أعلن التجمع اليمني للإصلاح عن نفسه عام 90م مع بقية الأحزاب، ثم كان من أبرز عناوين مراحله السياسية انتظامه في عقد "اللقاء المشترك". منذ اللحظات الأولى أصبح لفظ المشترك عند البعض هو اللفظ المرادف للإصلاح، ولم تكن هذه المرة الأولى ولا الأخيرة في اقتران الإصلاح على هذا النحو بكل قوى تتشكل في سبيل الوطن. استمر مع كل الوطنيين المخلصين في حمل هم التغيير للبلد على قاعدة النضال السلمي.. جاءت أحداث الربيع العربي وخرج الشباب اليمني من المستقلين والإصلاحيين ومن كل الأطياف.. أعلن وغيره من الأحزاب تأييدهم وانضمامهم، وسريعا أصبحت الثورة عند أولئك البعض ثورة الإصلاح!! قبل ذلك اصطف الإصلاح وشركاؤه خلف المناضل الكبير المهندس فيصل بن شملان رحمه الله في الانتخابات الرئاسية في 2006 واحتشدت معهم الملايين وكانت كل تلك المرحلة النضالية لدى أولئك البعض مرحلة الإصلاح!! طويلة هي المرحلة، وكثيرة هي تفاصيلها، وهاهم أولئك البعض يقولون مجددا: الحكومة هي الإصلاح، والسلطة سلطة الإصلاح، الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي أحمد عبيد بن دغر إصلاحي يرأس حكومة الإصلاح، نائبه ووزير داخليته وعضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي إصلاحي، علي محسن أحد أبرز مؤسسي المؤتمر الشعبي إصلاحي، ياسين مكاوي رئيس الحراك الجنوبي المشارك في مؤتمر الحوار إصلاحي، سلطان العرادة النائب البرلماني عن حزب المؤتمر الشعبي إصلاحي، العميد ناصر النوبة مؤسس الحراك الجنوبي إصلاحي، سلطان العتواني الأمين العام السابق للتنظيم الناصري إصلاحي.. ولا تنتهي القائمة بحمد الله إذ تشمل الكثير والكثير من مختلف قيادات الأحزاب والقوى السياسية والمستقلين في عدن وكل المحافظات بلا استثناء، كلهم لدى هؤلاء البعض إصلاحيون، وتعدى الأمر هؤلاء المسؤولين في الحكومة والسلطات المحلية إلى النخب من المثقفين والصحفيين وغيرهم، وإلى المؤسسات والمراكز والجمعيات الخيرية، بل والجيش الوطني في حضرموت وشبوة وأبين ومأرب والبيضاء والضالع وتعز وميدي، وألوية الحماية الرئاسية التي تشكلت من مجاميع المقاومة هي عند هؤلاء ألوية الإصلاح "طبعا هذه الألوية يسمونها ألوية الإصلاح عندما تكون في عدن، أما عندما تنتقل إلى الساحل الغربي فإن وصفها يختلف"!! ينشغل كثير من شباب أو ناشطي الإصلاح بنفي هذه الأوصاف لأي سبب، لكن الأمر سيغدو مختلفا لو فكروا بطريقة مختلفة، لأن كل هذا يدعو للفخر والاعتزاز بالإصلاح لا للنفي والاستغراب. أن يحسب على الإصلاح كل هؤلاء الذين ذكرتهم أو الذين لم أذكرهم لضيق المساحة، فهذا يعني أن علاقة الإصلاح بالجميع قد حولت الجميع في نظر أولئك الى إصلاحيين.. انفتاح الإصلاح وصدق شراكته وتحالفاته السياسية على أسس وطنية وتجاوزه لكل الحسابات الضيقة، هو من حول جميع هؤلاء في نظر بعض أولئك إلى إصلاحيين رغم أنهم قيادات في أحزابهم.. المشكلة هي أن تختزل الحق في نفسك وتناصب غيرك العداء، المشكلة هي أن تدعي احتكار الحقيقة والوطنية وتجعل من سواك خصوما.. العيب هو أن لا تلتقي مع أحد، أن تنكفئ على نفسك، أن تتقوقع في محيطك، أن ترى كل المختلفين معك خصوما وأعداء، أن تنحصر في زاوية أفكارك، أن تتمترس خلف أهدافك الضيقة، وتضيق بالآخر.. أما أن تكون منفتحا على كل الأطراف والقوى السياسية فذلك هو المسار الأمثل والعمل السياسي الناضج والأداء الوطني الذي يعول عليه.. منذ انتخابات 2006 وحتى اليوم، مرورا بفترة الثورة الشبابية، يصف أولئك البعض كل مظاهرة أو مسيرة جماهيرية حاشدة بأنها مظاهرة الإصلاح!! إن كل ذلك شرف لا يدعيه الإصلاح، لأنه ليس من قيم الإصلاح إلغاء جهود الآخرين أو انتقاصها، وليس من شيمه محاولة التفرد بالإنجاز، وأما أن أولئك البعض يرجعون كل ذلك للإصلاح وحده، وأيا كانت أهدافهم الكيدية، فإنما هم يعترفون للإصلاح بالشعبية والجماهيرية، ويشهدون له بتبني آمال الشعب وطموحاته، وهو كذلك بالطبع، وسيظل كذلك بتوفيق الله وحوله وقوته ثم بفضل منتسبيه وأنصاره وهذه الثقة غير المحدودة التي تمده بها الجماهير من عموم الشعب ومختلف فئاته، وشعاره على الدوام: "إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله".