تلعثم وهو يحكي "للصحوة نت" قصة أمه الستينية التي اختطفتها عصابة حوثية من منزلها، ونهبوا كل ما في المنزل من ذهب ومال ولم يكتفوا بذلك بل جروها فوق سيارتهم الى القسم بتهمة "ممارسة الدعارة". دفن وجهه بين يديه وهو يتابع بقوله: "بالله عليكم امرأة عجوز، أي فعل فاضح ترتكبه"، وتساءل: ايش أقول لأخواتي وانسابي؟، "أمي متهمة بالدعارة"، استغلوا غيابي لأجل لقمة عيشي، ولأن امي لوحدها بالمنزل ليقتحموه وينهبوه وكي يتستروا على افعالهم يزجون بالنساء في السجون بدعوى الدعارة. بكى قهرا وهو يقول: "لا أستطيع حتى زيارتها في السجن او الاطمئنان على حالتها إلا من بعيد أو عبر اشخاص أقول لهم أني فاعل خير، شفتي العذاب الذي اعيشه". الموت أمنية.. "س-م" طفلة لم تتجاوز عمرها 14 سنة تم استدعاءها وأخذها من مقهى بدعوى انه مخالف للآداب والأخلاق، ذهبت الصغيرة مع اخرى تكبرها بسنوات مرتعدة الفرائص الى القسم لتجد نفسها مع أخريات، والتهمة فعل فاضح. تقول باكية "للصحوة نت" كنت أصرخ ما فعلت شلوني من "الكافيه" وكان الرد اقسى: "أنتن بنات هذه الأيام من غير تربية"، مضت ثلاثة أشهر وهي في السجن، تقول: "ذل وضرب ومهانة ومشاهد يومية أعجز عن وصفها لفتيات في عمري وأكبر" ولعد ان دفعت أمها 700 ألف تم اخراجها وهددوها إذا تكلمت بقتل أمها.. التفتت الي ووجهها كالليل "دمروا حياتي، مستقبلي، اتمنى الموت". اختطاف الفتيات جريمة جديدة وغير أخلاقية ترتكبها مليشيا الحوثي الانقلابية في مناطق سيطرتها، تحت مبررات عديدة. ناشطون يمنيون أكدوا أن المتمردين الحوثيين في اليمن يحتجزون عشرات النساء دون تقديمهن للمحاكمة أو اتهامهن بأي جريمة. "صلاح" طالب في جامعة صنعاء أكد "للصحوة نت" بأن فتيات حوثيات يقمن باستدراج بعض الطالبات إلى مقرات تابعة للجماعة في أماكن مختلفة ويتم ترغيبهن في الانضمام للجماعة أو إجبارهن. المواطن عبد الفتاح ابراهيم (اسم مستعار)، قال إن المليشيات الحوثية الإيرانية تقوم بالتغرير بالنساء واستغلال العاطفة الدينية لدى الشابات، ويتم تدريسهن الفكر الحوثي الدخيل على اليمنيين وقد تكونت عقيدة حوثية متعصبة عند نساء نعرفهن. "نهلة" تعرضت للابتزاز المالي مقابل الافراج عنها، فقد تم اخذها من الشارع وهي واقفة وزميل لها "ونفس التهمة المكررة فعل فاضح". تقول منكسرة: "استدعوا اهلي فكاد ابي يموت من الفاجعة ولولا ثقته بي لقتلني هناك"، اخرجها والدها بمبلغ مليون ونصف مقابل انقاذ سمعتها وحتى لا يعلم أحد ان الحوثيين اختطفوها من الشارع بلا ذنب. وتؤكد انها مع استمرار التهديدات تظل طوال الوقت في البيت خوفا من اخذها مرة اخرى، "دمروني من الداخل، الان لا أستطيع حتى الخروج او النظر في وجه والدي المنكسر". تضيف: "الخوف لا يفارقني وأصبح الموت امنية لي". في الأيام الماضية ظهرت للسطح قصص اعتقالات واختطافات نساء من قبل اجهزة أمنية تديرها مليشيات الحوثي في صنعاء، واكد ناشطون حوثيون المسالة فيما يبدو انه خلاف داخل الجماعة وليس صحوة ضمير كما يتم الترويج له، حيث عينت جماعة الحوثي قبل عام القيادي سلطان زابن في منصب رئيس قسم التحقيقات الجنائية في صنعاء، حيث أطلق على الفور حملة ضد ما سماه "البغاء"، وقد تم اعتقال كثير من النساء في إطار الحملة ومن ثم اقتيادهن إلى فلل سرية، بدلاً من إطلاق سراحهن.
بدورها حذرت المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر سلطات الأمر الواقع في صنعاء. من محاولة تبرير جرائم عمليات اختطاف وإخفاء عشرات النساء اليمنيات وممارسة أبشع أنواع التعذيب والانتهاك ضدهن وبشكل غير مسبوق في التاريخ اليمني.