبل وسائل إعلام الجماعة، قابلتها سخرية واسعة في أوساط الناشطين اليمنيين. وقالت المصادر ل" الشرق الاوسط" إن مليشيات الحوثي الانقلابية خصصت ، هذه السنة أكثر من 50 مليار ريال يمني (الدولار= 450 ريالاً) للإنفاق على تجهيز عشرات المقابر الجديدة لقتلاها في عدد من مناطق صنعاءوذمار وريمة وحجة وصعدة وتعز وإب وللإنفاق على احتفالات الجماعة السنوية بما تسميه «أسبوع الشهيد». ودشن رئيس مجلس انقلاب الميليشيات في حي «الجراف» شمال صنعاء واحدة من المقابر الضخمة، التي تطل على شارع المطار الرئيسي، وهو الحي الذي يشكل معقلاً تقليدياً لقيادات الجماعة وأنصارها، كما دشن مسؤولو الجماعة مقابر أخرى في مدينة حجة ومديرياتها فضلاً عن محافظاتذمار وريمة وإب. وعلقت الميليشيات صوراً ضخمة للقتلى من قياداتها في مختلف الأماكن المخصصة للدعاية الإعلانية بشوارع صنعاء والأماكن العامة وفي الشوارع الرئيسية لمراكز المحافظات في سياق احتفالاتها السنوية بما تسميه «أسبوع الشهيد». وبدأت الجماعة في إقامة الندوات ومعارض الصور والفعاليات المختلفة، في مختلف المناطق التي تسيطر عليها، وأمرت المؤسسات الحكومية والمدارس بإقامة فعاليات للمناسبة لتخليد القتلى والحض على السير على نهجهم وتحبيب المواطنين في الالتحاق بجبهات القتال لنيل ما تصفه الجماعة ب«شرف الشهادة»، وهي مساعٍ قضت بحسب سكان على رغبة الناس في الحياة وحشرهم في دعاية الموت. ودأبت الجماعة الانقلابية على محاكاة «حزب الله» اللبناني في إقامة ما تسميه «أسبوع الشهيد» بشكل سنوي، واختارت له ذكرى الأسبوع الذي قُتِل فيه الذراع اليمنى لمؤسس الجماعة حسين الحوثي سنة 2004، ويدعى زيد علي مصلح وكان يشغل مديراً لمدرسة «الهادي» الطائفية التي أسسها الحوثي في مسقط رأسه في منطقة مران غربَ محافظة صعدة. ويجبر قادة الجماعة رجال المال والأعمال وأصحاب المحلات على دفع مبالغ ضخمة لتمويل الاحتفالات وإنشاء المقابر التي تطلق عليها الميليشيا «رياض الشهداء»، وتعمل على إنشائها بشكل جمالي. ويرجح ناشطون يمنيون أن ارتفاع عدد المقابر التي استحدثتها الجماعة يعود إلى الأعداد الضخمة من القتلى في صفوفها، الذين سقطوا خلال أشهر السنة الماضية في المعارك مع قوات الجيش الوطني، وبفعل ضربات طيران التحالف العربي في مختلف الجبهات. وتتكتم الميليشيات على الإحصاءات الحقيقية لخسائرها البشرية، إلا أن مصادر محلية غير رسمية في صنعاء تقدِّر أن الجماعة خسرت السنة الماضية، نحو 50 ألف قتيل وجريح من أتباعها المقاتلين في مختلف الجبهات.