غادر الرئيس تعز فعاودت الكهرباء مباشرة مسلسل الإطفاءات المتكررة وكأنك يا أبو زيد ما أحتفلت ولا غزيت.. ومثلها معدات الشق والإسفلتة التي توقفت عن أعمالها الإسعافية العشوائية قبل ساعات من إطلاق الألعاب النارية، وقد إلتقطت كاميرا « الصحوة نت « صورة لمعدات توقفت عن مواصلة سفلتة بضعة أمتار فقط في الطريق المؤدي إلى سوق القات بعد جولة وادي القاضي في اليوم السابق للإحتفال ثم غادرت مواقعها في اليوم التالي -ولسان حالها يقول: خلص أبو الليم أو بالأصح أبو الإسفلت - وتركت تلك الأمتار شاهدة على عبث وفساد الجهات المنفذة والمشرفة. مشاريع الرنج والموكيت في احتفالات عيد الوحدة بمحافظة إب عام 2007م أعلن الرئيس أن الاحتفال القادم سيكون بمحافظة تعز وعند نزول الرئيس إلى المحافظة قبل أيام من موعد الاحتفال قرر إلغاء الإحتفال بسبب عدم إنجاز أي مشاريع تستحق الإحتفال رغم حديث المحافظ الحجري حينها بأنهم عملوا في أسبوع أثناء تواجد الرئيس في تعز ما لم يعملوه في سنوات. ثم مر العام التالي واحتفلت تعز بالعيد دون أي مشاريع تذكر، ثم جاء عيد هذا العام ورغم الموازنة الاستثمارية التي سبق اعتمادها عند إقرار موازنة الحكومة فلم تبدأ الاستعدادات والتحركات الإسعافية إلا في شهر إبريل، والملاحظ أن جهود قيادة المحافظة قد انصرفت نحو تجهيز وإعداد أوبريت الإحتفال، بينما انصبت جهود المؤسسات الرسمية بإتجاه إجبار المواطنيين على رفع الأعلام فوق المحلات التجارية، وتكليف الأطفال بضرب "رنج" لأرصفة بعض الشوارع - طبعا لآن أجورهم أقل - وقلنا بعض الشوارع لآن الوقت لم يسعفهم حتى لإكمال مشروع "الرنج" كما أن الوقت لم يسعفه لزراعة الجزر في بعض الجولات فقاموا وعلى عجل بوضع أمتار من الموكيت لإيهام الناس بأنها مزروعة -الصورة المرفقة تبين ذلك. أما في موضوع الإسفلته فنحن نشهد أيام الإنتخابات حركة إعادة سفلتة للشوارع أكبر وأوسع مما حصل في هذا الموسم رغم المليارات التي رصدت هذا العام. مكرمة رئاسية في كلمته التي ألقاها في المهرجان الذي أقيم بميدان الشهداء احتفاء بعيد الوحدة تطرق المحافظ حمود خالد الصوفي إلى مشروع تحلية مياه البحر وذلك ضمن تبشيره بالمشاريع التي سيتم إنجازها .. وبعد دقائق فقط قام كالملسوع من مكانه عندما ناداه رئيس الجمهورية وعاد إلى منصة الإلقاء وحسب قوله عاد بتكليف من فخامة رئيس الجمهورية ليزف بشرى ومكرمة إقامة مشروع التحلية ومد الأنبوب من المخا إلى تعزوإب منحة من المملكة العربية السعودية، مضيفا:هذه هي هدية الوحدة وبشرى القائد .. وكأن الصوفي نفسه لم يعلم بتلك البشرى والمكرمة الرئاسية إلا في تلك اللحظة، وهو الذي ذكرها في كلمته قبل دقائق. ليس ذلك فحسب فقد سبق للمحافظ الصوفي أن أعلن عن تلك البشرى والمكرمة في مؤتمر صحفي عقده في ديوان المحافظة بتأريخ 28/4/2010م ونشرته الصحف الرسمية في اليوم التالي. وقال بالنص: «على نفقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز» فأين هي البشرى والمكرمة ؟ أكرمكم الله ..
المليارات تشابهت عليهم أما في موضوع الموازنة وعدد المشاريع التي تم افتتاحها أو وضع حجر الأساس لها فلنا هنا وقفة فهي تدع المتابع حيران ففي عددها الصادر يوم الخميس 29 إبريل-2010م. نشرت صحيفة الجمهورية هذا الخبر «أكد محافظ محافظة تعز حمود خالد الصوفي انه سيتم افتتاح ووضع حجر الأساس لعدد من المشاريع التنموية والخدمية بالمحافظة بتكلفة إجمالية 220 مليار ريال في إطار احتفالات بلادنا بالعيد الوطني ال20 لقيام الجمهورية اليمنية.» إذا التكلفة الإجمالية للمشاريع (220 مليار) لكن صحيفة الجمهورية نشرت السبت الموافق 8 مايو تحت عنوان: الرئيس - يشارك أبناء تعز أفراحهم بالعيد الوطني ويدشن مشاريع بتكلفة 261 مليار ريال. وقالت الصحيفة: (أوضح الأخ حمود خالد الصوفي – محافظ محافظة تعز أن محافظة تعز تحولت إلى ورشة عمل كبرى استعداداً لاحتضان احتفالات العيد الوطني العشرين الذي يكتسب ميزته ودلالاته من خلال تدشين مشروعات إنمائية وخدمية إستراتيجية من شأنها إحداث نهضة تنموية شاملة سيلمسها أبناء المحافظة عموماً. مشيراً في تصريح ل(الجمهورية) إلى أن فخامة الرئيس علي عبدالله صالح – رئيس الجمهورية- سيدشن (644) مشروعاً بكلفة إجمالية تصل إلى مائتين وواحد وستين ملياراً وثلاثمائة وتسعة وأربعين مليون ريال منها مشاريع إستراتيجية مثل مشروع تحلية المياه الذي استكملت بنيته التحتية بالحصول على منحة سعودية لتنفيذ الخط الناقل للمياه من المخا إلى تعز ومن ثم إلى إب). إذا التكلفة هنا زادت حسب تصريح الصوفي نفسه إلى (261 مليار و349 مليونا ) كما ذكر أن عدد المشاريع التي سيدشنها رئيس الجمهورية هي (644) أما صحيفة الثورة الصادرة بنفس التأريخ فقد ذكرت أن التكلفة الإجمالية للمشاريع حسب تصريح المحافظ ( 250 مليارا ). ضعوا ما شئتم من الخطوط تحت التكلفة الإجمالية للمشاريع للآننا ما زلنا نتابع فوكالة سبأ للأنباء نشرت عبر موقعها الإلكتروني الثلاثاء الموافق 18 مايو ما يلي: « قام فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليوم بافتتاح ووضع حجر الأساس لعدد 902مشاريع في محافظة تعز بتكلفة 203مليارات و666مليون ريال، وذلك بمناسبة احتفالات شعبنا بالعيد الوطني ال20 للجمهورية اليمنية 22مايو.. ونفس الخبر والأرقام نشرتها اليوم التالي الأربعاء الموافق 19 مايو كل من صحيفة الثورة والجمهورية. وفي كلمته في المهرجان قال الصوفي إن تكلفة المشاريع التي حظيت بها تعز تجاوزت (250 مليارا ) إذا نحن أمام أرقام تكلفة المشاريع التالية: (220 مليار -261 مليار -250 مليار _203 مليار ) فأيهما الرقم الصحيح الذي نختاره من بين الأقواس . أما عن عدد المشاريع فقد صرح الصوفي كما ذكرنا سابقا بأن عدد المشاريع التي سيتم تدشينها من قبل الرئيس (644) مشروعاً بكلفة إجمالية (261 مليار و349 مليونا ) وحسب وكالة الأنباء وصحيفتي الثورة والجمهورية ( 902)مشاريع بتكلفة 203مليارات و666مليون ريال والسؤال هنا كيف يكون تكون تكلفة (644) مشروعا أكبر من تكلفة (902) مشاريع إن المليارات تشابهت عليهم وعلينا أيضا . تعويذة ل485 مشروعا وقفتنا الأخرى أمام عدد المشاريع التي تم افتتاحها من قبل الأخ الرئيس في هذه المناسبة فقد ذكرت وكالة سبأ و الصحف الرسمية كما أشرنا سابقا أن عدد المشاريع التي تم افتتاحها (485) مشروعا -لاحظوا افتتاح وليس وضع حجر أساس _ بالتمام والكمال ودفعة واحدة _صلوا على النبي وتعوذوا من العين ومن شر حاسد إذا حسد .. بالطبع ليس من بينها مشروع تحويل مستشفى الثورة العام إلى مستشفى بواصفات أوربية والتي وعد بها محافظ تعز الأسبق عند إعتصام المشترك قبل 3 أعوام إحتجاجا على تردي الوضع الصحي بالمحافظة، وليس من ضمن هذه المشاريع المدرسة الواقعة في منطقة الشماسي والذي كان قد تم بنائها على نفقة المملكة العربية السعودية في الثمانينات من القرن الماضي وتم إيقاف استكمالها عام 89م وتركت للشمس والريح وتحولت إلى خرابة ووكر للعصابات ، ثم قام الأخ نائب رئيس الجمهورية في 2007م بوضع حجر الأساس لهذه المدرسة بأثر رجعي أي بعد مرور 18 عاما على إيقاف العمل فيها ، وليس من ضمن هذه المشاريع مشروع الترفليك الذي قال الرئيس في عام 2005م بأنه سيتم إنجازه خلال 4 أشهر ، وليس من ضمن تلك المشاريع التي تم افتتاحه إعادة تأهيل ميناء المخا وتوسعة مطار تعز والإستاد الرياضي فهذه المشاريع لا زالت مجرد وعود وقد سبق الوعد بها ضمن الوعود الإنتخابية في الإنتخابات الرئاسية 2006م وبالطبع ليس من بينها المشروع الإستراتيجي بوابة إدارة أمن المحافظة والذي سبق وتم افتتاح البوابة المذكورة قبل سنوات من قبل منصب رفيع بالدولة باعتبار تلك البوابة منجزا وطنيا.