شهدت محافظة صعدة، حضوراً وزخماً غير مسبوقا، على مختلف المستويات الميدانية والسياسية والإعلامية والقبلية، بالتزامن مع الانتصارات والتقدم المتسارع الذي يحققه الجيش الوطني في جبهات القتال بالمحافظة الواقعة شمال اليمن. ومثل المؤتمر الصحفي الذي عقده الناطق باسم التحالف العربي، العقيد تركي المالكي بمعية مشايخ وأعيان محافظة صعدة، يوم أمس الأول، تأكيدا صريحاً لموقف أبناء المحافظة الداعم والمساند للتحالف العربي الذي تقوده السعودية، ووقف رجال القبائل مع إخوانهم بالجيش الوطني في معركة تحرير المحافظة من الكابوس الجاثم على صدور ابناءها منذ سنوات. وأعرب مشايخ وأعيان صعدة في بيانهم، عن أملهم في أن ينزاح كابوس الحوثيين من على صدورهم.. لافتين إلى أن منطقتهم هي الأكثر تضررا من سياسات المليشيات ومطالبين التحالف والحكومة بسرعة تحرير ما تبقى من المحافظة وتقديم الإسناد والدعم اللازم للجيش والمقاومة الشعبية. وحضي المؤتمر الصحفي لمشايخ صعدة ومتحدث التحالف العربي، باهتمام وسائل الإعلام العربية والعالمية، حيث أشارت صحيفة الخليج الإماراتية في افتتاحيتها إلى تجديد مشايخ صعدة وقبائلها في حديثهم بمعية العقيد المالكي، تمسكهم بهوية اليمن العربية التي يعمل الحوثيون جاهدين لطمسها لصالح المشروع الإيراني، القادم من خارج الحدود، فقد أكدوا في مواقفهم أن صعدة تقاوم للبقاء على عروبتها والميليشيا التابعة لإيران لا تمثلها، كما أنها لا ترضى بالتدخل الإيراني، ولا تريد تواجد أي أجندة لها في اليمن، وأن صعدة يمثلها أبناؤها بعاداتهم وأخلاقهم وأعرافهم الحميدة المعروفة، التي ترفض الانجرار خلف مشاريع تؤسس لصراعات مذهبية، كما هو حاصل اليوم في سلوك جماعة الحوثي. على المستوى الحكومي، نقل وزير الزراعة والري عثمان مجلي، أمس الثلاثاء، لضباط وجنود الجيش الوطني، تحيات القيادة السياسية ممثلة في فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، ونائبه الفريق الركن / علي محسن الاحمر ، ودولة رئيس الوزراء الدكتور / احمد عبيد بن دغر . واكد الوزير مجلي خلال تفقده للوحدات العسكرية والالوية التابعة للجيش الوطني في كل من "الهشيمة والمجازة وتبة الكوز والمواقع المتقدمة غربي ابواب الحديد"، أن تضحيات منتسبي الجيش الوطني في مواجهة ميليشيات التمرد الحوثية سيسجلها التاريخ في انصع صفحاته ، مثمنا الدور الاخوي المساند للأشقاء في دول التحالف العربي بقيادة السعودية والامارات للشعب اليمني. وتمكنت قوات الجيش الوطني خلال الاسبوع الماضي، من تحرير مواقع جديدة، ونجحت في التغلب على التضاريس الجغرافية، واجتياز منطقة ابواب الحديد الوعرة، بعملية الالتفاف، تكبد فيها الحوثيون عشرات القتلى والجرحى وخسروا عتاد عسكري متنوع فضلاً عن خسارتهم لمواقع استراتيجية كانت تحت سيطرتهم قرب مركز المديرية. وفي مديرية الظاهر، غرب محافظة صعدة، زار وفد إعلامي كبير، أمس الثلاثاء، برئاسة وزير الإعلام معمر الإرياني جبهات القتال المتقدمة في منطقة الملاحيط. وفي الزيارة أطلع الوزير ومعه مندوبي ومراسلي القنوات الفضائية ووسائل الإعلام الرسمية ونخبة من الإعلاميين، على المعارك والمواجهات المستمرة في الخطوط الأمامية لجبهة الملاحيط، وما أحرزه الجيش الوطني من انتصارات خلال الايام القليلة الماضية، وتمكنه السيطرة على مواقع متقدمة لا تبعد إلا بعض الكيلومترات من منطقة مران المعقل الرئيسي للحوثيين في محافظة صعدة. واشارت إعلاميون في الوفد المرافق للوزير الإرياني، لتعرضهم خلال زيارة احد المواقع المتقدمة، لمقذوفات حوثية وقذائف هاون أطلقت على مكان تواجدهم، لكنها سقطت على بعد منهم دون تسجيل أي اصابات. ونشر الاعلاميون صوراً ومقاطع فيديو على حساباتهم بالتواصل الاجتماعي، عكست جوانب من المواجهات العنيفة التي يخوضها ابطال الجيش الوطني في جبهة الملاحيط، والشجاعة والإصرار الذي يواجهون به مليشيات الحوثيين الانقلابية والعناصر الإيرانية واللبنانية المتحالفة معها في الحرب ضد الشعب اليمني.
وكان الجيش الوطني، تمكن خلال اليومين الماضيين، من فتح جبهة جديدة في مديرية شدا الحدودية مع جازان، وسيطر على مواقع جبلية بأطراف المديرية، في حين وصلت طلائع الجيش الوطني في محافظة الجوف، إلى اطراف مديرية الحشوة الواقعة شرق محافظة صعدة بمحاذاة مديرية برط العنان.