تعالت أصوات عربية أمس الاثنين /أول أيام رمضان / مطالبة بوقف العنف ضد الشعوب فى سوريا وليبيا واليمن حيث دعا رئيس البرلماني العربي الانتقالي سالم الدقباسي لقمة عربية طارئة لهذا الغرض وذلك في وقت حثت الجامعة العربية ومصر الدول العربية على الاستجابة للمطالب المشروعة لشعوبها وعدم استخدام القوة حقنا للدماء وتفاديا لتدويل الأزمة . وتشهد ليبيا واليمن وسوريا احتجاجات شعبية غير مسبوقة تطالب بإسقاط الأنظمة السياسية وذلك فى إطار ما يعرف باسم " الربيع العربي" الذى أطاح بنظامي الرئيسين السابقين حسني مبارك فى مصر وزين العابدين بن علي فى تونس. وأدت هذه الاحتجاجات إلى نشوب نزاع مسلح فى ليبيا بين قوات الرئيس معمر القذافى والمعارضة واشتباكات مسلحة من حين لآخر فى اليمن فضلا عن نزول الجيش الى المدن فى سوريا. وأطلق رئيس البرلمان العربي علي سالم الدقباسي " رسالة انتقاد شديدة اللهجة تجاه الدول العربية ، مطالبا اياها باتخاذ مواقف حازمة وكسر جدار الصمت العربي تجاه ما يحدث فى بعض الدول العربية " . ودعا الدقباسى فى بيان الى عقد قمة عربية طارئة،" لبحث اتخاذ إجراءات صارمة تستهدف وقف إزهاق أرواح المواطنين ، وامتهان كرامتهم ، والتعدي علي حرياتهم ، ومحارمهم، وأموالهم وأولادهم ، والتنكيل بهم بصورة وحشية هزت الضمير الإنساني ". واعتبر " أعمال العنف ضد الشعوب فى الدول المذكورة تتنافى مع مواثيق حقوق الإنسان العالمية ، والإعلان العربي لحقوق الإنسان ، ومع الدساتير العربية التي أكدت ضرورة احترام حقوق الإنسان ، وصون كرامته". وقال انه في الوقت الذي تتجه فيه أفئدة الشعوب العربية إلى استقبال رمضان شهر المغفرة والرحمة والتكافل والتعاون بين أبناء الوطن الواحد نشاهد استخدام اقسي وأبشع وسائل القمع والوحشية في التعذيب واستخدام المدافع والدبابات وزرع الألغام، في المدن المليئة بالسكان لقمع صوت الشعوب المطالبة بحقوقها في الحرية وتعزيز حقوق الإنسان . واشار الى " أن صورة العالم العربي التي كانت مثار احترام وتقدير العالم اجمع اهتزت جراء المذابح والمجازر التي ترتكب في حق الشعوب العربية داعيا المجلس الدولي لحقوق الإنسان لإرسال بعثات تقصي حقائق إلى هذه الدول للتعرف عن كثب على حقيقة ما يجري هناك " . كما دعا الدول العربية إلى الالتقاء على كلمة سواء، تعيد للأمة قوتها ومكانتها اللائقة وللشعوب العربية تضامنها ووحدتها، مؤكداً أن العالم العربي بات في أمس الحاجة لعقد قمة عربية طارئة . من جهته دعا الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الدول العربية إلى الاستجابة للمطالب المشروعة لشعوبها فى التغيير وذلك بتسريع وتيرة تنفيذ الإصلاحات مع التأكيد على الالتزام بعدم استخدام القوة حقنا للدماء. وتمنى العربي ، في بيان أصدره اليوم بمناسبة شهر رمضان ، أن تسود روح وأخلاق هذا الشهر الفضيل فى أرجاء الوطن العربى ، وأن تعم ثقافة التآخى والتسامح والحوار ونبذ العنف. وأكد ضرورة الالتزام بحقوق الإنسان النابعة من المواثيق العربية والدولية ، وفى مقدمتها الميثاق العربى لحقوق الإنسان الذى ينص على أن جميع حقوق الإنسان عالمية وغير قابلة للتجزئة ومترابطة ومتشابكة، ووثيقتي "التطوير والتحديث فى الوطن العربى"، و"العهد والوفاق والتضامن" الصادرتين عن القمة العربية. وأشار إلى ضرورة الالتزام بما جاء فى تلك الوثائق، بتعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية، واستقلال القضاء، وحرية الرأى والتعبير، وحرية الممارسة السياسية، وتسريع عجلة التنمية، وتوفير فرص العمل دون تمييز، وتمكين المواطن العربى من مقومات التفاعل الايجابي مع متغيرات العصر وتحدياته. إلى ذلك أعرب وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو عن انزعاج بلاده الشديد من ارتفاع مستوى العنف فى سوريا وزيادة عدد ضحايا المصادمات . و تمنى عمرو فى تصريحات للصحفيين أن يكون شهر رمضان مناسبة للتهدئة والإسراع بحل سياسي للأزمة فى سوريا ،مشيرا إلى " أن الظروف الدقيقة التى تمر بها سوريا الشقيقة والدروس التى أكدتها تجربة الربيع العربى فى مناطق أخرى من الوطن العربى، تظهر حقيقتين ثابتتين لم يعد من الممكن تجاهلهما، أولهما أن الحلول الأمنية لم تعد مجدية، ولا مفر من مخرج سياسى يتأسس على حوار وطنى يشمل جميع القوى السياسية، لبلورة حلول وطنية خالصة للازمات العربية". وأضاف " أن الحقيقة الثانية هى أن المنطقة العربية لا تحتمل تدويلا جديدا، وأن السبيل الوحيد لتجنب هذا التدويل هو أن نأخذ زمام المبادرة بأيدينا، ونتحرك على الفور لتحقيق طموحات الشعوب العربية المشروعة إلى الحرية والديمقراطية " . ونوه وزير الخارجية بعمق الروابط التاريخية والإستراتيجية بين مصر وسوريا، وارتباط الاستقرار فى سوريا بشكل مباشر بالأمن القومى المصرى والعربى ، مؤكدا أن مصر على استعداد دائم لتقديم كل دعم ممكن لإيجاد حل سياسى يحقن الدماء ويستجيب لطموحات الشعب السورى الشقيق. وتؤكد سوريا ، معلقة على المظاهرات والاحتجاجات فى أراضيها ، إنها تتعرض ل" مؤامرة خارجية" تنفذها "عصابات مسلحة ممولة من الخارج " تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار فيها. ووجهت باريس وواشنطن ولندن انتقادات حادة للحكومة السورية واصفة ما يحصل في حماة بأنه "هجوم عسكري" . المصدر /شينخوا/